القاهرة 05 نوفمبر 2024 الساعة 10:28 ص
بقلم: أمل زيادة
يبدو أن كوكب تاني أصبح مقصد الجميع، راقت الإقامة به لهم، قال أحد الأصدقاء شعرت أنك تتحدثين عني وجه الشكر لكلمات الفرص الثانية التي ألهبت مشاعر البعض معتبرها نوعا من الدعم النفسي نحتاج إليه من حين لآخر، سعدت كثيرا أنه لاقى هذا الترحيب وترك هذا الأثر الطيب في النفوس..
أكرر أن كوكبنا يفتح أبوابه للجميع بحُب، انزعج فقط من بعض محدودي الفكر ممن يرون أن مجرد العنوان يحث على السيئ ناسين أن سوء المقصد ينبع من الداخل، حيث لا ينبغي أن نحاسب الآخرين على سوء نوايانا وضيق أفقنا.
يفتح كوكبنا ذراعيه للجميع ممن يفر من موجة الشائعات غير المسبوقة التي من كثرة تناولها تكاد تصبح حقيقة، قال السابقون إن الكاذب يظل يردد كذبه حتى يصدقها هو ذاته، ماذا عن الآخرين إذن!!
بكل الأحوال كوكبنا يتميز عن أي مكان كونه واحة للراحة، وجهة للاستجمام، مكان يحث على السلام النفسي، الذي نفتقده هذه الأيام، يكفي أن جميع سكانه من محبي فصل الشتاء رغم قسوة لياليه.
أخيرًا أمطرت السماء، غسلت المباني، أزالت غبار عامٍ أراه كبيسًا، سيظل محفورًا في الذاكرة بكل تفاصيله، لازدحامه بالأحداث التي فاقت أي قدرة على التحمل.
تساقطت زخات المطر بشكل كثيف،هبت معها نسمات الهواء الباردة التي تريح القلب وتضيء الوجه، بمجرد أن بدأت قطرات المطر تصطدم بالأرض والأشجار محدثة صوتها المحبب، ركضت للشرفة لأرى فرحة وسعادة الآخرين لاستقبال هذا الضيف العزيز الذي يزورنا كل عام مرة أو اثنين على أقصى تقدير.
وجدت الجميع يقف في العراء تاركًا مكانه ينظرون للسماء وكأنهم لا يصدقون ما حدث، وكأنهم في حلم جميل يتمنون ألا يفيقوا منه.
هل اعتقدوا أن لصمتنا عما يدور حولنا سنعاقب بالحرمان من النعم؟!
ربما ... لا أدري.
اللافت للنظر أن من كانوا يقفون تحت الأمطار ما زالوا يرتدون الملابس الصيفية، بدا لي وكأنهم يتطهرون، يغتسلون بمياه الأمطار المقدسة، نحن بحاجة ماسة لهذا لا النباتات والمباني والشوارع فقط، يكفي أن هذه الأجواء تعتبر المرادف الوحيد والمباشر عن الرومانسية والحًب.
سكان كوكبنا الأعزاء، شاهدت فيلم 85 جنايات، بطولة حسين فهمي ورغدة، لا أخفي عليكم أحب هذه النوعية من الأفلام تلك التي بها قصص حًب غير معتادة، كيف للسجان أن يقع في حًب متهمة، مع تصاعد الأحداث يكتشف أن وراء هذا الوجه البريء مجرمًا عتيدًا، فيلم بطله الرئيسي الصراع النفسي والنظرات وليس وسامة البطل أو أنوثة البطلة.
طرح المخرج العديد من الأسئلة،هل الحًب يفعل المستحيل حقًا؟!
لم تدم الأسئلة كثيرًا، هذا ما أوضحه المخرج والمؤلف في نهاية الفيلم عندما أخبرته أنها تخلصت من شحنة المخدرات، قالت إنها تغيرت بعد أن قابلته، لكنها أيضًا أخفت عنه حقيقتها ..
انتهى الفيلم بمشهد يسير فيه البطل في العراء في طريق تزينه شجرة يابسة في منتصفه، مشهد رمزي يحتمل العديد من التأويلات، ربما أكثرها مباشرة، حالة التيه والصدمة مما اكتشف، عندما نعاني من صدمة كبيرة نفضل البقاء وحدنا أو السير بمفردنا، أما الشجرة اليابسة دليل على موت الحب وضياع الثقة.
حقا عندما نفقد الثقة فيمن نحب يتبدد الحًب، لا حُب بلا ثقة ولا ثقة بلا حًب.
طلب منا تحضير موضوع عن "طقس ما" طقس يعني عادة أو ظاهرة، وليس طقس بمعنى المناخ، أثناء رحلة البحث عثرت على العديد من المواضيع التي تصلح لكتاب يختص بهذه العادات، أو نواة لروايات متنوعة، لفت نظري طقس نادر يمارس في أقاصي الأرض حيث يتم حرق جثث الموتى، سر غرابة هذا الشيء ليس فعل حرق الجثث فقط وإنما تعلقه بالزوج والزوجة، إذا توفي الزوج يتم حرق جثمانه ثم تلحق به زوجته أيضًا، تعبيرًا عن الولاء والوفاء لزوجها!!
يبدو أن حواء تعاني في كل بقاع الأرض، لا أخفي عليكم تعجبت وضحكت، ليس تقليلا من قدسية هذا الطقس الديني.. وإنما من فكرة التضحية، ماذا لو ماتت قبله هل سيتم التخلص منه أم أن العادات تطبق على الزوجات فقط!
لنعد لكوكبنا الجميل الهادئ الذي يحتفل بسقوط الأمطار، ويعتبر بدء موسم الشتاء إيذانا بكل ما هو رائع بل والأروع على الإطلاق.
تساءلت إذا طلب منا خلق طقسٍ أو عادة ماذا سنفعل؟!
توصلت لشيء بما أني أميل للكتاب الورقي، لماذا لا يكون طقسي متعلقا بالكتب، نغمر الشوارع بالكتب والصحف والورق، في شكل أكوام مرصوصة بجوار بعضها البعض مجرد المرور بجوارها يبهج، وبلمسها نغرق في تفاصيل كل كتاب وكل قصة، نخوض رحلات بين سطور كل ورقة..
أتمنى أن يستحدث شيء كهذا، ويستمر لسنوات وسنوات يتوارثه الجميع يصبح عيد الكتاب أو عيد الورق، في إشارة لأهمية الكتاب الورقي والحفاظ على مكانته التي تهددها الحداثة، طقس يحافظ على الأصالة في مواجهة أزرار التكنولوجيا.
|