القاهرة 12 نوفمبر 2024 الساعة 01:38 م
بقلم: أمل زيادة
رواد كوكبنا الأعزاء، ما تزال الأسئلة تتردد حول سبب اختيارنا للكوكب التاني!
لا أخفي عليكم أن البحث عن كوكب آخر لم يكن مجرد فكرة خيالية أو رواية علمية، إنما غاية وهدف، مجرد البحث عن كوكب ثانِ أمر يعكس طموح الإنسان، وسعيه المستمر لتوسيع حدود المعرفة وتخطي المستحيل.. من هذا المنطلق جاءت فكرة سلسلة كوكبنا التاني الذي سأخصص مقالاته القادمة للتحدث عن أهم سماته تلك التي جعلته مقصدًا..
اسمحوا لي أن نبدأ بالحب، بما أن الأجواء المحيطة بنا تحثنا على الذكرى واللحظات الجميلة التي نتمنى أن تدوم..
لا أظن أن هناك اختلافا ملموسا لتعريف الحب، ربما لأنه عاطفة يشعر بها الجميع، تؤثر وتتأثر بنا..
الحب هو تلك العاطفة التي تتغلغل في قلوبنا، وتتجاوز كل الحواجز التي قد يضعها العقل أو الظروف، إنه شعور نقي ومليء بالعطاء، قادر على تغيير الإنسان ونظرته للحياة، بل وحتى تغييره جذريًا في بعض الأحيان.
ورغم أنه يوصف أحيانًا بأنه"ضعف"، إلا إنه في الحقيقة قوة تُثري أرواحنا وتوجهنا نحو الأفضل..
أحد الجوانب السحرية للحب هو قدرته على التغيير، قد يتحول شخص اعتاد العيش في عزلة أو محاطًا بالشك إلى شخص ملهم وداعم بسببه، لأنه يحث على التسامح، ويدفع الناس إلى تقديم أقصى ما لديهم دون أن ينتظروا مقابلًا. بل إنه يجعلنا نتحلى بالشجاعة لمواجهة تحديات الحياة، وتحسين أنفسنا لتلبية تطلعات من نحب.
عندما نحب، نكتشف أن بداخلنا طاقات لم نكن نعلم بوجودها، بل أننا قادرون على التضحية والإيثار.
للحب وجوه كثيرة، لا ينحصر في الحب الرومانسي بين شريكين؛ بل قد نراه في حب الوطن، الأصدقاء، الأهل، الأبناء، الحيوانات، والطبيعةٍ التي تمثل الراحة والسلام.. كل هذه الأشكال تخلق روابط قوية تجعل من الحياة أكثر ثراءً وعمقًا، وتجبرنا على تخطي الصعاب من أجل من نحب.
لعل أجمل صورة هي الحب غير المشروط، لأنه حب مشترك بوعي وتفاهم بين الشريكين، حيث يُقدّر كلٌ منهما الآخر ويتفهم احتياجاته.
الأجمل على الإطلاق حب الذات، لأنه يعلي من الاحترام والتقدير للنفس، أعتبره من القواعد الأساسية للحب الصحي، حيث إن فهم الإنسان لنفسه وتقبله لذاته هو الذي يسمح له بأن يحب الآخرين بصدق..
رغم جمال الحب، فإنه ليس دائمًا سهلًا. قد يواجه الحب تحديات كبرى كالغيرة، والفراق، وسوء الفهم، وهنا يأتي دور التفاهم والتواصل، حيث يساعد الحديث الصريح والبحث عن حلول مشتركة في التغلب على الكثير من التحديات، فالحب الحقيقي يبنى على الثقة والاحترام المتبادل، وهي أساسات تجعله متينًا في وجه تلك التحديات.
الحب هو الذي يمنح الحياة معنىً، فهو يعطي لأعمالنا اليومية صبغةً خاصة، ولأهدافنا طعمًا مميزًا. حين يحب الإنسان، يشعر بقدرته على العطاء والتواصل مع الآخرين، ويمتلئ قلبه بالدفء والأمل. وعندما نتبادل الحب، فإننا نخلق عالماً من المودة والتعاطف، حيث يشعر الجميع بأنهم مقدرون ومحاطون بمن يحبونهم.
إن الحياة التي تفتقر للحب قد تكون مملوءة بالنجاح الظاهري والممتلكات، لكنها تظل خاوية من الداخل، فالحب يمنحنا الطاقة للاستمرار حتى في أصعب اللحظات، لأنه يعيد للروح فرحتها وقدرتها على الحلم.
الحب ليس مجرد شعور عابر؛ إنه قوة تتخطى حدود الزمان والمكان، ويظل محفورًا في قلوبنا حتى بعد غياب الأشخاص الذين أحببناهم.
الحب تجربة إنسانية تستحق أن نعيشها بكل تفاصيلها، لأنها تجعل منا أكثر إنسانية وشفافية، تجعل حياتنا أكثر معنى..
حينما نعيش الحب، نفتح بابًا للسلام الداخلي، ونقترب أكثر من جوهر الحياة، لذا تمسكوا بالحب، وبيد من تحبون، لأنكم تستحقون كل ما هو مميز ونادر.
|