القاهرة 28 يناير 2025 الساعة 02:04 م

بقلم: شيماء عبد الناصر حارس
أريد أن أغمض عيني في غرفة مظلمة هادئة، تختفي منها أي أصوات أو كائنات حتى قطتي الأليفة، أو في الحمام تحت الدش مع الظلام، ربما ساعدت نفسي قليلا ببعض البخور، وأدع الماء الدافئ ينساب فوق رأسي.
لحظات من الراحة لعيني وربما استجاب عقلي لهذا الهدوء.
تمنيت أن العقل يصبح عضوا غيورًا، فحينما أطفيء عيني يغير منها وينطفئ هو بدوره، وأن يصبح القلب عديم الشخصية فأعطيه أوامري وهو ينفذ بدون رأي أو تصرف.
أريد أن تصبح الأيام عادية ومتناغمة وبطيئة وهادئة، كأي امرأة تواجه الحياة كل يوم وحيدة، فأنا متعبة من الحياة ومن عقلي ومن العالم.
أنا لست طفلة.
أنا امرأة، لدي من الأعوام 37، عشتها ما بين طفولة ومراهقة، أيام وسنوات، لن أدعي بأن لدي طفولة جميلة، أستذكرها بالخير، ولكني لا أريد الوقوف طويلا أمام طفولتي، أردت دائما تجاوز أي شيء وكل شيء، لا أفرح حينما أجد امرأة تقول عن نفسها طفلة، أو أحد يتعامل معي كأصغر من سني، كيف يتم تناسي هذه السنوات، والخبرات والتجارب، أرواحنا ربما لديها الطاقة والحيوية وبريق الحياة، اعتقد ستظل هكذا حتى الموت، لن يجعلنا هذا أطفالا.
الأطفال لديهم غفلة لا أملكها، عقلي يذوي في رأسي بملايين الأفكار والمشاعر والطلبات والخطط.
كيف لطفلة تتحمل هذا القدر من المسئولية ومواجهة العالم؟
كيف لطفلة تتمنى فقط أن تنعم ببعض الظلام في غرفة هادئة بدون أفكار أو أليف؟
أنا لست طفلة.
أنا لست استثنائية
أنا امرأة عادية، لماذا يرغب الجميع في أن يصبح استثنائيا، بالفعل أريد أن أعيش وأذهب بدون أن أترك أي شيء، حتى أطفال، لا شيء مني يبقى في هذا العالم، وأضحك حينما أرى البعض يريد الإنجاب كي يخلد نفسه أو أثره أو اسمه، بالنسبة لي شيء غريب.
|