القاهرة 23 سبتمبر 2023 الساعة 07:23 م
كتبت: إيمان السباعي
ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي في دورته 39 التي تحمل اسم الفنان الدكتور أشرف زكي، قدم المهرجان العرض المسرحي "أما بعد" بطولة وإخراج مينا نبيل وتأليف أنس النيلي، وذلك على مسرح المعهد مساء أمس الجمعة 22 سبتمبر.
"أما بعد" ميلودراما تمزج في أحداثها بين الواقعي والفانتازي وتعرض فكرة أساسية عن الإنسان في مواجهة القدر وكيف يسهم اختياره والطريق الذي يريد أن يسلكه في تحديد مصيره، وتدور أحداث العرض حول علي الأخ الأكبر لمراد الذي ضحى بعشقه للموسيقى في سبيل رعايته بعد وفاة والديه ليتمكن مراد من دراسة وممارسة موهبته الفنية في النحت، وتنتقل بنا إلى قصة أخرى عن ليلى الفتاة التي تعشق الجيتار وتريد دراسة الموسيقى لكن والدها يجبرها على دراسة ما لا تحبه، وسط هذه الأحداث الواقعية تطل الفانتازيا بوجهها عبر "المكتبة" وهي مكان يستطيع الناس الذهاب إليه والسفر إلى المستقبل لمعرفة أقدارهم والعودة من جديد ليقرروا ما الطريق الذي يختارونه في الحياة. يصاب مراد بسرطان في المخ مما يلزمه إجراء جراحه ويسافر علي ليرى المستقبل فيكتشف أن الجراحة سوف تتسبب في عمى مراد لكنه يعود ويكذب عليه خوفًا من أن يموت مراد ويتركه وحيدًا وبعد الجراحة يفقد مراد بصره فتتوتر علاقة الأخوين وتحدث بينهما قطيعة ومع تطور الأحداث تلتقي ليلى بعلي ومراد بعد أن ذهبت إلى المستقبل وعادت لتترك بيت والدها وتغير مصيرها وتكتفي بالعزف على جيتارها في الشوارع متحررة من سلطة الأب. الموت يكون من نصيب مراد الذي لم يهرب من قدره بعد أن عاد إليه السرطان لكنه بفضل ليلى يكون قد اكتشف ذاته ونحت تماثيل عظيمة باستخدام نوع آخر من الرؤية والشعور رغم كونه أعمى.
بطل العرض مصطفى خطاب الذي تفاعل الجمهور مع أدائه شديد الإتقان والرهافة في دور الأخ علي وشخصيته المركبة الحائرة السجينة في دائرة الخوف والتي تتحرر في النهاية بعد ضياع ومعاناة كادت تفقده أخيه وحبيبته، له مسيرة طويلة في التمثيل المسرحي تجاوزت 10 سنوات قدم خلالها أكثر من 15 عرضًا مسرحيًا آخرهم "أما بعد" يتحدث عن المسرح ومفهومه وأهميته قائلًا:" أنا أحب المسرح ولي معه مسيرة طويلة، من خلال المسرح نستطيع التواصل مع الناس بفئاتهم وخلفياتهم الاجتماعية والثقافية المختلفة، المسرح أفكار ومشاعر وسهولة وصول رسالته إلى الجماهير يعتمد على نجاح العرض بعناصره المختلفة".
وعن تفاعل الجمهور مع العرض وخصوصًا دوره في العرض بالكثير من البكاء أكثر من الضحك وبسؤاله ألا يبتعد هذا عن طبيعة المسرح الذي يريده الناس كوميديًا أكثر؟
أجاب مصطفى: الشائع عن المسرح أن يكون كوميديًا أو "جايين نضحك وننبسط ونمشي"، لكن كثير من المسرحيات حتى الكوميدية حملت أفكارًا كبيرة أثرت في الناس.من خلال الضحك أو الدراما طالما استطعنا التواصل مع الناس وأيا كان القالب الذي نقدم من خلاله المسرح فأنا أراه وسيلة أنعم الله بها علينا لنتواصل معًا كبشر وبطريقة أعمق من الكلام المباشر".
وعن فكرة العرض الرئيسية قال: "هناك طبقات كثيرة من الأفكار في العرض تصل للمتلقي كل حسب ثقافته وقدرته على التلقي لكن الفكرة الأهم والأبسط للعرض هي أن طريقة تعاملك مع القدر هو ما يحدد أثره عليك".
العرض المسرحي أما بعد بطولة مصطفى خطاب- مينا نبيل- عزة حسان- عبد الباري سعد- رضوى إيهاب، ديكور محمود صلاح بيرو وملابس ناريمان الملاح والمخرج المنفذ رضوى جودة تأليف موسيقي وألحان ديفيد سمير.
جدير بالذكر أن مهرجان المسرح العربي في دورته ال 39 يشارك فيه ثمانية عروض ويُقام في الفترة من 20 سبتمر حتى 28 سبتمبر متضمنًا عد مسابقات هي: العروض والتأليف واللوحات التشكيلية والمقال النقدي والدعاية.
|