القاهرة 02 فبراير 2025 الساعة 09:39 م

كتبت: نهاد إسماعيل المدني
استضافت القاعة الرئيسية في معرض القاهرة الدولي للكتاب، ضمن محور قراءة المستقبل ندوة بعنوان «مستقبل الدراسات الجغرافية مهداة إلى روح الأستاذ فتحى أبو عيانة»، وحل ضيوفا عليها كل من الدكتور محمد زكي السديمي أستاذ الجغرافيا الاقتصادية كلية الآداب جامعة طنطا ورئيس الجمعية الجغرافية، الدكتور محمد إبراهيم شرف أستاذ الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرافية كلية الآداب جامعة الإسكندرية، الدكتور سامح عبد الوهاب أستاذ الجغرافيا البشرية جامعة القاهرة، وأدارت الندوة الإعلامية هدى عبد العزيز.
في البداية قالت هدى عبد العزيز يعتقد البعض أن الجغرافيا هو التخصص فى الخرائط فقط، ولكن علم الجغرافيا هو علم متشعب، لدينا أنواع كثيرة من الجغرافيا لذلك علم الجغرافيا من الصعب أن نضعه فى إطار صغير.
وقال الدكتور محمد زكي السديمي عن عنوان الندوة أنه ينم على أن هناك وعيا جغرافيا، وأنه لابد لنا من تطور مستمر يواكب كل الأنشطة والتنمية، ودورنا فى الفترة القادمة أفضل مما سبق، الجغرافيا كانت تنقسم إلى جغرافيا طبيعية وبشرية، بعد ذلك بدأت تخرج إلى تخصصات عدة فى كل مناحي الحياة، وانتقلت من علم معلومات إلى علم اتخاذ القرار.
وأضاف أن مستقبل الجغرافيا يتلخص فى استخلاص فروع الجغرافيا والتقنيات الحديثة، فقد بدأت الجغرافيا تعالج الحدود، وكثير من الحدود لها كثير من المشكلات والتى يعطى خرائط وتاريخ للحدود هى الجغرافيا.
وتطرق فى حديثه إلى دور الجغرافيا فى التنمية المستدامة قائل : أول من يهتم بالتنمية المستدامة هي الجغرافيا، وتتخذ من خلالها القرار ، وذلك بالاستغلال الأمثل للموارد الموجودة دون الطغيان على مستقبل الآخرين.
كما تطرق إلى علاقة الجغرافيا بالبرمجة قائلا: أصبحت الآن الجغرافيا من التخصصات التى تستخدم البرمجة، وعرف الجغرافيا بأنها علم العلاقة بين الإنسان والبيئة، والجغرافيا قامت على المقارنات بين أى ظاهرة وأخرى، مما جعل تخصص البيئة من التخصصات المهمة فى الجغرافيا، لأن الدراسة البيئية من الدراسات المهمة اليوم.
وأضاف أن التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030 كلها تدخل ضمن الدراسات الجغرافية، وتطرق فى حديثه إلى المؤتمر العالمي للحغرافيا الذي سيقام فى أبريل القادم، وسوف تكون التنمية المستدامة من أهم محاوره، بهدف رقمنة الجهاز الحكومي، وإنشاء مدن ذكية ونقل ذكى وكل هذا يتعلق بالجغرافيا، ونحن نسير فى ركب الحداثة مع كل الأمور .
وقال دكتور محمد إبراهيم شرف: فى الآونة الأخيرة حدث جدل كبير فى وسائل الإعلام بشأن الجغرافيا، وحذفها من المناهج والتساؤل حول أهمية دور الجغرافيا، وأحب أن أرد على ذلك بأن أولادنا خريجي قسم الجغرافيا منتشرون فى كل مكان فى جميع أنحاء الجمهورية، وكل من تخرج حصل على وظائف فى مكان، فهم يعملون فى الضبعة، وفى العاصمة الإدارية، وفي موانيء الإسكندرية، لذا أقول للمجتمع ووسائل الإعلام إن طلاب قسم الجغرافيا فى غاية الأهمية، بدليل أنهم موجودون فى أهم المشروعات القومية، ومن هنا تظهر قيمة الجغرافيا، وهذا يرتبط بالمناهج التعليمية، فجميعنا تروس فى آلة واحدة، والجغرافيا هى علم تدبر للمحيط الذي نعيش فيه.
