القاهرة 04 فبراير 2025 الساعة 09:58 ص

قصة: أمل زيادة
مجمع سكني،بدأ كحلم بعيد المنال، ظل مشروعًا على الورق، لم يجرؤ أحد على بدء تنفيذه.
حتى جاء هو ومعه حلمه كمستثمر كبير، قرر تحويل الحلم من مجرد خطوط على الورق لأرض الواقع داخل إحدى ضواحي القاهرة، تهافت على الشراء كثيرون، أعلنت الشركة أن الوحدات قد تم بيعها بالكامل، دبت فيه حياة، هادئة راقية، كلها بهجة وسعادة، انعكس الاستقرار على ملامح السكان، مر عام واثنان وثلاثة، ولم تسجل مستشفياته حالة ولادة واحدة، مرت سنوات أخرى هادئة...
لاحظ السكان أن خطوط العمر بدأت تزحف على ملامحهم، حاولوا الانتقال لمكان آخر للتكاثر، دون جدوى، عادوا مرة ثانية إليها، لاحظوا تساقط الناس موتى عند عمر الـ 60.
ذاع صيتها عرفت باسم "مدينة الستين" ظلت اللعنة تطارد أهلها حتى وصلوا جميعًا لعمر 60، قرروا أن يحاربوا الموت، ويتحدوه.
ترك أحدهم وصيته موصيًا بالتبرع بأعضائه قائلًا:
إذا شاء الله أن يموت صاحب هذا الجسد في الستين، فلتعش أعضاؤه لأكثر من ذلك؛ لتهب أعضائي الحياة للجميع بلا استثناء.
قام آخر بالتنازل عن أملاكه للأيتام والمرضى واهبًا لهم الأمل، وآخر قضى عامه الستين متنقلا بين العبادة المختلفة سعيا وراء التطهر.
قضى سكان مدينة الستين عمرهم في التخطيط لما بعد الستين،في حين خطط ?خرون لكيفيةالعيش حتى بلوغ الستين.
ذاع صيت هذه المدينة، أصبحت مقصدًا للسياح، شغلت الرأي العام لفترة لا يستهان بها، حتى مات جميع سكانها، أغلقت أبوابها لعشرات السنين، أصبحت مجرد مبانٍ جميلة متراصة بجوار بعضها بعضا، مبانٍ خاوية على عروشها من كل شيء، مبانٍ شهدت لحظات فرح وألم وحلم، ثم صدر قرار جمهوري بإزالتها وتسويتها بالأرض، فأصبحت كأن لم تكن.
|