القاهرة 28 يناير 2025 الساعة 05:24 م

كتبت: إنجي عبدالمنعم
تصوير: مجدي رضا
* محمد عبدالعزيز: الكتاب لا يقتصر فقط على سرد شهادات البابا بل يقدم رؤية تحليلية للأحداث
* عماد خليل: الكتاب مصدر ثري لمن يرغب في دراسة دور الكنيسة القبطية في الحياة العامة
أقيمت ندوة لمناقشة كتاب "شهادة البابا تواضروس: الدولة.. الكنيسة.. الإرهاب" للكاتب والإعلامي الدكتور محمد الباز، رئيس مجلس إدارة وتحرير جريدة الدستور، ظهر اليوم الثلاثاء بقاعة "فكر وإبداع" بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين، وشارك في مناقشة الكتاب الدكتور محمد عفيفي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة، وعماد خليل عضو مجلس النواب، وأدار الحوار الإعلامي محمد عبد العزيز.
افتتح الإعلامي محمد عبد العزيز الندوة بكلمة ترحيبية عبّر فيها عن سعادته بالمشاركة في مناقشة كتاب يتناول شخصية بارزة مثل البابا تواضروس الثاني، وأكد أن الكتاب لا يقتصر على سرد شهادات البابا، بل يقدم رؤية تحليلية عميقة للأحداث، مشيدًا بأسلوب الدكتور محمد الباز الذي يمزج بين دقة الصحفي ورؤية المؤرخ.
وأوضح أن الكتاب يكتسب أهميته من كونه وثيقة وطنية تتناول مرحلة حاسمة في تاريخ مصر الحديث، حيث يسلط الضوء على دور الكنيسة المصرية ورؤية البابا تواضروس للأحداث التي عاشتها البلاد، مما يجعله مصدرًا غنيًا للأجيال القادمة لفهم تلك الفترة.
من جهته، أشاد الدكتور محمد عفيفي بمحتوى الكتاب، واصفًا إياه بعمل تاريخي استثنائي يبرز شهادة البابا تواضروس كشخصية عاصرت أحداثًا غيّرت وجه مصر، وأكد أن البابا تواضروس من خلال شهادته، قدّم صورة دقيقة عن التحديات التي واجهتها الدولة المصرية، خاصة بعد ثورة 30 يونيو، التي وصفها بأنها ثورة الشعب المصري بمختلف أطيافه.
وأضاف عفيفي أن الكتاب يعكس مهارة الدكتور محمد الباز في الحوار، حيث استطاع تجاوز التحفظ المعتاد للشخصيات الدينية، مخرجًا شهادات تحمل تفاصيل دقيقة ومهمة، واستشهد بعدة أمثلة من الكتاب تُبرز قدرة الباز على تقديم مادة تجمع بين التحليل السياسي والرؤية الإنسانية، مما يجعل الكتاب إضافة قيّمة للمكتبة العربية.
وفي كلمته، أكد النائب عماد خليل أن الكتاب يعد مصدرًا ثريًا لمن يرغب في دراسة شخصية البابا تواضروس ودور الكنيسة القبطية في الحياة العامة خلال الفترة الماضية، وأوضح أن البابا، رغم تحفظه الطبيعي كزعيم ديني، قدّم خلال الحوار مع الدكتور الباز شهادات غاية في الأهمية، خاصة حول الأحداث التي تعرضت لها الكاتدرائية وموقف الكنيسة من جماعة الإخوان المسلمين.
وأشار خليل إلى أن الكتاب لا يقتصر على تسجيل الأحداث فحسب، بل يقدم تحليلاً اجتماعيًا وسياسيًا لواقع الكنيسة والدولة في تلك المرحلة، وأضاف أن الدكتور الباز تناول شخصية البابا من منظور عميق، مستشهدًا بمقارباته لكتاب "الأعمدة السبعة" لميلاد حنا، والذي ارتكز عليه في توضيح الجوانب الإنسانية والفكرية لشخصية البابا.
بدوره، تحدث الدكتور محمد الباز عن دوافعه لكتابة هذا الكتاب، موضحًا أنه جزء من مشروع بدأه منذ عام 2014 لتوثيق الرواية المصرية للأحداث الكبرى، وأشار إلى أن فكرة الكتاب نشأت من رغبته في تقديم شهادة البابا تواضروس ضمن سلسلة من الحوارات التوثيقية التي أجراها عبر برنامجه التلفزيوني "الشاهد".
وأكد الباز أن الصحافة تعتبر مصدرًا مهمًا من مصادر التاريخ، ولذلك حرص على أن يكون هذا الكتاب ليس مجرد حوار، بل وثيقة وطنية يمكن الرجوع إليها لفهم السياقات السياسية والاجتماعية التي مرت بها مصر، وأوضح أن العمل على الكتاب تطلب وضع شهادة البابا في سياقها التاريخي، حيث لم يقتصر الكتاب على نص الحوار فقط، بل أضاف خلفيات وتحليلات تساعد القارئ على فهم أعمق للأحداث. كما أعرب عن شكره للناشر عاطف عبيد، الذي شجعه على إصدار الكتاب وتقديمه للمكتبة العربية.
واختتم الباز كلمته بتأكيده على أهمية الحفاظ على الرواية الوطنية للأحداث التاريخية الكبرى، مشددا على أن الكتاب ليس مجرد عمل صحفي أو توثيقي، بل هو جزء من ذاكرة وطنية لا يجب أن تُنسى، وأعرب عن أمله في أن يظل الكتاب حاضرًا كمرجع للأجيال القادمة لفهم دور الكنيسة المصرية في الحفاظ على تماسك الدولة في أوقات الأزمات.
يشار أن الكتاب طُبع بدار بتانة للنشر والتوزيع يُعتبر مرجعًا هامًا يوثق شهادة البابا تواضروس الثاني حول أبرز الأحداث التاريخية التي مرت بها مصر خلال ثورتي 25 يناير و30 يونيو وما تلاهما من تحولات سياسية واجتماعية.
يُذكر أن فعاليات الدورة الـ56 للمعرض تستمر من 23 يناير حتى 5 فبراير بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، بمشاركة 1345 ناشرًا من 80 دولة، ويضم أكثر من 600 فعالية ثقافية متنوعة، وتحل سلطنة عمان ضيف شرف لهذه الدورة، وتم اختيار الدكتور أحمد مستجير شخصية العام، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول شخصية معرض كتاب الطفل.



|