ثم تحدث عن المناخ وقضية التغير المناخي، وقال: الطاقة عندما تنتقل من الشمس للأرض هى التى تصنع الحالة المناخية، والمناخ هو المؤثر الأساسي الذي يوجه كل شخص، فعندما صنعنا القرى السياحية واستصلحنا الأراضي الصحراوية، وعندما أنشأنا المزارع السمكية كانت نيتنا طيبة، ولكن ترتب عليها مشكلات مناخية، موضحا أن الأرض مخلوقة على الصلاح، والشمس ترى الأرض ألوانا، ولكننا غيرنا الألوان وتغيرت النسب، واليابس أصبحت ماء والعكس، لذلك اختلفت نسب الانعكاس والطاقة المرتدة، لذا كان ذلك السبب الأول وراء تغير المناخ.
والسبب الثاني هو الفضلات العضوية والمخلفات الغازية، كلها غازات أضيفت للغلاف الجوي الصالح وغيرت النسب.
وقال دكتور سامح عبد الوهاب: كلامنا عن مستقبل الجغرافيا أصبح ضرورة ملحة لإعادة صياغة بعض المفاهيم العلمية، ونحن نهدي هذه الجلسة للراحل فتحي أبو عيانة، لذلك سأرصد الصفات المشتركة بين الجغرافيا ودكتور فتحى أبو عيان.
وأضاف: استخرجت من شخصية أبو عيانة وشخصية الجغرافيا مجموعة من المصطلحات والمفاهيم مثل التوازن، التجدد، الكلية، التباين، الشخصية المنهج، الأدوات، فهو كان لديه رؤيته، وعنده مفتاح لإدراك الماضي والمستقبل، موضحا أن التطورات التى تحدث ومستقبلها يرتبط ب 3 مسارات، الجزء الأصولي، والجزء التطبيقي، وثالثا أدوات الجغرافيا، كل واحد ليهم دور حالي ومستقبلي.
وتناول فى حديثه الجغرافيا السياسية قائلا: إلى أى حد هذا التغير الحالي فى الجغرافيا والمخاطر المستقبلية ترتبط بالجغرافيا السياسية فى هذا الوقت من التاريخ، عندما نجد بعض التطورات المقترحة على نظام البكالوريا، ورفع الجغرافيا من التعليم، أقول إن الجغرافيا السياسية كانت المكون الرئيسي فى تقسيم الوطن العربي، وأخيرا خريطة ترامب بإعادة تشكيل الخريطة مرة أخرى، هل فى هذا الوقت من التاريخ يأتي من يتحدث عن إلغاء الجغرافيا؟! ،الجغرافيا فى الأصل مسألة دائمة، والآن أصبحت أكثر أهمية.
وبحديثه عن تطور أدوات الجغرافيا، قال: إن الطائرات المسيرة أصبحت مهمة فى عمليات الرصد الميداني، وأيضا الحروب، وأدعو إلى استخدامها فى مصر، فالجغرافيا مع وجود البيج داتا «big data» يصبح لها أهمية كبيرة للغاية.
ثم عدد التحديات المستقبلية للجغرافيا فى العولمة،
الرقمنة، والتنمية المستدامة، التغيرات الديموجرافية وإعادة تشكيل السمات، حركات الهجرة المشروعة وغير المشروعة.
يُذكر أن فعاليات الدورة الـ56 للمعرض تستمر من 23 يناير حتى 5 فبراير بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، بمشاركة 1345 ناشرًا من 80 دولة، ويضم أكثر من 600 فعالية ثقافية متنوعة، وتحل سلطنة عمان ضيف شرف لهذه الدورة، وتم اختيار الدكتور أحمد مستجير شخصية العام، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول شخصية معرض كتاب الطفل.
|