القاهرة 06 فبراير 2025 الساعة 07:30 م

حوار: مروة مدحت
* د. أحمد القاضي: "مزيج" تقدم للقارئ أعمالا محكّمة للقارئ العام والمتخصص
* القاضي: الجائزة قد تغير نظرة سوق النشر للكتاب القصصي
حازت المجموعة القصصية " تيريز لا أحد" الصادرة عن دار نشر "مزيج" في 2024، على جائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين هذا العام 2025، في مجال أفضل مجموعة قصصية، والمجموعة من تأليف الكاتب كريم بركات الذي صدرت له من قبل مؤلفات أخرى مثل "رسائل بطعم الملح".
وكان لمجلة مصر المحروسة لقاء مع مدير دار "مزيج" للنشر والتوزيع، دكتور "أحمد عماد القاضي" عن المجموعة القصصية الفائزة بجائزة معرض القاهرة للكتاب وتأثير الفوز بهذه الجائزة على رؤيته لمنشورات مزيج في الأعوام القادمة:
• ما شعوركم بعد الفوز بجائزة أفضل كتاب قصصي في معرض الكتاب هذا العام؟
سعادتنا كبيرة جدا بحصولنا على الجائزة خصوصا أن هذه هي المجموعة القصصية الثانية التي تصدرها "مزيج"، حيث فازت مزيج بجائزة سابقة عن مجموعة قصصية مترجمة "بواكير الأعمال"، بالإضافة إلى حصول رواية من إصدارات "مزيج" على جائزة ساويرس لأفضل رواية في الشهر السابق.
• هل كنت تتوقع حصول أحد منشورات دار مزيج على جائزة معرض الكتاب؟
نعم كنت أتوقع، لأن أعمالنا تنشر بعد تحكيمها من قبل لجنة نقاد متخصصين في المجالات كافة، ولهذا نتوقع أن يكون لكل عمل من إصدراتنا صدى كبير لدى القراء والنقاد، لأن طبيعة العمل تكون مختلفة وجمهورها مختلف وانتقائي، فنتحرى أن يكون العمل ليس جماهيريا بقدر أن يكون عملا فارقا، وهذه المجموعة القصصية "تيريز لا أحد" نُشرت على تطبيق "أبجد" مما ساعد على أن تصل إلى عدد كبير من القراء، وبالتالي كان متوقعا بدرجة ما أنه من الممكن أن ينال الكتاب جائزة من جوائز المعرض.
• كيف يتم اختيار موضوعات واتجاهات الكتب التي تنشرها "مزيج" سواء أكانت أدبية أو فكرية؟
أولا التحكيم: إذ إنه لا بدَّ من تحكيم الأعمال عندنا من قبل المتخصصين في كافة المجلات الأدبية من النقاد والروائيين والمتخصصين، ولذلك لا ننشر إلا الأعمال التي تستحق النشر، وهذا ما يجعل إصدارات الدار مختلفة وموثوقة لدى المتلقي.
• هل الفوز بهذه الجائزة وغيرها من الممكن أن يكون سببا في تغير فلسفة اختيار الموضوعات أو الأنواع الأدبية التي سوف يتم نشرها لاحقا؟
بالتأكيد ، فقد كان منتشرا في السوق العام للنشر فكرة أن المجموعات القصصية غير مؤهلة للفوز، ولا تتناول أفكارا عميقة، ولا تجذب القارئ، وبالتالي جمهورها قليل على عكس جمهور الروايات، وفوز هذه المجموعة القصصية وغيرها يهدم هذه الفكرة، فالجمهور ينتظر مجموعات قصصية جيدة وتحمل أفكارا جديدة وقوية يكون لها أثر كبير لدى القارئ.
• ما الجديد الذي قدمته دار "مزيج" هذا العام ويختلف عن الأعوام السابقة؟
اتجاهنا كان أكثر ميلا للروايات الاجتماعية والقصص القصيرة الاجتماعية، والتركيز على القضايا الاجتماعية والنفسية الشائكة في المجتمع التي تناقش بشكل سردي وروائي جديد وكان لها صدى رائع عند الجمهور، مع ندرة نشرها في سوق الكتاب، فالقارئ متعطش لهذه الروايات التي تمسه وتعبر عن همومه في مجتمعه.
• هل من الممكن أن يحوز كتاب جائزة ولم يحقق مبيعات والعكس، بمعنى أنه يحقق مبيعات ولا ينال أي جوائز أدبية، كما يحدث في المقارنات بين الأفلام التجارية والأفلام التاريخية مثلا؟
نعم طبعا من الممكن أن يحدث ذلك مع الكتب، إلا أن الجائزة في النهاية تفرض نفسها، و يبدأ الجمهور في يدتتلقى الكتاب بصورة أفضل ويُلفَت نظره أن هذا الكتاب يَستحِق أن يُقرأ
• هل تبلغون من أول المعرض أن لديكم كتابا حاز جائزة من جوائز المعرض.. أم تتفاجؤون مثل الجمهور بحصول أحد إصداراتكم على جائزة معرض الكتاب؟
الحقيقة أننا في هذه الحالة مثل الجمهور تماما، فقد تم إبلاغنا بالخبر قبل تسلم الجائزة بيوم واحد، وتسلمت الجائزة نيابة عن الكاتب لأنه خارج مصر حاليا، ولو كان يعرف لكان أصبح مستعدا لتسلمها بنفسه، فهي لحظة فارقة في تاريخ أي كاتب بحصوله على جائزة من جوائز معرض القاهرة الدولي للكتاب.
