القاهرة 01 فبراير 2025 الساعة 01:05 م

كتبت: إنجي عبدالمنعم
استضافت القاعة الدولية بلازا 2 خلال فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة بعنوان "إنجازات عمانية في فضاء الإنسانية"، وقد شهدت هذه الفعالية مشاركة بارزة من الدكتور أحمد درويش، والدكتور خميس العدوي، وراشد الدغيدي، والدكتور عيسى الشبيبي، تحت إدارة الشاعر والإعلامي أحمد الكلباني.
وفي بداية الندوة، عبّر الكلباني عن سعادته بوجوده في هذا المعرض المرموق، حيث أشار إلى أهمية مناقشة الإنجازات العمانية في مجال الثقافة الإنسانية، موضحًا أن الندوة ستتناول أربعة محاور رئيسية: الثقافة العمانية قبل الإسلام، موسوعة السلطان قابوس، جائزة السلطان قابوس، وكراسي السلطان قابوس ودورها في تعزيز التقارب بين الثقافات.
أما الدكتور خميس العدوي، مستشار الدراسات الحضارية بوزارة الثقافة العمانية، فقد أشار إلى أن الثقافة العمانية قبل الإسلام تمثل موضوعًا جديدًا في دراستها بالنسبة للعمانيين. وقدم العدوي تقسيمًا للثقافة العمانية إلى سبعة أطوار، بدءًا من ما قبل التاريخ وصولًا إلى الانقلاب الثقافي، مؤكدًا على تأثير الثقافة الفارسية والعربية في تلك الفترة.
كما تطرق العدوي إلى ظهور الثقافة اليمنية في المنطقة العربية، مشيرًا إلى الكيانات الثقافية الثلاثة التي تشكلت آنذاك. وأوضح أن الانقلاب الثقافي أدى إلى انتشار الخط المسند، الذي أصبح اليوم غير قابل للقراءة أو الكتابة، كما ظهرت حركة أدبية نشطة عبر شعراء تلك الحقبة. ولفت إلى التحول الديني الذي شهدته عمان، حيث اعتنق العمانيون الإسلام دون حروب.
ثم تحدث الدكتور أحمد درويش عن موسوعة السلطان قابوس للأسماء العربية، معبرًا عن فخره كونه كان جزءًا من هذا المشروع. وأوضح أن السلطان قابوس كان صاحب فكرة إنشاء قاموس يوضح دلالات ومعاني الأسماء، مشيرًا إلى حادثة استفسار السلطان عن معنى اسم "حمزة" وأصله.
كما ذكر درويش تشكيل لجنة علمية من باحثين وإعلاميين في اللغة العربية برئاسة علي الدين هلال والشاعر فاروق شوشة، بالإضافة إلى لجنة وطنية عمانية تضم 11 عضوًا من كبار المثقفين والعلماء في عمان، من بينهم علي محسن حفيظ.
وأضاف: "وضعت اللجنة العلمية في مصر خطة منهجية دقيقة، حيث تم جمع 10 ملايين اسم بطريقة علمية متقنة، وتم تحليل كل اسم بدءًا من التحليل اللغوي، ليس فقط لفهم معناه، بل كظاهرة اجتماعية، من حيث مدى انتشاره عبر الأجيال المختلفة، بالإضافة إلى تفسير تكراره في العصور المتنوعة". واختتم درويش قائلاً: "في نهاية المطاف، تم تقديم أول معجم للأسماء بعنوان (موسوعة السلطان قابوس للأسماء العربية). أصبح هذا المعجم الأبرز والأكثر شمولاً في تاريخ اللغة العربية، ليشكل علمًا جديدًا لا يمكن لأي بيت عربي الاستغناء عنه".
* جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب: منارة عالمية للإبداع
وقال راشد الدغيدي مدير دائرة الشؤون الثقافية بمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم: "أود أن أتحدث عن جائزة السلطان قابوس للفنون والآداب، التي انطلقت في عام 2011، نتيجة لاهتمام السلطان قابوس بكل ما يتعلق بالحياة الفكرية والاجتماعية. وكان الهدف من إنشاء الجائزة هو تكريم من كرسوا وقتهم لخدمة الفنون والآداب، وتشجيع العمانيين الذين يسيرون على نفس النهج".
وتابع: "جاءت الجائزة لتحقيق أهدافها من خلال تقديمها للمواطنين العمانيين والعرب، حيث يحصل الفائز في الدورة العربية على وسام السلطان قابوس في العلوم والفنون، ومبلغ مالي قدره 100 ألف ريال عماني. أما في الجائزة التشجيعية، فيحصل الفائز على وسام الاستحقاق في الثقافة والعلوم والفنون والآداب، ومبلغ 50 ألف ريال عماني".
* كراسي السلطان قابوس: إسهام في التقريب بين الثقافات
من جهته، قال الدكتور عيسى الشبيبي: "الحراك البحثي والعلمي الذي بدأ منذ بداية الألفية الجديدة يشمل كراسي السلطان قابوس، وهي واحدة منها". وأشار إلى أن منظومة الابتكار الوطنية تأتي عبر سياسات الابتكار، واستراتيجية وطنية، وبرامج التمويل المؤسسي. وأضاف: "تعد الكراسي البحثية مرحلة مهمة في إنتاج المعرفة".
وأوضح الشبيبي أن السلطان قابوس كان له رؤية عميقة في إنشاء الكراسي في جامعات العالم، حيث توجد 15 كرسيًا موزعة عالميًا، تغطي مجالات مثل الرياضيات، والعلوم الحياتية، والزراعة، وتقنية المعلومات. وتابع: "تهدف الكراسي في الجامعات العربية والعالمية المرموقة إلى توفير العديد من الامتيازات، أبرزها تبادل الخبرات وتوفير البيانات والمعلومات، بالإضافة إلى براءة الاختراعات"، أما عن الرؤية المستقبلية، فأشار الشبيبي إلى أنه يتم العمل على إنشاء المزيد من الكراسي في الجامعات المعنية.
يُذكر أن فعاليات الدورة الـ56 للمعرض تستمر من 23 يناير حتى 5 فبراير بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، بمشاركة 1345 ناشرًا من 80 دولة، ويضم أكثر من 600 فعالية ثقافية متنوعة، وتحل سلطنة عمان ضيف شرف لهذه الدورة، وتم اختيار الدكتور أحمد مستجير شخصية العام، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول شخصية معرض كتاب الطفل.
|