القاهرة 07 مايو 2024 الساعة 11:23 ص
كتبت: سماح عبد السلام
شهدت ورشة الزيتون عقد ندوة لمناقشة المجموعة القصصية "أول فيصل" للكاتب الدكتور أشرف الصباغ، فى لقاء أداره الشاعر شعبان يوسف وشارك فيه الكاتبة سلوى بكر، الناقد جمال مقار، الدكتورة فاطمة الصعيدى ومجدى نصار.
فى إطار إدارته للنقاش قال الشاعر شعبان يوسف إن الدكتور أشرف الصباغ يكتب ما يعرفه، وقد تميز فى نقل الواقع بحس سردى وفنى دون تكلف.. كما يستطيع أن يدس أخبار وقضايا داخل النص بشكل مقبول.
وفى قراءتها لمجموعة "أول فيصل" قالت الكاتبة سلوى بكر إن المنهج الذى يكتب به الصباغ هو منهج مهم فى الكتابة لأنه للوهلة الأولى تبدو قصص المجموعة وكأنها غير مترابطه رغم أنها مستمدة من واقع الحياة لكن الواقع غير ذلك. حيث إن هذه القصص تخصصت فى نقد مؤسسات الدولة. نحن نعيش فى دولة أُطلق عليها منذ عقود طويلة الدولة الحديثة ولكن مضمونها وأداؤها غير حداثى. إذن مضمون هذه القصص يلُضم فى مضمون واتجاه غير حداثى حيث الأداء الذى لا يرتبط بمفهوم المواطنة.
وأضافت: سنجد كذلك أنه فى مجمل القصص جموح اتجاه السخرية العميقة، كما أنها من الأعمال الجادة والتى تلبى احتياج حقيقى فى عالم الأدب والذى نفقده ضمن هذا الطوفان الهادر الذى يأتينا من المطابع تحت عنوان قصص وروايات.. وقد ذكرتنى هذه القصص بكتابات محمود السعدنى "الولد الشقى" حيث السخرية فى الإبداع التى تأتى من تناقض المواقف فى العمل.
بالنهاية نحن بإزاء مجموعة كاشفة تلقى الضوء على حياتنا وهذا هو الجانب المهم فى أى عمل إبداعى يدفعنتا إلى تأمل حياتنا.
ومن جانبه قال القاص مجدى نصار بأن أشرف الصباغ لديه موضوع وفكرة دائمًا فى كتاباته ربما تطغى على الذات، وقد قدم حوارًا عاميًا فى المجموعة كما اعتمد على كوميديا المفارقة.
أما الناقدة الدكتورة فاطمة الصعيدى فرأت أن الصباغ يقدم لنا معجمًا للأماكن، إذ قيل قديمًا إن الشعر ديوان العرب حيث يقدم أخبارهم وسيرهم ونحن الآن نجد السارد يقوم بالدور ذاته ويقدم لنا التاريخ. كما قدم أنماطًا كثيرة من المفارقات عن الفساد والعشوائية. كما أن جمال اللغة بهذه المجموعة يتجلى فى صدقها وأنه لا يقدم نقدًا لاذعًا أو مباشرا ولكنه يطرح صور من الحياة وجغرافيا الأماكن.
وفى قراءة أخيرة للناقد جمال مقار رأى أن المجموعة القصصية "أول فيصل" تتسم باللغة المتدفقة سريعة الإيقاع التى تشد القارئ بداية من القصة الأولى وحتى نهايتها، كدأب الكاتب فى إنتاجه القصصى السابق، كما تحل السخرية الواضحة والتى تمتد منذ سطر المطلع الأول حتى خاتمة القصة، هذه السخرية الواضحة النابعة من الموقف نفسه الذى يجعل الابتسامة لا تفارق شفتى القارئ طيلة القراءة وهو ما اتضح فى قصة راوتر، ونظرية الحمار وغيرهما من القصص..
كما تنحو بعض القصص إلى ما يشبة رسوم الكاريكاتير فتبالغ فى تصوير مكامن النقص وتضخم ملامحه مما يسهل معه فضح ما يتلبس الواقع المعيش من عبث وفساد وانحطاط مثلما هي الحال فى قصة "زائدة جلدية".
وأوضح أن القصة القصيرة عند أشرف الصباغ لا تعبأ بما أصبح من المسلمات، مثل التكثيف أو اللغة المكثفة، وفضلاً عن أن بعض القصص تميل إلى الإطناب أحيانًا بلا طائل خلف هذا الإسهاب. وهناك جد وطرافة بالقصص شكلاً وموضوعًا بحيث لا تجد لها مثيلاً سابقًا لتقيس عليه.
وأضيف لذلك تنوع البيئات والمستويات الاجتماعية أو التى تمارس الأبنية العلوية للمجتمع. كما قام باستخدام المونولوج الداخلى غير المباشر والذى يحكمه ويتحكم فيه راو واحد عليم، بينما يكاد الحوار أن يكون منعدمًا.
وبالتطبيق على نماذج من قصص المجموعة نجد فى قصة "راوتر" وهى قصة المفتتح تقدم لنا صورة ساخرة وبالطبع كاريكاتيرية لبعض ملامح التغيرات النفسية والاجتماعية الناتجة عن استخدامات تكنولوجيا الاتصالات الحديثة، وسنرى نموذجًا حيًا لاغتراب البشر الذين يعيشون داخل بوتقة صغيرة وهى الشقة وستتجسم أمامنا حالة الانفصال عن الواقع وانحصار الهم الإنسانى داخل الذات الفردية إلى درجة التقوقع.
|