القاهرة 23 اغسطس 2023 الساعة 11:40 ص
بقلم: محمد حسن الصيفي
كنت مسافرًا من خلال رحلة طويلة، كما هو المعتاد أجلس هادئًا مراقبًا لكل شيء حولي، "أنا بعشق الطريق" كما غنت نجاة، لذلك يشغلني كل ما هو على الطريق، خصوصًا البشر وتصرفاتهم وأفكارهم.
جلست، وقبل الجلوس كانت هناك عملية "اللي يحب النبي يزق"، واندفع الناس على الأتوبيس رغم أنها رحلة محجوزة مسبقًا وبأرقام للمقاعد، ورغم ذلك الجميع مندفع بدون هدف!
جلست، ولحظي غير السعيد جاء نصيبي في مجموعة من المراهقين، يرتدون القمصان نفسها ولديهم التسريحة نفسها، والإفيهات الأبيحة نفسها، والإيحاءات والكلام المبطن والفرهدة، والقيام والجلوس والأكل بنهم وشراهة، ثم لعب المعارك الحربية على الموبايلات معًا بصوت مرتفع، ثم مقاطع الفيسبوك السريعة ثم مقاطعه غير السريعة ثم الأفلام..
والرحلة طويلة والوقوف فيها متكرر بشكل إجباري، والوقت لا يمر، وأنا أتذكر كيف ربتني أمي رحمة الله عليها، وقوائم الصح والغلط، والعيب، وكيف لمرة وحيدة وأنا طفل صغير رددت لفظًا سمعته من الأطفال في الشارع، فوبختني وكانت المرة الأولى والأخيرة..
أتذكر أشياء كثيرة، أتذكر أمي لأنها أوحشتني بقدر هائل ومرعب، وأدعو لها على ما فعلته معي، وتفاصيل عملية تربية وتهذيب طويلة ومستمرة وشاقة، وأدعو آباء وأمهات هذا الزمان أن يرزقهم الله نور البصيرة والوقت والجهد والاتساع والتفكير المناسب لتربية أجيال من الصعب التعامل معها!
|