القاهرة 05 فبراير 2025 الساعة 01:13 ص

كتبت: إنجي عبد المنعم
* الدكتور خالد فهمي: قضايا المناخ تعد من الموضوعات الملحة.
* الدكتور محمد زيادة: أزمة المناخ ستظل تشكل تهديدًا لجميع الدول.
عُقدت ندوة تحت عنوان "القلوب الخضراء: تحديات بيئية.. قضايا المناخ والتغير البيئي" في القاعة الرئيسية ظهر اليوم، في إطار فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب. وقد شهدت الندوة مشاركة بارزة من الدكتور خالد فهمي عبد العال، وزير البيئة السابق، والدكتور محمد الخياط، المدير التنفيذي لهيئة الطاقة المتجددة، والدكتور محمد زيادة، رئيس مجلس إدارة "سرتن" للاستشارات، بإدارة الإعلامية نور صفي.
افتتحت الإعلامية نور صفي حديثها بالتأكيد على أننا نعيش في عالم يرزح تحت وطأة ضغوط اقتصادية وسياسية، بينما يتصدى أيضًا لتحديات التغير المناخي التي تتطلب استراتيجيات فعالة وإرادة حقيقية لحماية كوكبنا. وأشارت إلى أن الوعي بقضايا البيئة موجود، لكن تعقيدها يجعل الأمور غير واضحة، مما يستدعي الاستعانة بالخبراء لتبسيط الصورة، بهدف تشكيل وعي سليم حول واقعنا المعاصر. وقد تناولت الندوة قضايا المناخ والتغير البيئي، حيث أدى الاحتباس الحراري إلى ارتفاع درجات الحرارة، وسجل عام 2024 كأكثر الأعوام حرارة في التاريخ الحديث، مما يشكل تهديدًا حقيقيًا إذا استمرت الأمور على هذا المنوال.
وأكد الدكتور خالد فهمي، وزير البيئة السابق، أن قضايا المناخ تعد من الموضوعات الملحة، موضحًا أن الكون يحتوي على نظم بيئية تتيح للأرض توفير بيئة مناسبة للحياة، وأن أي زيادة أو نقصان في درجات الحرارة يؤثر على الحياة. وأوضح أن الاحتباس الحراري ناتج عن وجود غلاف من الغازات يمنع انبعاث الغازات من الأرض، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة. وعندما يزداد الاحتباس الحراري، يبدأ القطب الشمالي في الذوبان، مما قد يغمر المياه المناطق الساحلية ويؤثر على أنماط الرياح وهطول الأمطار، مما يؤدي إلى تلوث عالٍ. وفيما يتعلق بتحديات قضايا المناخ، أشار إلى ضرورة الانتقال إلى الطاقة المتجددة، وهو قرار سياسي، بالإضافة إلى سلوكيات الأفراد التي يصعب تغييرها، كما أن مشكلات الأمن المائي والغذائي تتفاقم، مما يجعل من الصعب الحديث عن حلول دولية لقضايا المناخ، وصعوبة توفير التمويل اللازم.
وأشار فهمي إلى الأزمات المالية التي تعاني منها الدول، حيث يسيطر "اليمين" على العالم، مثل "ترامب" في أمريكا، ونجاح اليمين في الانتخابات الأخيرة في الاتحاد الأوروبي، مما أدى إلى تراجع تمويل الدول المتقدمة للدول النامية، وبالتالي نحن في أزمة مالية تؤثر على قضايا المناخ.
أكد الدكتور محمد زيادة أن أزمة المناخ ستظل تشكل تهديدًا لجميع الدول، بما فيها القوى العظمى، لأنها تمثل خطرًا حقيقيًا على كوكب الأرض. واستشهد بحادثة المجاعة التي شهدتها مدغشقر نتيجة التغيرات المناخية، حيث استمر الجفاف أربع سنوات دون هطول مطر. كما أشار إلى حرائق الغابات في كاليفورنيا التي نشأت بسبب هذه التغيرات، مما يبرز المخاطر الجسيمة التي تواجه كوكبنا.
من جانبه، تحدث الدكتور محمد الخياط عن أهمية الطاقة المتجددة، موضحًا أن هذه الطاقة في مصر ارتبطت بأحداث تاريخية بارزة مثل بناء السد العالي، واكتشاف البترول، وحرب أكتوبر، التي أدت إلى تغييرات جذرية في إدارة قضايا الطاقة على المستوى العالمي. فقد استخدم العرب النفط كوسيلة ضغط خلال الحرب، وبعدها تم تقليل الإنتاج، مما أدى إلى تأسيس الوكالة الدولية للطاقة وبدء مرحلة جديدة من الطاقة المتجددة التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من مزيج الطاقة. وأوضح أنه في عام 2014، تم إصدار قانون ينظم العلاقة بين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص في مجال الطاقة المتجددة، مما أسفر عن إنشاء مجمعات للطاقة المتجددة وتخصيص مساحات واسعة لها في مناطق مختلفة. وأشار إلى أن إجمالي الطاقة المتجددة المستخدمة في مصر يتجاوز 7 آلاف ميجاوات من أصل 34 ألف ميجاوات نحتاجها يوميًا. واقترح إنشاء محطات لتحلية المياه على طول سواحل البحرين الأحمر والأبيض باستخدام الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى زيادة استخدامها على أسطح المنازل، حيث أصبح بالإمكان الآن التقديم عليها بشكل رقمي من خلال هيئة الطاقة المتجددة.
يُذكر أن فعاليات الدورة الـ56 للمعرض تستمر من 23 يناير حتى 5 فبراير بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، بمشاركة 1345 ناشرًا من 80 دولة، ويضم أكثر من 600 فعالية ثقافية متنوعة، وتحل سلطنة عمان ضيف شرف لهذه الدورة، وتم اختيار الدكتور أحمد مستجير شخصية العام، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول شخصية معرض كتاب الطفل.
|