القاهرة 28 ديسمبر 2024 الساعة 02:03 م

كتبت: إيمان السباعي
تعتبر رواية الزيني بركات من أهم ما كتب الروائي والكاتب الكبير الراحل جمال الغيطاني، شغلت هذه الرواية الكاتب والسيناريست والناقد محمد السيد عيد، شغل "عيد" منصب نائب رئيس اتحاد الكتاب السابق ورئيس نادي القصة الحالي ورئيس مؤتمر الرواية والدراما المرئية وقد قدم عشرات الأعمال الدرامية فله أكثر من 78 عملا للإذاعة.
اشتهر بكتابتة سيناريو الأعمال التاريخية ومن أهم مسلسلاته الزيني بركات- قاسم أمين- الإمام الغزالي- مشرفة رجل من هذا الزمان، وله العديد من الدراسات النقدية في مسرح صلاح عبد الصبور وله عدد من الكتب الثقافية والفكرية وقصص الأطفال.
في شهادته بمؤتمر الرواية والدراما المرئية قال عن تجربته في كتابة السيناريو: بدأت ككاتب إذاعي وكتبت 45 مسلسلا للإذاعة قبل أن أتجه للتلفزيون، ومنحتني كتابة السيناريو للإذاعة فرصة للتدريب على كتابة المشاهد للتلفزيون وبناء الشخصية وأعددت بعض الروايات للإذاعة قدمها مصطفى محرم للتلفزيون فيما بعد مثل لن أعيش في جلباب أبي وطريق السحاب.
وعن رواية الزيني بركات وقصته معها وأسرار كتابتها للتلفزيون قال:
كنت معجبًا برواية الزيني بركات وكتبت عنها دراسة مستفيضة لأن علاقتي وثيقة بالتاريخ المملوكي مثل جمال الغيطاني ووضعت يدي على الخيال والحقيقة في الرواية وجمال الغيطاني يعتبرها أهم دراسة عن الرواية. مصادفة جعلت المخرج علي محمود يطلب مني أن أكتب له مسلسلا للإذاعة واعتذرت لأن ما يقدم كان مسلسلات اجتماعية وكنت مشغولا وقتها بالزيني بركات وعندما أخبرت علي محمود بهذا طلب مني أن أكمل معالجتها للإذاعة فكتبت المسلسل، التحدي الكبير كان في كتابة السيناريو لأن الزيني بركات رواية تجريبية وليس لها الشروط التقليدية للرواية فمن قرأ الرواية يعرف ما صنعت في معالجتها للإذاعة لكن علاقتي الجيدة بالتاريخ المملوكي جعلتني أنجح في حل تلك العقد.
أما كيف قدمها للتلفزيون فيروي "عيد" أن مصادفة ثانية كانت سببًا في ذلك عندما طلب المخرج يحيى العلمي من جمال الغيطاني أن يخرج الرواية للتلفزيون وأنه لا يجد من يكتبها للدراما التلفزيونية..يقول "عيد":
كنت بعد أن كتبت الزيني بركات للإذاعة قد جربت -بناء على نصيحة الممثل محمد الدفراوي- أن أكتب حلقة للتلفزيون وعندما قرأها يحيى العلمي مع معالجتي الإذاعية لها قرر أن أكتبها للتلفزيون وكان حظا كبيرا فيحيى العلمي مخرج الأيام سيعمل مع سيناريست يكتب للتلفزيون للمرة الأولى.
لكن هل تختلف الكتابة للإذاعة عن الكتابة للتلفزيون؟
يقول "عيد" أن الكتابة للتلفزيون مختلفة 2فالزيني بركات تحتاج إلى20 ساعة لحلقاتها أما للاذاعة فخمس ساعات فقط، ولصناعة بناء فني محكم للرواية من أجل عرضها للتلفزيون كان ينبغي التدخل ككاتب سيناريوبالتغيير في الرواية، الزيني بركات رواية بوليسية وينبغي ألا يمل المشاهد. كانت معالجتي لها في المسلسل الإذاعي نقطة الانطلاق، أضفت شخصيات عديدة بعضها لم يذكر في الرواية وعملت على شخصيات وجودها هامشي أو ظهورها قصير مثل شخصية شواهي وأعطيتها اسم "شواهي أم الدواهي" متأثرا بشخصية موجودة في ألف ليلة وليلة.
جدير بالذكر أن مؤتمر "الرواية والدراما المرئية " أقيم على مدار يومين في ال 25-26 ديسمبر الجاري، برعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، والدكتور أشرف العزازي أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، وهو ثمرة التعاون بين نادي القصة وجمعية أصدقاء مكتبة الإسكندرية بجهود أمين عام المؤتمر الدكتورة زينب فرغلي صاحبة فكرة إقامته، ومنسق عام المؤتمر حمدان القاضي، ورئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء مكتبة الإسكندرية عصام عزت، ورئيس المؤتمر رئيس نادي القصة محمد السيد عيد ومنسق المؤتمر حمدان القاضي.
ويهدف المؤتمر إلى تشجيع كتاب الرواية للعمل المشترك مع السينما والتليفزيون، كما يسلط الضوء بعض القضايا المهمة التي طرحتها الرواية وجسدتها الاعمال الفنية، ويستعرض دور الرواية والفنون البصرية في تثقيف وتوعية الجمهور وتنمية الذائقة الأدبية والفنية.



|