القاهرة 02 يناير 2025 الساعة 01:34 م

كتبت: هبة البدري
أقام المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية برئاسة الدكتورة هالة رمضان مؤتمره السنوى الرابع والعشرين بعنوان "الشخصية المصرية في عالم متغير" بقاعة ابن خلدون بمقر المركز، تحت رعاية الدكتورة مايا مرسى وزيرة التضامن الاجتماعى ورئيسة مجلس إدارة المركز، وشارك فى المؤتمر الدكتورة نجوى خليل وزيرة التضامن الاسبق ومديرة المركز الأسبق ورئيسة اللجنة العلمية للمؤتمر، وعدد من الخبراء والأكاديميين بمختلف الجهات العلمية والجامعات المصرية.
بدأ المؤتمر بكلمة الدكتورة هالة رمضان التي رحبت بالحضور، وقدمت رؤية متكاملة حول المخاطر والتحديات الجسيمة التى تواجه الشخصية المصرية فى الوقت الراهن، والتى تتمثل فى محاولات مستمرة لتغييرها فى الاتجاه المخالف للأعراف والقيم والتقاليد والهوية الوطنية، وسلبها أهم ما يميزها من أصالة وقيم دينية ومجتمعية، وذلك فى ظل ما نشهده في الآونة الأخيرة من أحداث عالمية وتغيرات وأزمات عالمية وتقدم تكنولوجى تسلل إلى حياتنا بل واحتل المشهد الاجتماعى والاقتصادى والسياسى والثقافي، وأدى إلى انقسام الواقع إلى واقع حقيقى وواقع افتراضى يحوى بداخله مخاطر جسيمة.
وأكدت على أن التمسك بالهوية القومية وشخصيتنا المصرية المتفردة أصبح هو التحدى الأكبر وصمام الأمان الوحيد لمواجهة كافة التحديات بمختلف صورها المعلنة والمستترة.
وأكدت الدكتورة مايا مرسى وزيرة التضامن الاجتماعى فى كلمتها على أن اختيار موضوع المؤتمر ينطلق من مجموعة من المعطيات، تبدأ من تجسيد الشخصية المصرية وسماتها العريقة، والتى يتمثل أهمها في روح العزة والكرامة، والحفاظ على الهوية والقيم المجتمعية، والبراعة فى الفنون والعلوم والآداب وغيرها من المجالات التي ساهمت فى تقدم البشرية وازدهارها، إلى جانب الحرص الشديد على العادات والتقاليد، إلى جانب المستجدات والتطورات المحلية والإقليمية والعالمية وانعكاساتها على الشخصية المصرية من كافة الأبعاد الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتكنولوجية والثقافية.
وأكدت على أن أهمية انعقاد هذا المؤتمر تتجلى فى ضرورة الإحاطة بسمات الشخصية المصرية، والوصول إلى ملامحها، والتغيرات التى طرأت عليها وبصفة خاصة فى ظل هذا العالم المتغير، وفى ظل التطورات التكنولوجية العالمية ووسائل التواصل الاجتماعى، كما لا يمكن إغفال دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية في التأثير على الشخصية المصرية، بالإضافة إلى مدى تأثير التغيرات الاقتصادية والاجتماعية فى تكوينها.
وأشارت الدكتورة نجوى خليل إلى أهمية تسليط الضوء على الشخصية المصرية في هذا العالم المتغير، وفى ضوء الظروف المحلية والعالمية وظهور عوالم تكنولوجية ورقمية جديدة أدت إلى حدوث تغيرات في الرؤى والأفكار والمفاهيم والقيم، تختلف جذريا عن المفاهيم والقيم الثابتة لدى المجتمع المصرى.
أخيرا أكدت أهمية الاطلاع على الدراسات الاجتماعية التي تتعلق بمجتمع المخاطر، بما يحمله من أنواع جديدة من المخاطر التي تهدد حياتنا ومن أهمها انحسار أثر العادات والتقاليد على هويتنا الشخصية، وتآكل أنماط العائلة التقليدية، كما أكدت أهمية التركيز على أهمية دراسة الدور الذي تلعبه الوسائط الرقمية فى التغير الاجتماعى؛ بهدف التعرف على جوانب القوة والضعف لدى جيل الإنترنت واستثمار الطاقة الشبابية من أجل بناء الوطن، بالإضافة إلى أهمية مراجعة الدراسات الخاصة برؤى العالم والذات كمدخل مهم لمعرفة نظرة الإنسان إلى ذاته، وإلى العالم المحيط به فى المجتمع.
|