القاهرة 04 مارس 2025 الساعة 09:36 ص

كتبت: رابعة الختام
تستضيف ورشة الزيتون الثقافية في فعاليتها الأسبوعية الكاتب الصحفي خيري حسن، لمناقشة كتابه الأحدث "سيد درويش، المؤلف الحقيقي للنشيد الوطني"، وقائع سرقة معلنة، الصادر عن سلسلة "كتاب أخبار اليوم"، والذي يعيد الحق لصاحبه فنان الشعب الموسيقار الشيخ سيد درويش.
ويعبر حسن من خلال كتابه عما حدث من سطو على حق الأخير في تأليفه للنشيد الوطني "بلادي، بلادي" والذي سطى عليه المؤلف محمد يونس القاضي والذي كان صديقاً ومجايلاً للشيخ درويش، واستشهد حسن بعدة وقائع وحقائق فحصها بنفسه من خلال التحقيق في عدة أوراق وملابسات وجرائد قديمة قادته في نهاية الأمر إلى أن يونس القاضي سرق مجهود صديقه الشاعر، حيث كان شائعاً عن درويش كونه ملحناً وأما أشعاره فلم يعرف بها كثيرون مما رجّح كفة يونس.
الثابت من الأوراق أن يونس استعان بوثيقة تم استخراجها بتاريخ اتضح فيما بعد أنه يوم جمعة، ومن المحاكم المختلطة المعروف عنها أنها للفصل فيما يطرأ من مشكلات بين الأجانب والمصريين مما يهدم كل ادعاءات يونس، ويعيد الحق بعد كل هذه السنوات لصاحبه درويش. ويقول خيري حسن إنه ألهم لكتابة هذا الكتاب في العام الماضي الذي شهد مرور 100 عام على وفاة سيد درويش، وفي حين تحضيره لكلمة لكي يلقيها في الاحتفالات عثر على كتاب "سيد درويش: عبقريته وأثره وحياته" للكاتب محمود أحمد الحفني
وقد ذكر الحفني في كتابه أن سيد درويش لم يكن مجرد موسيقار عبقري بل كان أيضا شاعراً رائعاً، مما دفعه للبحث عن ما كتبه الموسيقار سيد درويش ليكتشف أنه كتب كلمات النشيد الوطن المصري "بلادي بلادي".
وأشار إلى أنه كان من المتعارف عليه والمسجل بالوثائق الرسمية أن سيد درويش هو من قام بتلحين النشيد الوطني وأن من قام بتأليفه هو الشاعر الشيخ محمد يونس القاضي، مما أثار فضوله ودفعه للبحث في الموضوع ليستنتج أن الناس بدؤوا يتداولون رواية أن النشيد الوطني كتب بواسطة سيد درويش بداية من ستينيات القرن الماضي، مما أثار الرغبة لديه لإنهاء الجدل في هذا الموضوع.
وأوضح أن درويش كان أصغر في السن من القاضي بحوالي 4 سنوات، ذاكرا أن أشعار القاضي كان يغلب عليها طابع الكتابة الزجلية، بينما درويش يستخدم جمل قوية، مشيرا إلى وجود اختلاف كبير بين اللون الشعري الذي يتميز به درويش ونظيره الذي يتميز به القاضي، حيث يغلب الطابع الوطني على شعر درويش، ووصل إلى استنتاج وهو أن القاضي استند إلى تسجيل هذه الكلمات باسمه في المحكمة المختلطة عام 1923
وتابع أن الحالة الوحيدة لدخول المصريين للمحاكم المختلطة آنذاك هو وجود نزاع بين المواطن المصري وشخص أجنبي، لذا لا يمكنه دخول المحكمة المختلطة إذا كان الخلاف بينه وبين درويش، مشيرا إلى أن خلال رحلة بحثه عثر على وثيقة من عام 1925 أي بعد عامين من وفاة سيد درويش منشورة في مجلة تسمي "تياترو مصورة" تفيد بأن كلمات النشيد الوطني كانت تأليف وتلحين الموسيقار الراحل سيد درويش.
قام بكتابة مقدمة الكتاب الشاعر والمؤرخ الكبير شعبان يوسف، حيث يقول فيها: ما زال سيد درويش يرجّ عرش الموسيقى، رغم أن كتلا كثيرة صدرت عن فنان الشعب سيد درويش والذي يستحق ذلك اللقب بجدارة، ولم يكن هو الذي أطلقه على نفسه، ولم تكن له جوقة تعمل في الدعاية له، ولكن عمره القصير الذي عاشه استطاع بالفعل أن يهز عرش الموسيقى.
جدير بالذكر أن المناقشين هم الروائية سلوى بكر، الدكتورة فاطمة الصعيدي، الدكتور محمد إبراهيم طه، الدكتورة عزة كامل، ويدير الندوة الإعلامي عمرو الشامي، إضافة إلى كلمات ومداخلات أبناء ورواد ورشة الزيتون، ويعقب الندوة حفل يقدم فقراته المطرب والملحن محمد عزت.
|