القاهرة 19 نوفمبر 2024 الساعة 10:29 ص
كتبت: سماح عبد السلام
عبر 15 قطعة نحتية متباينة الأحجام قدم النحات العراقي الكبير علي نوري علي المقيم بمصر، معرضه النحتي "حوار فب بغداد" بإحدى قاعات العراق بخامة الجرانيت المصرية، فى إطار رغبته العارمة فى نقل تجربة العمل على هذه الخامة لبلده والتى تعلم أسرارها وآلية سبر أغوارها فى مصر.
تجسد الموضوع الشامل لمعنى هذا المعرض، والذى لاقى بدوره احتفاءً كبيرًا بالعراق من خلال التعبير عن صراع الحياة، المتمثل في صراع الإنسان مع كل أمور الحياة الصعبة في وقتنا هذا، وبالأخص بناء الوطن يرتقي مع بلدان العالم المتقدمة.
وقد جاء هذا المعرض بعد أكثر من عشرين عامًا من معرضه الأخير بالعراق والذى حمل اسم "السرداب"، بعد فراق طال بسبب الظروف التي أحاطت بالعراق، لذا أصر أن يكون له معرض شخصي ومن الجرانيت في بغداد، حيث تكاد تكون تلك أولى أعمال الجرانيت التى تُعرض في العراق. فكان حواره مع بغداد، التي ما زالت بخير وما زالت جميلة، لعل هذا وفاء على ما قدمته العراق من تضحيات وآلام.
حاول علي نوري التحاور مع الوضع الذي عاشه العراق من صراعات سياسية واقتصادية وبناء الدولة، والتاكيد على صمود الشعب بوجه أعتى إمبريالية على الأرض، ومواجهتها بكل الطرق السلمية والعسكرية، والتوصل إلى بناء دوله مدنية لها استقلالها واقتصادها الجيد كما كانت.
وجاءت تجربة هذا العرض بحجر الجرانيت من مصر التي عاش بها وما زال لمدة 20 عاما، فكانت تجربة مهمة في النحت بمادة الجرانيت المصري، والحرية في استخدام الكتل وبأحجام كبيرة، حيث أراد أن ينقل هذه التجربة إلى العراق لأن العراق لا يحتوي حجر الجرانيت.
ونلحظ أن نوري يركز على المرأة لأنها أساس المجتمع وأكثر من تألم جراء الحروب والمشاكل.
كما نجده قد أجرى بعض الاختزال في بعض الأعمال لكن مع الاحتفاظ بالفكرة الأساسية، أما اختفاء اليد أو غيره فإنه يركز بشكل أكبر على الكتلة وكيفية توزيع الخطوط مع الفضاء، دون التركيز بالتفاصيل الدقيقية. وهو هنا لا يمارس الواقعية المفرطة، ولكن يعمل بمدرسة بها جزء بسيط من الواقعية بشكل معاصر.
|