القاهرة 18 سبتمبر 2023 الساعة 06:12 م

كتب: مصطفى الهندي
وسط حفاوة بالغة من أهالي الإسكندرية، نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، أمس الأحد، لقاءً بقصر ثقافة الأنفوشي ضمن برنامج "العودة إلى الجذور" لتكريم الكاتب والسيناريست الكبير محمد السيد عيد، في لقاء أداره الشاعر جابر بسيوني.
بدأت الفعاليات بتقديم نبذة مختصرة عن نشأة الكاتب محمد السيد عيد في الإسكندرية وأهم الدرجات العلمية والجوائز التي حصل عليها، واتجاهه إلى الدراسات الإسلامية، وكذلك أهم المناصب الإدارية التي تقلدها، وأعماله الفنية التي قدمها للإذاعة والتليفزيون المصري والتي كان من أبرزها مقدمة ابن خلدون، شاطئ الخريف، ليالي ألف ليلة، حكايات بهية ولن أعيش في جلباب أبي.
وفي كلمته تحدث "عيد" عن رحلته خلال فترة الدراسة بدءا من المرحلة الابتدائية التي لم يكن بها أية وسيلة للرفاهية كما هو متاح في وقتنا الحالي، بل كان الكتاب المدرسي هو رفيق رحلة كفاحه في مرحلة الطفولة، كما تطرق للمرحلة الإعدادية وكيف اتجه لشراء الكتب القديمة والروايات العالمية، وكانت السينما هي المصدر الثاني للثقافة له بعد قراءة الكتب والروايات.
أما في المرحلة الثانوية فيقول "عيد": ظهرت في تلك الفترة مجلة "روائع المسرح العالمي" وكنت حريصا على شرائها من مصر وفي الخاص، وعقب الجامعة التحقت بالجيش المصري ونشرت أول عمل أدبي لي في مجلة "النصر" الخاصة بالقوات المسلحة.
أما عن عمله بالثقافة الجماهيرية فقال: بدأت من قصر ثقافة "الحرية"، وكنت حريصا على حضور ندوات نادي القصة المنعقدة يوم الاثنين من كل أسبوع، كما تحدث عن رحلته مع رفقاء الكفاح القاص رجب سعد السيد، والكاتب مصطفى نصر، وكيف التقى بهما واستمرت صداقتهم لمدة 55 عاما بدون أي خلافات.
وعن حياته في القاهرة قال: اتجهت إلى العاصمة وعملت ككاتب قصة، ثم عملت ككاتب نقدي، إلى أن التقيت بالمخرج مدحت زكي وهو من اكتشفني، وبدأت أعمل معه في الكتابة للدرام،ا فكتبت أول مسلسل عن "مقدمة ابن خلدون"، وكان هذا العمل بمثابة التحدي الأكبر بالنسبة لي لما يحمله هذا الكتاب من دراسات فلسفية، ولكني نجحت في كتابته في خلال 18 يوما بعد تشجيع الزملاء لي.
وتابع "عيد": اتجهت بعد ذلك إلى العمل بالتليفزيون وكتبت عدة مسلسلات أشهرها "الزيني بركات" المسلسل الذي كان أحد عوامل نجاحي كسيناريست، ثم اتجهت للكتابة في مجال المسرح فقمت بتأليف 9 كتب وعدد كبير من المقالات، هذا إلى جانب الكتب التي نشرتها في مجالي التاريخ والفلسفة، وأشهرها كتاب "في مواجهة التكفير" الذي ناقشت فيه الفكر التكفيري لدى سيد قطب وأتباعه.
وخلال اللقاء توجه الكاتب القدير مصطفى نصر بالتحية إلى السيدة الفاضلة حرم الكاتب الكبير التي ساندت "عيد" طوال رحلته الأدبية، وكيف كانت سببا في نجاحه إلى أن حصل على جائزة الدولة التشجيعية.
من جانبه تحدث الكاتب منير عتيبة عن ذكريات أول لقاء جمع بينه وبين السيد عيد بقصر ثقافة التذوق، وكذلك أبرز المواقف الحياتية التي شاهداها معا بعيدا عن علاقة العمل، مشيدا بتجربة عيد الرائدة في إنشاء لائحة نادي الأدب.
وفي كلماتهم أثنى كل من الأديب رشاد بلال، وأحمد درويش رئيس الإدارة المركزية لإقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، وعزت عطوان مدير عام فرع ثقافة الإسكندرية، على الإبداعات الأدبية لعيد وبراعته في الجمع بين العمل الإداري والعمل الفني، وأشار درويش إلى أن هذا التكريم ليس تكريما على المستوى الشخصي فقط بل يعد تكريماً لهيئة قصور الثقافة بأكملها.
واختتم اللقاء الذي شهده نخبة من الأدباء والشعراء والمثقفين بالإسكندرية، من أبرزهم لبني الطماوي مدير إدارة المسابقات والبرامج بالهيئة، د. منال يمني مدير الشئون الثقافية، بتكريم الكاتب الكبير بمنحه شهادة تقدير ودرع هيئة قصور الثقافة.. ليتوجه بعدها الشاعر جابر بسيوني بخالص الشكر للشاعر مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية على تكريم الرموز الثقافية من خلال برنامج "العودة إلى الجذور" الذي أطلقته هيئة قصور الثقافة وتنفذه الإدارة العامة للثقافة العامة بالتعاون مع إدارة الشئون الثقافية بفرع الإسكندرية بإقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، واعدا بأن يحل السيناريست الكبير ضيفا على نادي أدب الأنفوشي خلال شهر أكتوبر في لقاء مفتوح مع محبيه من جماهير الثغر.




|