القاهرة 07 يناير 2025 الساعة 10:58 ص

بقلم: أمل زيادة
سكان كوكبنا الأعزاء، ها نحن نتقابل في أول أسبوع من العام الجديد، أتمنى أن يكون عامًا أكثر هدوءا وأكثر استقرارا وتصميما على تحقيق الأحلام، وبذل المزيد من الجهد، والسعي للوصول للأهداف.
ما أجمل أن نبدأ عامنا الأول على ظهر كوكبنا المميز بوضع خطط كثيرة وأهداف أكثر والسعي لتطوير أنفسنا على الأصعدة كافة، لأن الحياة تستحق أن نخوض من أجلها التحديات كافة، وأن نحصل على أكبر قدر من المعرفة قبل أن نغادرها.
بصفة خاصة اتبع هذا النهج، وجدت أن بها ما يستحق أن نكمل حياتنا من أجله، بعيدا عن العلاقات الاجتماعية التي تربطنا بمن نحب.
واتتني الفرصة للالتحاق بالدراسات العليا ما بعد الجامعية، اكتشفت أنها كدراسة ممتعة لأبعد حد.
كم من معلومات لم يكن يخطر قط على بالي أن أعرفها، وفرتها هذه الدراسات لي، والتي اكتشفت أنها متاحة للجميع حد السواء.
فكرة التعلم وأنت في سن غير ملزم بضغوط أسرية تحدد اختياراتك أو بتدخل قوي خارجية تقنن ما يتوجب أن تلتحق به أمر جيد للغاية.
قد يكون الأمر -بالنسبة لي- جديدا، إنما بالنسبة لمن معي اكتشفوا هذه الحقيقة مبكرا.
لكني أومن دوما أن لا شيء يأتي متأخرا أبدا، وإنما كل شيء يأتي وفقا لخطة قدرية، رسمت دون علمنا، كل ما في الأمر هو توقيت تحقق تلك الخطوات..
سكان كوكبنا الأعزاء واصلوا البحث عما يسعدكم، عما يزيد من قيمة وجودكم على ظهر كوكبنا، ابتعدوا عن الشاشات قليلا، ابحثوا عن أشياء جديدة للتعلم، خوضوا عالم المعرفة.
اطرقوا مجالات جديدة بعيدة عن تخصصاتكم وميولكم ستكتشفون مع الوقت، أن هناك من أفنى حياته بحثًا وتقصيًا وراء هذا الأشياء التي قد تبدو لوهلة غير ذات أهمية، لكنها كانت كالماء والهواء بالنسبة لهم، وصل حد أن كرسوا حياتهم للوصول لحقائق تخص هذا العلم وهذه المجالات.
الدراسة في السن الكبيرة ممتعة من شتى الجوانب، ليست لأنها تعيد للأذهان صورة الطلبة وذكريات أيام الجامعة وما بها من براءة وآمال وأحلام بريقها لا يخبو.
وإنما كونك تنظر لكل شيء بمنظور آخر، منظور إنساني بحت، كونك وجدت مجالات أتاحت لك التعامل مع أجيال أصغر منا عمرا لكنها أكثر منا معرفة واطلاعا بحكم علاقاتهم الجيدة بالتكنولوجيا والحداثة.
ما يجمعك بهم نفس الشغف لنفس المجال.
مصاحبتك لهم تجعلك تتساءل هل حالفهم الحظ كونهم وصلوا لمبتغاهم مبكرا أم كونهم أكثر ذكاء منا كونهم سعوا لتحقيق ما يريدون أم اختلاق الأجيال والتوقيت والتقنيات كان له يد في هذا التطور الملحوظ؟!
بمناسبة الحماس والحديث عن الدراسة أحب أن أخبركم أني سأتوقف برهة من الوقت عن كتابة مقالاتنا الأسبوعية، على أن أعود للقائكم مجددا بعد انقضاء فترة الامتحانات.
في الأيام العادية كنت سأواصل الكتابة رغم الضغوط والظروف الطارئة، لكن صدقًا ضيق الوقت يقف عائقًا أمامي، لا وقت كاف بين الامتحان والآخر، لذا أعدكم أن أظل موجودة بينكم وأطل عليكم من نافذة مجلتنا الموقرة، لكن بنوع آخر من الكتابات حيث سأنشر قصصا قصيرة حتى انتهاء هذه الفترة العصيبة والممتعة في الوقت ذاته.
سكان كوكبنا الأعزاء سأحدثكم عن أهمية وقيمة السعي عسى أن تجدوا ما يحمسكم ويثير الشغف وسط ضغوط حياتنا التي لا ولن تنتهي...
يعتبر السعي والاجتهاد من القيم الأساسية التي تساهم في تحقيق النجاح والتفوق في مختلف مجالات الحياة، الحديث هنا ليس مجرد كلمات تستخدم في الخطب والمواعظ، بل هما ممارسات يومية تتطلب الالتزام والعزيمة
وبذل المزيد من الجهد من أجل تحقيق هدف معين، لأنه يستلزم العمل الجاد والمثابرة في مواجهة التحديات والتمتع بروح الإرادة القوية والطموح
حتى نستطيع تحويل الأحلام إلى واقع.
كما أننا إذا تمكنا من النجاح وتحقيق المزيد من الإنجازات، تزداد ثقتنا بأنفسنا، مما يدفعنا للاستمرار في السعي نحو أهداف جديدة.
كما أن الاجتهاد، يكتسبنا المزيد من المعرفة والخبرة، مما يساعدنا على التطور والنمو الشخصي.
اعتقد أننا في بداية عام يعني أن أمامنا المتسع من الوقت للتقدم والنهل من بحار الحياة بمجالاتها التي لا تنتهي.
عشاق كوكبنا الأعزاء كونوا على الموعد مع قصص قصيرة أتمنى أن تنال إعجابكم وحتى نلتقي لكم منى كل الحب واصدق الدعوات بحياة يملؤها السعادة والرخاء.
|