القاهرة 27 نوفمبر 2023 الساعة 09:05 م
بقلم: محمد حسن الصيفي
البعض يقدم مبالغات كبيرة حول الكاتب وشخصيته وقدراته، البعض يصوره على إنه إله أو نصف إله، حتى أنني قرأت في مجلة أدبية متخصصة قبل سنوات عن كاتب يشرب خمسين قدحًا من القهوة في اليوم!
عشرات ومئات الأساطير والخرافات لتكوين صورة خيالية للكاتب، لمزاجه وأفكاره، للطرق التي يجلب منها نصوصه العظيمة، وفي النهاية تخرج الصورة مشوهة، مضحكة على طريقة الكاريكاتير في الصحافة قبل ضياع زمن الورق في غياهب النشر الإلكتروني..
المبالغات لا تفيد الكاتب ولا تجعل له هيبة، ولا تخدم فنياته، بل على العكس تمامًا.. المبالغات تضر الكاتب ومستقبل الكتابة عمومًا، وتشوه فكرة الكتابة لدى المتطلعين إليها في المستقبل القريب أو البعيد…
الكاتب شخص مثل ملايين البشر في كل مجتمع، يأكل، ويشرب، وينام، ويخاف، ويحب، ويكره، ويفلس، ويذهب للسينمات، ويأكل على عربة الفول، ويجلس على المقاهي الشعبية، ويشجع الأهلي والزمالك والمنتخب.. وتميزه ليس في شكله أو طقوسه أو أوهامه، تميزه في عقله..
في رأيي أعظم ما يمكن للكاتب أن يفعله، هو أن يكون إنسانًا في زمن عزت فيه الإنسانية، إنسان حقيقي وبسيط، وصاحب فكر يحترم نفسه من خلاله ويحترم جمهوره، دون أن يكون صاحب جناحات إو إمكانيات خارقة.. يكفيه فقط أن يكون إنسانا..
|