القاهرة 05 فبراير 2025 الساعة 06:32 م

كتبت: د.إنجي عبدالمنعم
من قلب العاصمة المصرية، القاهرة، انطلقت فعاليات الدورة السادسة والخمسين من معرض القاهرة الدولي للكتاب، ليعيد إحياء شغف القراءة والفكر في أروقة المعرفة، حيث يُعتبر هذا الحدث الثقافي البارز منصة استثنائية للتواصل مع عوالم الكتب ومؤلفيها، حيث يلتقي الأدباء والمبدعون والناشرون في فضاء واحد لعرض أحدث إبداعاتهم الأدبية والفكرية.
في هذا المعرض، يغمر الزوار في عالم ساحر من الكتب التي تحتضن بين صفحاتها قصصاً وأفكاراً ومعارف تفتح أمامهم أبواباً إلى عوالم جديدة. يُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين حدثاً ثقافياً مهماً يهدف إلى تعزيز قيم القراءة والتعلم، ويشكل فرصة ذهبية للتواصل مع الكتّاب والمبدعين ودور النشر.
معرض القاهرة الدولي للكتاب، هو الحدث الثقافي الأهم في العالم العربي، يقام المعرض في مركز مصر للمعارض الدولية بالقاهرة بمنطقة التجمع الخامس، خلال الفترة من 23 يناير إلى 5 فبراير.
كما يُعتبر المعرض ملتقىً فكرياً وثقافياً يضم مجموعة من الكُتّاب والمبدعين ودور النشر من مختلف أنحاء العالم. ضيف شرف المعرض هذا العام هو سلطنة عمان، بينما تم اختيار الدكتور أحمد مستجير، الرائد في مجال الهندسة الوراثية والعلم والأدب، كشخصية المعرض.
من أبرز فعاليات المعرض:
* معروضات متنوعة تشمل الكتب الورقية، الكتب المسموعة، الكتب الإلكترونية، الصحف، المجلات، الدوريات، وخدمات حقوق النشر.
* شخصية معرض الطفل: فاطمة المعدول، أول امرأة تتولى منصب مدير عام ثقافة الطفل، ومؤلفة لأكثر من 50 كتاباً أدبياً للأطفال من مختلف الأعمار.
* يوفر فرصا للتواصل والتعرف على أحدث الإصدارات الأدبية والفكرية، ويفتح قنوات جديدة للتواصل بين الكُتّاب والمبدعين ودور النشر.
وقد شهد المعرض إقبالاً كبيراً من الأطفال والشباب، حيث تم تنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة المتنوعة التي تستهدف الفئات العمرية المختلفة، بما في ذلك إصدارات جديدة من الكتب للأطفال والشباب، والعروض المسرحية والفنية، وورش العمل الفنية والتدريبية. وقد أعرب العديد من الزوار عن استمتاعهم بالمعرض وفرصته للاطلاع على الكتب الجديدة والمثيرة، وكذلك للتواصل مع الكُتّاب والمبدعين.
• مشاركة الوزارات في معرض الكتاب.
شاركت عدة وزارات في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56، بما في ذلك وزارة التربية والتعليم، وزارة الثقافة، وزارة الأوقاف، وزارة الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، وزارة الدفاع المدني، وغيرها.
- وزارة التربية والتعليم: قدمت الوزارة برنامجاً حافلاً يشمل زيارات طلابية، لقاءات مع الكُتّاب والأدباء، وعروضاً مسرحية واستعراضات فنية وشعرية بمشاركة طلاب من مختلف المراحل التعليمية.
- وزارة الثقافة: تتولى الوزارة تنظيم المعرض وتقديم فعاليات ثقافية متنوعة.
- وزارة الأوقاف: قدمت الوزارة فعاليات دينية وثقافية خلال المعرض.
- وزارة الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي: شاركت الوزارة من خلال تقديم فعاليات تتعلق بالشؤون النيابية والقانونية.
وتهدف هذه المشاركة إلى تعزيز القيم الثقافية وغرس حب القراءة والابتكار بين الطلاب، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة لهم للتفاعل مع الكُتّاب والأدباء والاطلاع على أحدث الإصدارات.
