القاهرة 25 فبراير 2025 الساعة 12:04 م

حوار: هبة البدري
"هبة محمد باشا" مدير تحرير مجلة "نصف الدنيا"، التي تُصنّف كواحدة من أهم المجلات النسائية التي صدرت في مصر، حازت هذا المنصب وهذه المسؤولية عبر مسار حافل كإعلامية وكاتبة تتميز بالثقافة وإتقان العمل، كما تحمل "جينات صحفية"، فهي ابنة الكاتب الصحفي محمد باشا مدير تحرير الأهرام الأسبق.
حققت"باشا" كثيرا من النجاحات الصحفية سواء أكانت الانفرادات الصحفية أو التحقيقات أو الحوارات السياسية والاجتماعية وحصلت على العديد من الجوائز.. لذا كان لنا معها هذا الحوار:
* في البداية ما هدف ورسالة مجلة "نصف الدنيا"؟
مجلة "نصف الدنيا" اجتماعية نسائية تخاطب مختلف الفئات العمرية في الأسرة المصرية، صدر عددها الأول عام 1990.. وتتبنى المجلة فكرة الوعي وبناء العقول من خلال الموضوعات التي نناقشها في التخصصات والمجالات المختلفة الاجتماعية وقضايا الطفل والأسرة والمرأة، والمجالات الاقتصادية والسياسية والأحداث الجارية، نحن كسرنا الفكرة التقليدية لمجلة الأسرة.
وتختلف السياسة التحريرية لمجلة "نصف الدنيا" باختلاف الأزمنة والأحداث الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ودور ووعى رئيس التحرير، والمجلة انفردت بالكثير من التغطيات.
* حدثينا عن التطوير في مجلة "نصف الدنيا"؟
نفكر ونكتب دائمًا أفكارا غير تقليدية لأن المنافسة تحتم ذلك، على سبيل المثال قدمنا على صفحات المجلة ملفًّا مهمًا جدًا بعنوان "ماما أمرأة مهمة" للتأكيد على أن النماذج والقيادات النسائية في مصر أيضًا أمهات ناجحات، حيث تستطيع المرأة القيام بأدوار مختلفة في المجتمع وتنجح في المجال المهني وتنجح كأم وزوجة. ونطور دائمًا في الأبواب المقدمة بالمجلة، وأيضا مناقشة موضوعات الشباب وننشر القصة القصيرة لبعض الشباب وهذا دعم للشباب في المجال الثقافي. وكثيرا ما نناقش ونثير قضايا في المجلة لمخاطبة جهه مسؤولة ويتفاعل معنا المسؤولون.
* ما كيفية العمل فى ظل منافسة مواقع التواصل.. كيف تحافظين على جذب القارئ؟
لأننا في عصر السماوات المفتوحة وأمام الجمهور معلومات وأخبار كثيرة جدًا ما بين الصحيح والخطأ والإشاعة، فعلى الإعلام المكتوب أن يعمل على تنقيح هذه المعلومات والحقائق للقارئ الذي يستقي معلوماته من روافد تكنولوجية تروّج، للأسف، لكثير من الشائعات. ونحن نعمل على توظيف مواقع التواصل حتى نصل إلى مختلف الشرائح العمرية.
* ما أبرز الملفات المميزة خلال عملك؟
أهتم دائما بالوعي المجتمعي.. أبرز ما قدمت ملف حول الإتجار بالبشر بعنوان "بشر للبيع" عام 2010 وأيضا ملف آخر بعنوان "زواج الصفقة في حكاية طفل" الذي هدف إلى معالجة زواج الأطفال والقاصرات من الملفات المهمة وحقق صدى جيد جدًا.. وأيضا ملف التنمّر وكانت حملة كبيرة جدًا وحصلت على شهادة من الاتحاد الأوروبى عن دور مصر في قضية التنمر، ومن أعمالى التي أعتز بها ملحق خاص بمجلة نصف الدنيا لتبسيط الدستور المصري للأطفال، وحقق رد فعل جيد جدا في المدراس، وقام المجلس القومي للطفولة والأمومة بالطباعة وتوزيعه لأطفال المدراس في محافظات الجمهورية.
