القاهرة 23 اغسطس 2023 الساعة 11:49 ص
بقلم: أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد،،
مرت الأيام مجددًا وكتب الله لنا اللقاء، لا أخفي عنك أنه كان أسبوعًا حافلًا بالأحداث لا سيما المحبطة منها، رغم ذلك يظل وسط هذه العتمة والإحباط ضوء، وبقايا شعاع من الأمل يصلح ما أفسده الزمن!
لا أدري لماذا أثرت بي تلك الأحداث على هذا النحو، لماذا تركت أثرًا كبيرًا داخلي، ربما لأنه قد يكون أول احتكاك مباشر مع الحياة ووجهها الآخر، أو لأنه أول احتكاك مع هذه النوعيات من البشر!
ربما لطبيعتي المتفائلة، ومحاولة تجاهل وجود مصادر الإحباط التي اسمع عنها دومّا، فبقدر تفاؤلي كانت صدمتي! ليس فقط من وجود هذه النماذج بيننا قدر صدمتي من الوجه الحقيقي للحياة!
أتساءل هل كنت في قوقعة طيلة السنوات الماضية؟! أم أن الوضع أصبح مترديّا فبات الجيد بها ندرة والأكثر انتشارًا هو السيئ؟!
بكل الأحوال لا أظنني سأظل حبيسة هذه الحالة طويلًا.. لن أدع شيئا يفسد طمأنينتي، أو يمس سلامي النفسي.
عزيزي عمر خورشيد،،
يقال أن الطيور على أشكالها تقع!
ماذا لو كان هذا الطير بلبلًا صداحًا، وليس طائرًا عاديًا؟!
كلما ضاقت بي الدنيا أهرب إلى منقذتي الوحيدة "صديقة الممر"، وابنتها "حلا".. لم تعد "حلا" ابنتها فقط، وإنما ابنتي أيضًا.. أراها نسخة معدلة مني، نسخة أكثر وعيًا ونضجًا رغم حداثة سنها، أكثر تعقلًا وإقبالًا على الحياة، طموحة لديها حلم ما زالت تتمسك به، تواجه الجميع بصمود، وتكشف الوجه الآخر لمن يحيطون بنا بثبات وثقة وصدق..
يقال أن كل ما يُعرف لا ينبغي أن يقال!
أجدني ضد هذه المقولة، أحيانًا عندما نقول ما نعرفه نردع ما من شأنه أن يكون الأسوأ!
لذا عندما أراها أخبرها أني فخورة بها، وبجرأتها في المواجهة، وقدرتها على انتزاع حقها، بجانب مهارتها الشخصية.. حفظها الله لوالديها ولي.. أشكر الظروف التي قربتنا وجعلتنا معًا إلى الآن..
أنتهز هذه الفرصة واسمح لي أن أوجه لها تهنئة خاصة بعيد ميلادها الذي مر عليه يومين.. أتمنى لها أيامًا هادئة كلها نجاح وتميز وقرب مما تحب، وممن تحب..
عزيزي عمر خورشيد،،
اقترح عليّ موقع يوتيوب مقطعًا من فيلم "العاشقة" الذي قمت أنت ببطولته.. استمعت لعزفك الممتع، وقرأت التعليقات.. لا أخفي عنك فقد اكتشفت أن هناك إجماعا -عبر الأزمان وباختلاف الأجيال- أنك صاحب ابتسامة بريئة، وصاحب طله مميزة، بجانب أناملك الذهبية التي حولت الجيتار من آله غربية لآله شرقية، بل من آله وترية لآلة تعزف الطبلة! وهذا ما كان جليًا في عزفك في فيلم "العاشقة".!
ما لفت انتباهي أيضًا حرص محبيك على ختام يومهم بالاستماع لموسيقاك، والدعاء لك.. من شتى بلاد العالم وجنسياته..
حقًا المحبة لا تشترى!
لفت نظري حرصهم على الإلمام بتفاصيلك كافة، لا سيما مرقدك الأخير!
ما أجمل أن تترك أثرًا في القلوب حد حرص الآخرين من شتى الجنسيات على زيارتك، والتمتع بقربك على أي نحو كان..
عزيزي عمر خورشيد،،
قد تكون أسطورة موسيقية، لكنك على المستوى الإنساني لا تقل شهامة عن وضعك الموسيقي.. تعرفت عليك عن قرب خلال الفترة الماضية، وجدتك شابًا مقبلًا على الحياة، جذل العطاء، تتميز بأخلاق الفرسان، عاشق للعلم، مقرب من الجميع، مجتهد وتبحث عن التميز ولا تيأس من تكرار المحاولات، نموذج للشاب المصري الأصيل الذي نتمنى أن يوجد مثله الكثير.. نموذج للشاب الذي لديه حلم ويتمسك به ويأمل أن يصل للسحاب، ولا يكف عن التحليق ومحاولة الوصول لمبتغاه مهما كانت العقبات..
كلما استمتعت بلقاءاتك أكثر اكتشفت أغوار شخصيتك أكثر وأكثر.. لا أخفي عنك أني بعد انتهاء كل لقاء أحدق في السماء واحدث نفسي وأتساءل.. لماذا تركتنا مبكرًا على هذا النحو الدامي؟! ماذا لو كنت معنا حتى الآن؟!
قطعًا كنت ستغمر الكون بألحانك المتميزة والخالدة.. أرى أن كل لحن لك يصلح أن يكون قصة أو رواية.. فكم من قصص لم تجد من يوثقها أو يكتب عنها أنت بطلها أو جزء منها..
وهذا أجمل ما فيك، أنك جزء منا.. وجزء من وجداننا،
شريكنا الخفي في كل شيء، كونك البطل الجيد في رواية أحدهم، أو البطل في مشوار حياتنا أجمعين..
عزيزي عمر خورشيد،،
كن بخير، لأكتب لك.
|