كما شاركت وزارة الدفاع في المعرض، حيث قدمت مجموعة من الكتب والمنشورات التي تتناول تاريخ مصر العسكري والقضايا الدفاعية، وشاركت أيضاً في الفعاليات والأنشطة المختلفة التي أقيمت خلال المعرض، بما في ذلك الندوات والمحاضرات التي تناولت مواضيع متعلقة بالدفاع الوطني والأمن القومي.
من المهم الإشارة إلى أن مشاركة وزارة الدفاع في المعرض كانت تهدف إلى تعزيز الوعي الوطني والقومي بين المواطنين، بالإضافة إلى تسليط الضوء على دور مصر في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.
* الذكاء الاصطناعي ومواكبة العصر:
تناول معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين موضوع الذكاء الاصطناعي من خلال مجموعة متنوعة من الفعاليات والأنشطة.
من بين ما تم عرضه في المعرض حول الذكاء الاصطناعي:
1. الندوات والمحاضرات: تم تنظيم العديد من الندوات والمحاضرات التي تناولت موضوع الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المختلفة في الحياة اليومية.
2. الكتب والمنشورات: تم عرض مجموعة من الكتب والمنشورات التي تتناول موضوع الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المتنوعة.
3. العروض التقنية: تم تقديم عروض تقنية توضح تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات مختلفة، مثل الصحة والتعليم والصناعة.
من المهم الإشارة إلى أن تناول موضوع الذكاء الاصطناعي في المعرض كان يهدف إلى تعزيز الوعي حول هذا الموضوع وتطبيقاته المختلفة، بالإضافة إلى تشجيع البحث العلمي والابتكار في هذا المجال.
* آراء الجمهور:
آراء جمهور معرض الكتاب الإيجابية عبر عنها مشهد الحضور الكثيف الذي شهده طوال أيامه، فأشار الزوار إلى أن المعرض كان فرصة ممتازة للتواصل مع الكُتّاب والمبدعين ودور النشر، كما أشادوا بتنظيم المعرض وتوفير فرص فريدة للتعرف على أحدث الإصدارات الأدبية والفكرية.
كان لمجلة "مصر المحروسة" لقاء مع عدد من زوار معرض الكتاب هذا العام والاستماع إلى أرائهم حول المعرض وذكرياتهم معه وأهم ما يبحثون عنه من الكتب ومقترحاتهم:
قال "محمد محسن"، مدرس تربوي، إنه لم تكن هذه الزيارة الأولى له، بل إنه اعتاد زيارة المعرض سنويًا منذ عشرين عامًا. وأكد أنه دائمًا ما يحرص على حضور أطفاله للمعرض ليتمكنوا من فهم معنى معرض الكتاب المصري ومدى اهتمام المسؤولين بتنظيم فعاليات وأنشطة متنوعة للكبار والصغار، بالإضافة إلى دور النشر المختلفة التي تقدم كتبًا في مجالات متعددة وحصرية.
أما الدارسة والباحثة "منى مدحت" التي تعمل بمجال الجرافيك، فقد أشادت بتصاميم أغلفة الكتب المتنوعة والغنية التي تقدمها الهيئات الحكومية ودور النشر الخاصة، متمنية المزيد من هذا التنوع واستخدام التقنيات الحديثة في التصاميم.
ومن جانبها، أعربت "نيفين منصور"، ربة منزل، عن إعجابها بفعاليات ركن الطفل واهتمام القائمين بتعليم الأطفال ومشاركتهم في ورش العمل، سواء أكانت للرسم أو الأعمال المجسمة، بالإضافة إلى حلقات الحكي البسيطة التي تضفي على أطفالها متعة وتشويق.
وأشارت إلى أنها تحتاج إلى استخدام وسيلتين من وسائل النقل للوصول إلى الأتوبيس الخاص بالمعرض، مما يستغرق وقتًا طويلاً ويكلف أكثر، وهذا هو السبب في أنني وأولادي حضرنا المعرض مرتين فقط. لذا، اقترحت توفير وسائل النقل في جميع المدن الجديدة، مثل مدينة الشروق ومدينة بدر.
