القاهرة 19 نوفمبر 2024 الساعة 10:41 ص
كتب: محمود الدخيل ـ الأردن
تحمل الشاعرة العُمانية هاشمية الموسوي قراء مجموعتها الشعرية "أبجديات عشق" إلى عالمها الخاص الذي ينبني على ملمحين رئيسيين: ملمح وطني يجسده انتماؤها لوطنها عُمان، وملمح وجداني يطوف بما يطرأ على الكاتبة من مشاعر وخلجات.
وجاءت المشاعر الوطنية عند الموسوي فياضة بمشاعر الانتماء، فاحتل وطنها عُمان صدارة المشهد منذ اللحظة الأولى، وتفننت الشاعرة في نقل مشاعرها تجاهه أرضا وشعبا وقيادة، غير أن هذه المشاعر تكشفت عن جانب آخر عميق لا ينفك عن صلته بعُمان؛ إذ حضرت بلدان مجاورة وشقيقة، مثل الكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة، فخاطبتها الموسوي بمحبة أكدت هذا الجانب المهم في تكوينها الوجداني. وتجلى هذا الانتماء كذلك بحضور القدس وفلسطين في المجموعة حضورًا وسع الأفق الوطني الذي تنطلق منه الشاعرة.
تقول الموسوي في إحدى قصائدها:
"المجد يُشرقُ في ربا أوطاني
وعليه تيجانٌ من العرفانِ
هي "رؤيةٌ" حَطَّتْ ركابَ رحالِها
لتضوعَ مسكًا فاح بالرَّيحانِ
بوَّابةٌ فيها المزايا جَمَّةٌ
هبةُ السماءِ وروعةُ البنيانِ
فيها الشبابُ عمادُ كلِّ حضارةٍ
عَبقُ المساءِ وهمّةُ الشجعانِ
أرسى دعائمَ نهضةٍ جبّارةٍ
سلطانُنا نبعُ الوفاءِ الحاني".
أما الجانب الوجداني فتعددت قضاياه، ما بين الحنين إلى الطفولة والشوق للأحبة الراحلين وخطاب الذات خطابًا مفعمًا بالقوة والرغبة في بلوغ المثال.
ومن الجدير ذكره أن هاشمية الموسوي كاتبة ومؤلفة حاصلة على الدكتوراة في "التربية الاجتماعية في ضوء القرآن الكريم" من الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية في لندن، وهي أول امرأة عُمانية تنالُ جائزة "راشد بن حميد للثقافة والعلوم" على مستوى الوطن العربيّ عام 1987م.
وصدر لها قبل هذه المجموعة: "إليك أنت" 1993، "وللروح هوية" 2000، "ثورة الزمرد" 2002، "أوراق منهزمة" 2009، "عطر المشاعر"، 2021، كما صدرت عنها دراسة تحت عنوان: "عُمان وقضايا الإنسان في أدب هاشمية الموسوي" في العام 2020.
|