القاهرة 01 فبراير 2025 الساعة 10:01 م

كتبت: إنجي عبدالمنعم
* نسرين الزهر: الأدب العربي لا يحمل دائمًا الطابع البحثي الذي يسهل ترجمته
* فرانك ميرميه: هناك تراجعًا ملحوظًا في نشر العلوم الاجتماعية.
في إطار محور "تجارب ثقافية" في معرض القاهرة الدولي للكتاب، تم تنظيم ندوة لمناقشة مشروع "الفكر العربي مترجماً" في القاعة الدولية، وشارك في الندوة مجموعة من الخبراء في مجالي الترجمة والفكر العربي، منهم: ببير جيرار، مترجم مختص في العلوم الاجتماعية والأدب، وأحد محرري كتالوج "الفكر العربي مترجماً"، والدكتورة نسرين الزهر، مديرة مركز اللغة والحضارة العربية بمعهد العالم العربي في باريس، والدكتور فرانك ميرميه، باحث في الأنثروبولوجيا ومدير بحوث في المعهد الوطني للبحث العلمي في فرنسا. أدار الندوة هاني حنا، الملحق بقطاع الكتاب والندوات في المعهد الفرنسي بمصر.
في بداية الندوة، أعرب هاني حنا عن شكره لمعرض الكتاب على استضافته لهذا الحدث الثقافي المهم، مشيرًا إلى أن المشروع يجمع مجموعة من الأساتذة الجامعيين المتميزين، مؤكدًا على أهمية المشروع في تسليط الضوء على الفكر العربي.
من جانبها، تحدثت الدكتورة نسرين الزهر عن الأسس التي بُني عليها مشروع "الفكر العربي مترجماً"، موضحةً أن المشروع جاء نتيجة لملاحظات بحثية رصدها العديد من المتخصصين في المجال الثقافي.
وأضافت: "غالبًا ما يكون الفكر العربي غائبًا عن الأدب المترجم، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب، منها أن الأدب العربي لا يحمل دائمًا الطابع البحثي الذي يسهل ترجمته، بالإضافة إلى وجود العديد من الكتابات المبعثرة التي تعكس تفكير العالم العربي". كما أكدت أن المشروع يعتمد على مراجعات الكتب والمقالات التي تم اختيارها بعناية من قبل مجموعة من الباحثين المتخصصين.
وأوضحت الزهر أن الإصدار الأول للكتالوج يتضمن تجميعًا لمقالات فردية، وليست مقالات جماعية أو منشورة من قبل، بل تم اختيارها بعناية لتكون مادة جديدة ومفيدة. كما تم تحديد معايير خاصة لاختيار الكتب المترجمة لضمان عدم تكرار المفاهيم، مشددة على أهمية توضيح هذه المفاهيم عند نقلها. وأشارت إلى أن عالم النشر يواجه تحديات تسويقية واقتصادية تؤثر في شكل المنشورات وتوجهاتها، ولكن معايير الاختيار التي تم وضعها للمشروع تهدف إلى تقديم محتوى قيم يعكس التنوع الفكري في العالم العربي.
أما الدكتور فرانك ميرميه، فقد تحدث عن أهمية معرض القاهرة للكتاب في جمع الناشرين العرب وتسليط الضوء على الكتابات العربية، قائلاً: "إن العثور على الناشرين العرب خارج المعرض يُعد أمرًا صعبًا، ولا يوجد كتالوج موحد يشمل الإنتاج الثقافي العربي من كتب منشورة في مختلف أنحاء العالم العربي". موضحًا أن الباحثين والمترجمين يواجهون صعوبة في الوصول إلى هذا الإنتاج في حال عدم وجود منصات موحدة.
كما أشار إلى التحديات التي يواجهها المشروع، قائلاً: "يجب أن يعكس الكتالوج الواقع العربي بأكمله، ويشمل جميع الدول العربية مثل: سوريا، المغرب، مصر، وغيرها. وهذه مهمة كبيرة، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية التي يواجهها قطاع النشر". وذكر أن هناك تراجعًا ملحوظًا في نشر العلوم الاجتماعية، خاصة في ظل قلة النسخ المطبوعة التي تُصدرها دور النشر، مما يجعل مشروع "الفكر العربي مترجماً" في حاجة إلى الاهتمام بالمفاهيم بشكل دقيق وواضح.
وكشف الدكتور بيير جيرار أن الكتالوج الخاص بمشروع "الفكر العربي مترجماً" هو عبارة عن قائمة من المراجعات لكتب ومقالات تم جمعها بعناية من قبل أساتذة متخصصين. وأشار إلى أن معظم المقالات المختارة في النسخة الأولى كانت مكتوبة باللغة الفرنسية، مؤكدًا على أهمية توافق المترجمين مع المصطلحات والمفاهيم المختلفة التي يتعاملون معها. وأضاف: "يجب أن يكون المترجم ملمًا بمجموعة من المجالات الأكاديمية مثل التاريخ والأنثروبولوجيا والفلسفة، ليتمكن من نقل الفكر العربي بدقة ووضوح".
واختتم المشاركون في الندوة حديثهم بالتأكيد على أهمية هذا المشروع في التعريف بالإنتاج الفكري العربي في مجال العلوم الاجتماعية، وأكدوا أن الهدف الأساسي هو كسر الحواجز بين القراء ومجال العلوم الاجتماعية في العالم العربي. كما أشاروا إلى أن النسخة الأولى من الكتالوج شملت 20 عنوانًا، بينما ستتضمن النسخة الثانية نحو 60 عنوانًا، مما يعكس التقدم المستمر في جمع وإتاحة هذه المعرفة.
ويعتبر مشروع "الفكر العربي مترجماً" خطوة مهمة نحو تعزيز الحوار الثقافي والفكري بين العرب والعالم، ويساهم في تسليط الضوء على العديد من الكتابات والمفاهيم التي تهم الباحثين والمترجمين في العالم العربي وخارجه.
يُذكر أن فعاليات الدورة الـ56 للمعرض تستمر من 23 يناير حتى 5 فبراير بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، بمشاركة 1345 ناشرًا من 80 دولة، ويضم أكثر من 600 فعالية ثقافية متنوعة، وتحل سلطنة عمان ضيف شرف لهذه الدورة، وتم اختيار الدكتور أحمد مستجير شخصية العام، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول شخصية معرض كتاب الطفل.
|