وقالت الفنانة التشكيلية "مروة مدحت": المعرض جميل، لكن عدد المتطوعين قليل جداً مقارنة بالسنة الماضية، الكتب رائعة، وخاصة قسم سور الأزبكية حيث توجد أشياء مدهشة. أما بالنسبة للبوابات عند الخروج، فلم تكن منظمة بشكل جيد، حيث كانت مغلقة على الناس وكانوا يخرجون من مكان ضيق لا يتجاوز نصف متر، مما جعلهم يتزاحمون.
قسم الأطفال جميل، لكن لم يكن فيه ما يكفي من متطوعبن لإرشاد الجمهور، وكان قسم الأطفال ينتهي من جميع الأنشطة في الساعة الخامسة مساءً، وهذا وقت مبكر جداً بسبب التزامنا بموعد محدد للخروج من العمل، والأطفال الذين يأتون بعد ذلك لا يجدون شيئاً للقيام به. أنا وابنتي سلمى ذهبنا، لكنها لم تتمكن من التلوين أو الاستماع إلى القصص لأننا وصلنا في الساعة الرابعة ولم تجد شيئاً تفعله.
واقترحت مروة أن يتم طباعة كتيب يحتوي على خريطة المعرض وتوزيعه على الزوار، أو حتى بيعه بسعر رمزي بجانب الأبواب، لكي يعرف الزوار أماكن كل شيء في المعرض. كما يمكن إضافة شاشات إلكترونية تساعد الزوار في رؤية خريطة المعرض وتحديد مواقعهم والأماكن التي يرغبون في زيارتها، مثل الشاشات الموجودة في المولات، كما اقترحت تخصيص أكشاك لشركات التقسيط المعروفة، مما يتيح للزوار إمكانية تقسيط أسعار الكتب، وهو حل لمشكلة غلاء الأسعار.
وأكدت المهندسة نسرين محمود أن المعرض يتميز بفعالياته الجميلة والممتعة، ورغم الزحام الشديد، إلا أن هناك نوع من النظام، لكن السلبية التي لاحظتها هي أن ركن الأطفال مزدحم للغاية، مما يجعل الأطفال غير قادرين على الاستمتاع، حيث يفتقر إلى التنظيم. كما أن المساحة المخصصة للأطفال بحاجة إلى أن تكون أكبر بكثير.
وأشارت المهندسة سمر كمال إلى أن المعرض كان مليئًا بإصدارات متنوعة وبأسعار لا تضاهى في قاعة الهيئة العامة لقصور الثقافة، حيث وجدت أيضًا مجموعة من الكتب النادرة والثمينة. كما أن ركن الأطفال كان مليئًا بالأنشطة المتنوعة والممتعة التي أسعدت الصغار كثيرًا.
بينما قال الكاتب محمد الصيفي: لا أعرف إن كان انطباعًا عامًا أم مجرد انطباعًا شخصيًا، لكنها نسخة هادئة من معرض الكتاب، بمرور الوقت يعتاد الناس المكان الجديد، المعرض يتجاوز فكرة الكتب، يعتبر "كرن?ال"، شكل من أشكال الاحتفال والاحتفاء بالحياة والخروج والفسح والمقابلات العابرة أو المخطط لها مسبقًا وتأتي من العام إلى العام، لذلك ورغم بعض السلبيات من ارتفاع أسعار الكتب، وبعض الكتابات التافهة أو الرديئة إلا أن فكرة المعرض نفسها فكرة جيدة، الخروج والتسوق ورياضة المشي حول الكتب فكرة جيدة، البعض يشتري والجزء الأكبر يشارك في الاحتفال والخروج والبهجة والحركة وهو أمر ليس سيئًا خصوصًا في عصر وظروف ضاغطة، لذلك من الرائع أن نشاهد الناس في المعرض حتى ولو لم يكن كل تركيزهم منصبًا حول الكتب.
يُذكر أن فعاليات الدورة الـ56 للمعرض تستمر من 23 يناير حتى 5 فبراير بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، بمشاركة 1345 ناشرًا من 80 دولة، ويضم أكثر من 600 فعالية ثقافية متنوعة، وتحل سلطنة عمان ضيف شرف لهذه الدورة، وتم اختيار الدكتور أحمد مستجير شخصية العام، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول شخصية معرض كتاب الطفل.
|