القاهرة 31 ديسمبر 2024 الساعة 09:26 ص

قلم: شيماء عبد الناصر حارس
صادفني فيديو على منصة تيك توك تتحدث المؤثرة فيه عن فكرة الراحة، وأن بعض الناس يلجؤون إلى مشاهدة الريلز حتى ينفصلوا قليلا عن العالم ويحصلوا على قدر من الراحة، بينما تتسائل المؤثرة ردا على هؤلاء الناس، هل وجدتم راحة، هل تنالون قسطا جيدًا من النوم؟ تجيب هي أيضًا أنه لا، ذلك أن الراحة الحقيقة لابد أن تأتي بعد تعب، لكن مشاهدة الريلز أغلب اليوم لا تجلب الراحة.
حينما يريد أحد الحصول على ساعة نوم في القيلولة، عليه أن يمارس بعض النشاط مثل التمشية ولو ساعة قبل محاولة النوم، سيصبح بعدها قادرا على النوم بعد تعب السير.
"هذا مكان هادئ، هو ينتظر الكلمات، يغلفها، يسوقها. يجلس ماريانو وظهره للحائط ويشعر أخيرًا بأنه قادر على التنفس دون أن يلهث. على الطرف الآخر من ستائر النوافذ الصفراء، هناك بقع تعبر هواء صباح الخريف المنعش والمشرق"
الأغنية التي لي – ادواردو جاليانو- رواية- ترجمة مها عطفة صـ 34.
لا أعرف لماذا كانت أعمال إدواردو جاليانور تصيبني بالألم، مجرد فكرة أن أبدأ في قراءة كتاب له تشعرني بألم في معدتي، أو هكذا كانت، الآن استطعت أن أمسك هذه الرواية -التي ليست رواية بالقدر الكافي- ففي تعريفه تذكر المترجمة أنه: "ينتهك في أعماله الحدود التي تفصل بين الأجناس الأدبية دون ندم" ورغبة في الاسترحاء وترك العالم الافتراضي فقد قررت أن أتجرأ وأقرأ له، ربما لدى جاليانو شيء من الهدوء في أعماله، مبعثه ذلك التداخل بين الأنواع الأدبية، لا يهمه الاحترافية والاتقان بقدر ما يهمه أن يكتب نفسه أو أن يكتب فقط.
الجهد الذي قررت بذله: أن أقاوم شعوري وأقرأ لجاليانو.
النتيجة التي حصلت عليها: بعض من الراحة والهدوء.
نسيت قليلا ما يحدث حولي في العالم والبلد والمدينة والبيت والعمل.
|