القاهرة 12 اغسطس 2023 الساعة 01:01 م

بقلم: محمد حسن الصيفي
دائمًا ما تجد بعض الكٌتّاب يُحدثُك عن الجوائز، هي شغله الشاغل، يعيش على أحلام الفوز بالجنيهات والدراهم والدولارات، يكتب من أجلها ويقوم بالتفصيل والتدكيك بلغة الترزية، يتحدث عن فتح باب التقديم للجائزة الفلانية وإغلاق باب التقديم للعلانية، ولديه مصادر غريبة عن الجوائز، يعرف لجانها، ودهاليزها وطرق الولوج إليها ولا مانع إن امتلك القدرة أن يحيك مؤامرة للظفر بها.
أحدهم قابلته مرة فقال في التعارف أنه حاصل على جائزة كذا وكذا وفلان وعلان وسيد وفتحية وقائمة طويلة من أسماء لأشخاص وجوائز لم أسمع عنها يومًا في حياتي وما أنزل الله بها من سلطان، والمحصلة النهائية؟!
انتهى به الأمر بتقديم محتوى كوميدي هزيل ورخيص لا يُضحك أحدًا على اليوتيوب.. وكله يهون من أجل عيون الجنيه
الحقيقة أن الكاتب في بلادنا يعاني أشد المعاناة، وهو في احتياج دائم، وهو معذور في احتياجه، لكنه ليس معذورًا أبدًا في ابتذاله أو امتهان كرامته أو كتابته من أجل جوائز تحوم حول أغلبها الشكوك
ثم إني أجد نفسي مجبرًا على أن أطرح سؤالاً يبدو مهمًا، ماذا تبقى لهذا الكاتب بعد الركض المستمر خلف الجوائز، ماذا تبقى له من أفكار وقضايا وشجاعة وجرأة؟!
إنه يخاف من هذا وتلك، ومن القضية الفلانية ومن الفكرة العلانية، يحاول أن يكتسب رضا وتشجيع وتأييد الجميع، فماذا يتبقى له بعد كل هذه البهلوانية والمشي على الحبل، ماذا يتبقى له من نفسه وعقله ومهنته!
|