القاهرة 12 اغسطس 2024 الساعة 11:16 م
كتبت: إيمان السباعي
* المخرج أحمد اسماعيل: إنجازات فرقتنا نتاج عمل 40 سنة في القرية.
* المخرج جمال قاسم: "بثينة" سيدة مسرح تستحق التوثيق والتقدير.
أقيمت ندوة بعنوان "المرأة الريفية مبدعة ومتلقية"، ضمن سلسلة ندوات المحور الفكري للمهرجان القومي الذي رفع شعار "المرأة المصرية والفنون الأدائية"، وشارك في الندوة المخرج أحمد إسماعيل والمخرج جمال قاسم، وأدار الجلسة الكاتب عماد مطاوع.
استهل الكاتب عماد مطاوع حديثه قائلاً: اليوم أنا بين تجربتين مسرحيتين ثريتين هما المخرج الكبير أحمد إسماعيل، والمخرج المسرحي والسينمائي جمال قاسم، فقاسم تخرج من كلية التجارة ثم درس المسرح وتخرج من معهد السينما عام 85، ثم سافر للسعودية وقدم مجموعة من المسرحيات وحصل على مجموعة كبيرة من الجوائز وله فيلم روائي طويل وهو "جاي في السريع" بالإضافة لعدد من الأفلام القصيرة، أما المخرج أحمد إسماعيل، فهو من مواليد المنوفية وكان لهذا الميلاد تأثير كبير في تكوينه وظهر هذا التأثير في تجربته الفنية التي اتضح من خلالها أثر البيئة التي نشأ فيها، واشترك وهو طالب بالإعدادية في فرقة مسرحية للهواة في بلدته، العالي للفنون المسرحية وكون فرقة مسرحية ثم سافر لفرنسا للدراسة وبعد عودته بنى مسرح في قريته وهو مخرج قدير في المسرح القومي وأخرج الكثير من العروض المسرحية المميزة على مدار تاريخه الثري الذي امتد نحو خمسين عاما.
وقال المخرج أحمد إسماعيل في كلمته: كان ليا الشرف في حضور أكثر من ندوة تابعة للمحاور الفكرية والتي أعتبرها إضافات مميزة، وحول تجربتي لا بد أن أشير إلى أن هذا الشغف بدأ منذ الطفولة حيث إنني بدأت بفرقة هواة منذ المرحلة الابتدائية والإعدادية في قرية، وكان هناك فرق هواة متعددة في المراكز المختلفة والقرى، ثم انتقلت إلى القاهرة في الثانوية، وفي فترة المعهد أعدت أعضاء الفرقة من جديد ، لنقدم عروضا متنوعة، ولأن عنوان المحور الفكري مرتبط بالمرأة ودورها لا بد أن أشير إلى أنه حتيدى 1971 لم يكن هناك فنانات تمثل في المسرح وكان الرجال يقومون بالأدوار النسائية، ولكن بعد ذلك أصبح هناك بعض الممثلات تمثل من خلال بيوت الثقافة، وعندما عزمت على تكوين الفرقة انضم إلينا عناصر نسائية، من بينهم أختي الكبرى وصديقاتها، وكون أبي متفتحا ومتقبل الأمر ساعد كثيرا على نمو الفكرة وبناء الثقة، خاصة أننا نناقش في أعمالنا موضوعات القرية.
وأضاف: ما ساعد على جذب المرأة لمشاهده أعمالنا أننا كنا نخصص كراسي للسيدات، زاد ذلك من انتشارنا، وأصبحنا نعرض كل عرض لمدة عامين . هذا بخلاف استعانتنا بسيدات في تنسيق ملابس العروض، تطور الامر بأننا قدمنا عرضا للاطفال استمر لمدة 10 سنوات بعنوان "اول كلامي سلام" وتتابعت أجيال عدهدة على هذا العرض والفرقة نتيجة تكرار العرض، ونفس النجاح حصدناه في كل من عروض "اطيب أهل" ،" ليالي الحصاد" ، "الزوبعة" وأصبح ضمن الفرقة سيدات عدة بأعمار مختلفة .كنتاج عمل 40 سنة من العمل المتواصل.
أما المخرج جمال قاسم فأشار خلال كلمته إلى أن علاقته بالمسرح بدأت منذ الطفولة بقصر ثقافة الغوري، قائلا: كنت مشتركا في مكتبة قصر ثقافة الغوري، وفي أحد الايام وجدت الإعلان عن عرض مسرحية بالقصر بطولة ممثلين من السكان والعاملين بالمنطقة، وقد ذهلت من كم الطاقات للممثلين الذين شاهدتهم في عرض مسرحي هناك ، وخلق ارتباطي بالمسرح ثم انتقلت لمسرح السامر ، الذي استقيت منه الكثير ، يكفي أنه كان يعرض فيه مهرجان ال 100 ليلة مسرح ، لنشاهد يوميا 100 عرض مسرحي من كل أقاليم مصر ، هذا بخلاف مشاهدتي لفنانات الريف عندما جاؤوا للقاهرة مثل خضرة محمد خضر ، وجمالات شيحة ، أصبح لهن مكانة بفنهم في كل المحافظات.
واستطرد قائلا: من الحالات المذهلة التي تعرفت عليها "بثينة" تلك الفلاحة المصرية من الفيوم تمثل وتخرج وتنتج من بيتها وتعرض في بيتها ليأتي الجمهور يشاهدها يوميا مجانا مع أبطال فرقتها المكونة من أفراد أسرتها وجيرانها، واتصلت بمدير قصر الفيوم لترتيب موعد معها وحضور إحدى البروفات التي تنفذها لعروضها، وتفاجأت بطاقة وإيمان غير عادي لذلك عزمت على تصوير فيلم يوثق هذه الحالة الفريدة للمرأة التي آمنت بالمسرح ودوره في قريتها.
|