القاهرة 23 اغسطس 2023 الساعة 11:47 ص
كتب: المحرر الثقافي
نظمت "المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم"، بالتعاون مع "مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية"، مؤتمراً تحت عنوان "مصر وروسيا.. ثمانون عامًا من الشراكة الاستراتيجية"، وذلك بمناسبة الذكرى الثمانين على العلاقات المصرية الروسية، وتحدث عدد من الخبراء المتخصصين في الشأن المصري والروسي، وتبادل الرؤى وعلاقات الأخوة والصداقة التاريخية بين البلدين.
وقد ناقش المؤتمر المحاور الآتية:
المحور الأول: مصر وروسيا .. تاريخ زاخر ومسار استراتيجي راسخ.
المحور الثاني: مصر وروسيا .. شراكة اقتصادية فاعلة.
المحور الثالث: التعاون المصري الروسي .. آفاق واعدة.
وعرض المؤتمر تاريخ العلاقات المصرية الروسية منذ ثمانين عامًا، عندما شرعت مصر وروسيا في تدشين علاقاتهما الدبلوماسية الرسمية، حيث شهد عام 1943 إنشاء أول سفارة مصرية في موسكو، وعلى الرغم من ذلك فعلاقات البلدين هي علاقات تاريخية ممتدة ومتواصلة بجذورها في أعماق التاريخ، لتصل إلى أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، منذ عصر الإمبراطورية الروسية القيصرية، تلك الفترة التي شهدت افتتاح أول قنصلية روسية في الإسكندرية، وهي الحقبة التي شهدت تعاونًا مصريًا روسيًا واسعًا، لا سيما على المستوى التجاري.
بدأ المؤتمر بعزف النشيد الوطني لجمهورية مصر العربية، وجمهورية روسيا الاتحادية، كما تم تكريم العالم الراحل الدكتور "حسين الشافعي" لما قدمه من دعم للعلاقات المصرية الروسية، وهو مؤسس "المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم "، وقد تسلم التكريم الاستاذ نبيل الشافعي.
وأشار الأستاذ "شادي حسين الشافعي" رئيس "المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم" إلى أن العلاقات بين مصر وروسيا تُعتبر متينة ومتجذرة، ونحن نحتفل بمرور ثمانين عاما على العلاقات بين البلدين، حيث تم عقد العديد من المحاضرات في هذا المؤتمر تلقي الضوء على العلاقات التاريخية بين البلدين، وکان الجانب الثقافي دائما مکونًا أساسيًا فيها، كما شهدت العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا نقلة نوعية بفضل الدعم الکبير الذي يقدمه الرئيسان عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين، وهذا الأمر الذي أصبح جسرا مهمًا لتوطيد العلاقات بين مصر وروسيا، ومحطة للتعاون بين البلدين، مما يسهم في توافق رؤى الدولتين، ولقد لعب العلماء والمثقفون المصريون دورًا مهمًا في تنمية العلاقات المصرية الروسية.
وأشار اللواء "حمدي لبيب" نائب رئيس "مؤسسة الحوار للدراسات والبحوث الإنسانية" إلى فخره بالمشاركة في ذكرى مرور ثمانين عامًا على العلاقات المصرية الروسية، وهذا المؤتمر الذي يؤكد على العلاقات التاريخية بين البلدين، ويعرض الرؤى والأفكار المثمرة التي تزيد من علاقات الصداقة بين البلدين.
وأوضح اللواء "طارق نصير" رئيس" المنتدى العالمي للدراسات المستقبلية"،أن المؤتمر يعمل علي تحقيق المصالح المصرية الروسية المشتركة، والتي أصبحت نموذجا للتعاون المشترك، كما يعد احتفالا يحمل شهادة للتاريخ لما حدث من علاقات مشتركة وصداقة واعدة بين البلدين، مؤكدًا أن المستقبل سيكون واعدًا بفضل الاهتمام بتطوير هذه العلاقات التاريخية.
وأكد السيد "يوري ماتفيف" القائم بأعمال "سفارة روسيا الاتحادية" في مصر، على سعادته بهذا المؤتمر وأنه جاء من مصر، وأن العلاقات المصرية والسوفيتية في عهد الرئيس الراحل عبد الناصر كانت صفحة ناصعة ومتميزة، حيث شاركت روسيا في التصنيع المصري، ونحن نشهد اليوم تعاونا جديدا في المجالات كافة تحت رعاية الرئيس "عبد الفتاح السيسي" والرئيس" فلاديمير بوتين"، فمن المقرر افتتاح المنطقة الصناعية في محور قناة السويس، وإنشاء شركة للصيانة الفنية لعربات السكك الحديد في ضواحي القاهرة، كما تظل روسيا أكبر مورد لتوريد الحبوب إلى مصر، وأشار إلى أن أهم عناصر الصداقة هو التعاون بين الشعوب.
كما أكد اللواء طارق المهدي رئيس المنتدى المصري للإعلام، على عمق العلاقات المصرية الروسية منذ المشاركة في بناء السد العالي، وأن روسيا لها دور مهم مع مصر، معتمدة في ذلك قوة الصداقة المشتركةبين البلدين.
وأوضحت الدكتورة "لاريسا إيفريموفا" نائب رئيس "جامعة روسيا للصداقة للشؤون الدولية"، باعتبارها ممثلة لأكبر جامعة في روسيا وجامعة الصداقة بين الشعوب، أن الجامعة خصصت منح لدارسة الطلاب المصريين، مؤكدة على أهمية التعاون في مجال التعليم بين الجانبين، مشيرة إلى التعاون في مجال التكنولوجيا، وعدد من المشروعات المهمة لإعداد كوادر اقتصادية، كما يهدف التعاون العلمي إلى إعداد كوادر علمية متميزة في مجال الطاقة.
وأشار السفير "محمد العرابي" وزير الخارجية الأسبق ورئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، إلى أننا بصدد مراجعة التاريخ ومعرفة الحاضر والتطلع للمستقبل، وأشاد بدور جامعة الصداقة والشعوب ووجودها في مصر، الأمر الذي يعطي تطورا كبيرا في العلاقات المصرية والروسية، مؤكدا على المواقف التاريخية التي وقفت خلالها روسيا بجانب مصر في العديد من المجالات.
وأوضح الدكتور "أحمد طاهر" رئيس مركز "الحوار" أن المركز مهتم بالعلاقات الاستراتيجية بين روسيا الاتحادية ومصر، ما تجلى في إطلاق برنامج للدراسات الروسية، وإصدار التقرير الروسي السنوي، بالتعاون مع "المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم"، هذا فضلًا عن إصدار كتاب يُقدم بالرصد والتحليل مسار ثمانين عامًا من التقارب المصري الروسي.
جدير بالذكر بأن "المؤسسة المصرية الروسية للثقافة والعلوم" قامت بدعم علاقات الصداقة بين البلدين، من خلال إصدار عددٍ من الكتب، تتضمن تاريخ علاقات التعاون الوثيق بين الدولتين المصرية والروسية في العديدمن المجالات، ومنها دراسات عن الأدب الروسي، ونشر وثائق عن الشيخ محمد عياد الطنطاوي أول معلم باللغة العربية في إمبراطورية روسيا.
|