• ما أهم إصدارات الدار التي حققت أعلى مبيعات هذا العام؟
الكتب التي تناقش المشكلات النفسية أو الوجودية الإقبال عليها مختلف تماما عن العام السابق، فهذه الإصدارات حققت مبيعات عالية لدينا.
• ما الملاحظات والمقترحات من منطلق رؤيتك لمعرض الكتاب هذا العام لتطويره، أو تقديم أفكار جديدة تجذب إليه مزيدا من الزوار والقراء؟
التنظيم كان جيدا جدا، وأنا بشكل شخصي أحب المعرض كقارئ قبل أن أكون عارضا، ولكن لدي إضافة بسيطة أرجو من القائمين على تنظيم المعرض وضعها في الحسبان العام المقبل، وهو أن عدد ساعات العمل بالمعرض لا يتيح للجمهور الحاضر في ساعات متأخرة من اليوم التوافد بصورة مستمرة، لأن معظم الجمهور يعمل في أيام وسط الأسبوع وبالتالي ليس لديه الوقت لتغطية أنشطة وفعاليات المعرض والتمتع به بشكل كافي لان المعرض يغلق أبوابه في الساعة 8 مساء وهي ساعة مبكرة بالنسبة للعاملين، فكان هناك اقتراح أن يتم مد ساعات المعرض للساعة العاشرة مساء ومن الممكن إتاحته للجمهور لساعة متأخرة قليلا بحيث يفتح أبوابه في 11 صباحا وإغلاقه في ال 10 مساء، بحيث يسمح لجمهور القراء طوال أيام الأسبوع التوافد على المعرض وتغطية أكبر قدر من دور النشر، وزيارة كل أجنحة المعرض في وقت أكبر.
• هل رؤيتك من خلال إصدرات الدار هذا العام تخاطب أكثر الشباب أم المثقفين الكبار أم اليافعين؟
أكثر فئة عمرية نتواصل معها مرحلة الشباب من 25 حتى 40 سنة، وتعتبر هذه أكبر فئة من جمهور "مزيج"، وهذه هي الفئة القارئة بشكل كبير، وبشكل عام فإن إصدارت الدار تخدم المتخصصين وتخدم القارئ العام، حيث إنه يتوافد إلينا قراء أصحاب رؤوس أقلام وقراء مبتدئين، فكل كتابتنا لا تعتمد على الكتاب التخصصي ولكن نتحرى أن يكون الكتاب مقدم بصورة سلسة وواضحة للجمهور العام سواء أكان متخصصا أو هاويًا أو حتى مبتدئًا في القراءة والثقافة.
• ما رأيك في دور النشر الإلكترونية، هل ممكن أن تهدد سوق الكتاب الورقي، أم لا يزال الكتاب الورقي محافظا على جمهوره رغم وجود الكتاب الإلكتروني؟
بشكل ما، ارتفاع أسعار الورق يجعل الجمهور دائما يلجأ للكتاب الإلكتروني، وهذه حقيقة لا جدال فيها، مما يجعله قابلا للتأثير على المبيعات بشكل ما، ولكن لا يهدد النشر، لأن دار النشر الإلكترونية تنتج محتوى ولكن بدون طبعه، ففي النهاية عملية إنتاج الكتاب الورقي مطلوبة وموجودة.
• ما الذي تقدمه الدولة لكم من دعم كناشرين في المعرض؟
تهتم الدولة بمؤسساتها المتعددة بمعرض القاهرة الدولي بشكل عام، فهو المعرض الأول عربيا والثالث عالميا في عدد الزوار مما يجعل المعرض مقصدا دوليا لجميع البشر في شتى المجالات، فهو أكبر وأهم معرض للكتاب عربيا، أولا نظرا للتعداد السكاني في مصر، كما أن مصر دولة مستقطبة للباحثين والدارسين العرب وغير العرب وهذا يخدم كل دور النشر بشاركتها في المعرض.
• ما خططكم للنشر العام المقبل بعد الفوز بالجائزة هذا العام؟
لدينا خطط كثيرة العام المقبل من أهمها التوسع في إصدارات القصص القصيرة، واستقطاب جمهور مختلف لدار "مزيج" نستطيع أن نقدم له إصدارات لفئة اليافعين، فنحن بصدد مشروع متكامل لليافعين من سن 12-18 سنة، ومن هذا المنطلق لدينا توجهات لمجال الكوميكس، والكتب النفسية والتربوية مناسبة لهذا السن ومن الممكن أن تحدث فارقا كبيرا في النشر.
جدير بالذكر أن الناشر د. أحمد عماد القاضي متخصص في العلاج الاجتماعي للأفراد وباحث في الانثروبولوجيا الثقافية وله العديد من المترجمات منها:
*الآخر والغريب في النظرية الاجتماعية الصادر عام 2022
*فلسفة العلوم الاجتماعية الصادر عام 2023
*الفقد من منظور وجودي الصادر عام 2024.
كما نشرت له كثيرٌ من الدراسات منها دراسة ميدانية بعنوان "المناخ الأسري وعلاقته بأزمة الهوية لدى الشباب الجامعي" 2021،
ودراسة نظرية بعنوان "مفهوم الحداثة في الفكر العربي في القرن التاسع عشر" عام 2022.
يُذكر أن فعاليات الدورة الـ56 للمعرض استمرت من 23 يناير حتى 5 فبراير بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، بمشاركة 1345 ناشرًا من 80 دولة، وضمت أكثر من 600 فعالية ثقافية متنوعة، وحلت سلطنة عمان ضيف شرف لهذه الدورة، وتم اختيار الدكتور أحمد مستجير شخصية العام، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول شخصية معرض كتاب الطفل.






|