* ما هي أخطر قضايا الطفولة والأسرة في وقتنا الحالي؟
الطفل المصري أمن قومى كلما حصل على حقوقه في الوقت الصحيح نتفادى الكثير من المشكلات في الدولة ونقلل التكلفة الاجتماعية والاقتصادية التي يدفع تكلفتها المجتمع مثل تسرب الطفل من التعليم والزواج المبكر وعمالة الأطفال وأطفال الشوارع. ويعد الآن أخطر قضايا الطفولة مواقع التواصل الاجتماعي، والتنشئة الاجتماعية والأخلاق داخل المجتمع. ولا بدّ أن تنال مصر جائزة عالمية جائزة "الارتقاء الانساني" عن مشروع "حياة كريمة" وهو من أهم المشروعات في مصر ويهدف إلى تغير المجتمع المصري وتحقيق الأمن الإنساني له سواء في البيت أو المدرسة أو المستشفى، وبالتالى يضع الطفل في المناخ الذي يمنحه أبسط حقوقه وتحقيق الاحتياجات الأساسية له التي تساهم في تنشئة صحيحة ونفس سويّة.
* حدثينا عن والدك الكاتب الصحفي محمد باشا ومسيرته الصحفية؟
ولد محمد باشا، بالقاهرة في 7 أبريل عام 1940، حصل على ليسانس الآداب قسم الصحافة من جامعة القاهرة عام 1962، التحق بالتدريب والعمل فيه مؤسسة الأهرام العريقة وهو لا يزال طالبا بالجامعة، واستمر فيها حتى بعد تخرجه، وكلف بمهمة تغطية الأخبار على الجبهة خلال فترة حرب الاستنزاف حتى نصر أكتوبر، ويعتبر محمد باشا من أقدم المحررين العسكريين الذين عرفتهم مصر، كانت له تغطياته المتميزة لجريدة الأهرام حيث عمل كمراسل حربي خلال فترة حرب الاستنزاف مرورا بنصر أكتوبر المجيد، سجل يوميات جنود مصر الأبطال وتضحياتهم وسطرها بقلمه على صفحات الأهرام.
• كيف أثرت نشأتك على اختيارك العمل في مجال الصحافة؟
والدي الكاتب والصحفى محمد باشا مدير تحرير الأهرام الأسبق تميز بالإيجابية والجدية الشديدة وحمل قلبًا نقيًّا طيبًا ولم يكن ينام كل ليلة قبل انتهاء الطبعة الثالثة للأهرام في الثالثة فجرًا، لذا كان من الطبيعي أن تتشكل ملامحى الإعلامية منذ الصغر بعد حصولى على الثانوية العامة التحقت بالدراسة بكلية التجارة ولحسن الحظ كانت المؤسسات القومية تفتح أبوابها لتدريب طلاب الجامعات من مختلف التخصصات وليس كلية الإعلام وحدها لأن فى ذلك الوقت كانت المؤسسات القومية لديها عدة إصدارات وليدة وترغب أن ينضم إليها شباب موهوبون في مجال الصحافة فالتحقت بمؤسسة الأهرام من خلال مجلة نصف الدنيا، وبالطبع الأسرة والوالدين قدموا لي الدعم لأنهم وجدوا لدي الموهبة والرغبة في النجاح.
* أخيرا.. ما هى مكتسبات المرأة المصرية التي حصلت عليها في السنوات الأخيرة؟ وما الذي تتمنين أن يتحقق لها؟
المرأة المصرية تعيش عصرًا ذهبيًّا شهد تحقيق العديد من الإنجازات والتطورات لصالحها خاصة بعد إقرار الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030.
وأتمنى أن يوجد ويصبح في مصر قرى منتجة حقيقية وأن تعمل كل امرأة من المنزل لأن المرأة نواة منتجة، فكرة القرية المنتجة هى الأصل لتفادي الكثير من العقبات ويصبح للمرأة دخل من خلال عملها وتساهم في التنمية.
|