القاهرة 07 اغسطس 2024 الساعة 10:52 م
كتبت: نهاد إسماعيل المدني.
عقد المهرجان القومي للمسرح المصري، ماستر كلاس للفنان القدير محمد صبحي، بمركز الإبداع، وبدأ الماستر كلاس، بعرض فيلم تسجيلي، عن مسيرة الفنان محمد صبحي، وتناول الفيلم بعض المقتطفات من أعماله المسرحية والتلفزيونية، والسينمائية، منها: مسرحية (هاملت)، و مسرحية (الجوكر) ، و مسرحية (الهمجي)، و مسرحية (تخاريف) ، مسرحية (وجهة نظر)، مسرحية (ماما أمريكا)، مسرحية (لعبة الست)، مسرحية (كارمن)، مسرحية (سكة السلامة)، مسرحية (غزل البنات)، مسرحية (خيبتنا)، مسرحية (النحلة والدبور)، مسرحية (نجوم الظهر)، ومسلسل (رحلة المليون)، و مسلسل( سنبل بعد المليون)، مسلسل (انا وهؤلاء)، مسلسل (رجل غني فقير جدا)، مسلسل (ونيس وأيامه) ، وأخيرا مسرحية (عيلة اتعمل لها بلوك) ، واستعرض الفيلم الجوائز التي حصدها صبحي عبر تاريخه الفني.
أدار الماستر كلاس، الكاتب الصحفي والمخرج جمال عبد الناصر، رئيس اللجنة الإعلامية بالمهرجان، الذي رحب بالحضور عارضًا مكانة الفنان محمد صبحي فقال إن الموسوعة البريطانية ذكرت أن الفنان محمد صبحي هو الممثل الوحيد الذي قدم تفسيرا مختلفا وجديدا لشخصية هاملت، وفي 4 يونيو سنة 2022 احتفل المتروبوليتان للفنون بالفنان محمد صبحي وتم إهداء البث المباشر لأوبرا هاملت إليه بحضور وزير الثقافة د. إيناس عبد الدايم. وألقى الفنان محمد رياض رئيس المهرجان كلمة ترحيب بالنجم الكبير قائلا: محمد صبحي نجم كبير أثرى الحركة الفنية والمسرحية بأعمال لها ثقل، وهو تاريخ مشرف للفن المصري وللمسرح، وأتقدم بالشكر للفنان محمد صبحي على وجوده بالمهرجان بالدورة الـ17، وهذا يعتبر إثراء لفعاليات المهرجان.
واستكمل الكاتب الصحفي جمال عبدالناصرحديثه قائلا نحن الآن أمام نجم عالمي مصري، أستاذ للكثير من الأجيال، قدم العديد من الأعمال الفنية والمسرحية، كما ظل يقدم عروضه لمدة تجاوزت الـ 55 عاما، من خلال فر قته، وقدم لنا فرقة استديو 80، والتي مازلت تقدم أعمالها رغم اختفاء الكثير من الفرق التي نشأت وقتها.
وبدأ الفنان الكبير محمد صبحي حديثه قائلا: أنا سعيد أن ألتقى بجمهور محب لي، وأشكر الفنان محمد رياض واللجنة العليا وإدارة المهرجان، وأشكر ابني وصديقي الكاتب جمال عبد الناصر، وأشكر أستاذتي التي أعطت مصر الكثير الفنانة سميرة عبد العزيز، وارحب بجميع الحضور.
واستكمل صبحي حديثه أنه تربي في أسرة فقيرة، على أعتاب الطبقة المتوسطة، وقال: رغم ذلك كانت حياتنا جميلة، وكانت شقتنا تطل على سينماتين، وكنت آخذ بعض قصاصات الأفلام التي يتم قصها، وصنعت أول سينما في البيت بأدوات بدائية، وكان سني وقتها ست سنوات.
ثم تمنيت أن أكون راقص باليه، ثم أحببت أن أكون عازف كمان ، وتدربت على العزف في المدرسة، ثم اختلست خمسة جنيهات من جدتي، لشراء كمنجة لكي أتدرب عليها ورغبت أيضا أن أكون في المركز الأول، ثم حصلت علي المركز الثاني، مما دفعني لتركها، وبدأ حبي للتمثيل، وأثمر حبي للكمان والباليه، فأصبحت عاشقًا للفن.
وبدأت مسيرتي الفنية الحقيقية عندما التحقت بمعهد الفنون المسرحية، وقمت بالتدريس في المعهد لمدة خمسة عشر عاما، وبدأت بتمثيل أدوار في السينما، بجانب هذا سافرت للندن لشراء كمنجة، لكي أتعلم العزف عليها، وهي مازالت موجودة، ودائما ما أحن للماضي.
وأوضح أنه استفاد من الفنانين العظماء مثل الفنان فؤاد المهندس، الذي قال له: أنتم جيل مميز لأنكم بدأتم من حيث انتهينا، مضيفا أن بداياته في الستينيات، كانت دافعا له، حينما كانت كل التيارات الفنية في الدولة تتصارع لتقديم المسرح، فعندما التحقت بالمعهد، وجدت نماذج أساتذة عظيمة، وطالبوني بعدم الحفظ، ووقتها بدأ منهجي وانا مازلت طالبا بالمعهد، والدكتور سعد اردش، كان وقتها هو المشرف على مشروع التخرج الخاص بي، وهو أستاذ الدفعة، وطلب مني أن أقوم بمهام معينة، ورفض تنفيذ تلك المهام، وطلب مني عدم القيام بإخراج مشروع التخرج الخاص بي، وبعد خروجه من المحاضرة أكد زملاء لي، أن الدكتور اشاد بي، وأكد لهم أنني، سأكون من أعظم الممثلين والمخرجين في مصر.
