القاهرة 14 يناير 2025 الساعة 01:02 م

د. ماهر أحمد سليمان
"أنا لا أكذب ولكني أتجمل" قصة إحسان عبد القدوس، هي قصة ضمن مجموعة قصصية بعنوان "الهزيمة كان اسمها فاطمة" تضم أربع عشرة قصة قصيرة.
تعد هذه المجموعة القصصية من أفضل الأعمال الأدبية التي قدمها إحسان عبد القدوس ونالت إشادة الجميع، كما أنها تُصور واقعنا بدرجة كبيرة من الصدق فالكاتب يُجسد الواقع في روايته كأن القارئ يعيش في أحداثها، وتعد قصة " أنا لا أكذب ولكني أتجمل" أشهر قصص المجموعة.
وتدور أحداث القصة حول (إبراهيم) ذلك الشاب الذي يعاني حالة من النفور والتمرد على الوضع والبيئة التي يعيشها ويريد تحسين أوضاعه والانتقال من حالة الفقر إلى حالة أفضل، ونتيجة لذلك نراه يتظاهر أمام رفاقه بالكلية بأنه من أسرة ميسورة وغنية.
وتنشأ علاقة حب بينه وبين إحدى زميلاته بالكلّية (خيرية)، وهي من عائلة ثرية وتسكن بأحد الأحياء الراقية بالقاهرة، وبالطبع لا يستطيع أن يخبرها بالحقيقة، حقيقة الفرق بينهما في المستوى العائلي والمادي، ويتم كشف هذا الخداع ، فتفاجأ الفتاة بأول الأمر.
ويحاول إبراهيم تبرير ذلك بأنه نوع من التجميل أمام مجتمع تحكمه المظاهر، وتعطي الفتاة نفسها وكذلك إبراهيم فرصة جديدة ولكن من خلال واقع جديد وتقوم بزيارة أهله في مسكنهم وسط المقابر حيث يقيمون، ومع الوقت تدرك الفتاة استحالة استمرار هذه العلاقة، والفجوة الهائلة بين الحياة التي تعيشها وما يحياه إبراهيم، لقد أيقنت الفتاة أن الواقع الذي رأته يبدد أي أمل في استمرار هذه العلاقة.
ولعل الطريف في هذه القصة أنها قصة واقعية، وكان الكاتب نفسه طرفًا من أطرافها حيث كان على صلة ببطل القصة، بل هو من أخبر أهل الفتاة عن حقيقة البطل.
إن القصة تنتهي وتترك القارئ في حيرة بين التعاطف والإدانة، فهل كان (إبراهيم) ضحية مجتمع تحكمه المظاهر أم كان مذنبًا ومدانًا بكذبه؟
|