وتحدث صبحي عن منهجه كممثل، مؤكدا أنه كونه من خلال عدة تجارب ومشاهدات وقراءات ، كما تحدث عن منهجه كمخرج، فقد مر على كل المدارس الإخراجية ما بين العبثية والواقعية والتعبيرية ، وغيرها ، وأكد أنه ضد ورش الكتابة التي انتشرت مؤخرا بين بعض المؤلفين فلا يجوز كتابة نص بأكثر من مؤلف، مضيفا أن التأليف إبداع ذاتي، ولكني مع من يشارك بطرح أفكار إبداعية للكاتب.
وأكد أن فرقة استديو الممثل تم تأسيسها منذ 55 عاما، مع مجموعة من زملائه وتلاميذه وكانوا جميعهم فقراء، وكان يجب أن نقدم الأعمال المسرحية، وبدأنا بمسرحية هاملت، وكان يشاهدها فلاحين العمرانية، والأطفال، وتاثروا بها وتعلموا جمل في غاية الصعوبة من شكسبير، ورددوها في الطرقات وقت اللعب ثم قدمنا مسرحية روميو وجوليت وأعمالا كثيرة، وكان الاستوديو بمثابة تدريب حقيقي وجاد للممثلين.
واستكمل صبحي حديثه:
هناك بعض الأعمال التي فكر بها الكاتب لينين الرملي ولم يستكملها "كان بيقول لأ لن يأتي الوقت المناسب لتقديمها "، موضحا أنه لم يترشح أحد للعب دور البطولة في مسرحية "انتهى الدرس يا غبي" مكاني، "قدمناها للمنتج مصطفى بركة ولم تنل إعجابه بالعربي ورماها في وشنا، وقال يا بابا دي بكائية وسوف يرفضها الجمهور وهتقفل الرواية بعد يومين المسرحية ليس بها كوميديا"، واقترح وقتها المنتج مصطفى بركة أن يسند البطولة لنجم شباك فكان المرشح محمد عوض، وذهبنا إليه واعترض عوض على الفصل الثالث، لم يستوعب حالة الشخصية، طالب إعادة الكتابة، والكل تمنى أن يستجيب لينين للنجم الأول والأشهر وأن يسند الدور الثاني لصبحى، وكنت أراها فرصة لا تعوض أن أشارك عرضا مسرحيا تحت المظلة الجماهيرية ولكن بعد فترة رفض عوض ونصحني قائلا: يا محمد ابتعد عن هذه الرواية وتعالى اشتغل معي بروايتي الجديدة فرفضت الحل وقررت أن ألعب البطولة، ونجت المسرحية لافته (كامل العدد) وحضر العرض محمد عوض وصعد بعد العرض إلى المسرح واعترف للجمهور بخطئه لانه لم يقبل تمثيل العرض واستمر نجاح المسرحية لدرجة أنها في العرض الأول لها في تونس تحطم شباك التذاكر 10 مرات بسبب شدة الإقبال وتدافع الجماهير لحجز تذاكر ها. ومن وقتها دُشنت نجومية لينين كاتبًا وصبحى نجمًا، وصارت بينهما توأمة وهما يكملان معًا الصورة والحالة الإبداعية. وأصبحت الفرقة المسرحية التى تحمل اسم صبحى ولينين معا قدمت عروضا مهمة مثل (تخاريف) و(وجهة نظر) و(إنت حُر) وغيرها، وأضاف النجم محمد صبحي أن الزعيم عادل إمام ظاهرة فنية وحدث فني لن يتكرر وأنه قدم العديد من الأعمال الفنية المميزة والتي سوف تبقي خالدة دائما في قلوب و عقول الجمهور فهو ممثل سينمائي من نوع خاص قدم 300 فيلم لكن أنا قدمت 22 فيلما.. هو ليس بالكم إنما أصولنا تقول إن ذلك يصنف فنان سينمائي".
وتابع: "لا يصح مقارنتي بعادل إمام في المسرح لأن الزعيم قدم 5 مسرحيات وأنه يقدم المسرحية لعشر سنوات.. أنا قدمت 32 مسرحية كلهم قفلتهم رغم مطالبتي بالاستمرارية كان الجمهور يقف على باب المسرح ومنهم مسرحية وجهة نظر قدمت 4 سنوات وماما أمريكا 5 سنوات لإلحاح الجمهور ورد "صبحي" على مشهد القبلة الذي أداه في أحد أفلامه مع الفنانة الراحلة هياتم، قائلاً: "يسترجعون الصورة وكأنها فضيحة كبرى.. الموضوع كان كوميديا، وأنا لست شيخًا ولا قسيسًا".
وتابع: "لو دا المنطق كنا أعدمنا كل إللي شفناهم في السينما.. السينما فيها قبلات وأحضان، وأنا لست ضدها.. هند رستم، الفنانة العظيمة، وشادية، وفاتن حمامة ،أدَّين مشاهد قبلات".
"على فكرة إحنا كنا ضد موجة أفلام المقاولات إللي انتشرت واعتمدت على هذا فقط.. وأنا بقول دائمًا إن السينما يجب أن تكون بحسب المناخ الموجود". وأجاب صبحي عن سؤال يتعلق برفضه أن يكون وزيرا للثقافة قائلا : إن مصر بها من المثقفين الأكثر علما من فنان مشهور لتولي منصب وزير الثقافة وأنا كفنان صانع للثقافة لا يجب أن يتحول لمسؤول يدير الثقافة.
وفى ختام الندوة تلقى الفنان محمد صبحي باقة من الزهور والتقط صورة تذكارية مع الفنان محمد رياض والفنانة القديرة سميرة عبد العزيز.
|