القاهرة 31 يوليو 2023 الساعة 06:06 م
كتبت: رابعة الختام
في ندوته بنقابة الصحفيين استضاف الصالون الثقافي عدة شخصيات مهمة في وزارة الآثار لشرح المسارات الدينية الأثرية، وسعي الدولة لتنشيط السياحة المصرية الدينية من خلال الترويج لبرنامج سياحي وازن عن مسار رحلة العائلة المقدسة، وأهم مزارات توقف السيدة مريم البتول بالسيد المسيح خلال رحلة هروبها به من بطش الملك هيرودس، إضافة إلى مسار آل البيت وأهم مساجدهم، وأدار الندوة الكاتب الصحفى محمود الشيخ مدير الصالون والكاتب الصحفى سعيد جمال الدين سرحان، رئيس شعبة الصحافة السياحية بنقابة الصحفيين.
حضر الندوة عدد كبير من رجال الكنيسة المصرية، والباحثين والمتخصصين والإعلاميين والصحفيين وخبراء السياحة فضلًا عن الطلبة بكليات السياحة والفنادق بأقسامها المختلفة، وكليات الآثار بالجامعات المصرية، حيث اكتظت قاعة محمد حسنين هيكل بنقابة الصحفيين بعدد كبير من الحضور الحريصين على التزود بالمعلومات الدقيقية حول المسارات الدينية الإسلامية والمسيحية.
وفي كلمته شرح الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف، مساعد وزير الآثار السابق، وعميد كلية السياحة والفنادق جامعة المنصورة، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار الأسبق، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، شرح مسار رحلة السيدة مريم البتول ورحلة الهروب من بيت لحم في فلسطين بسبب اضطهاد هيرودس، حيث سارت العائلة المقدسة من بيت لحم إلى غزة حتى محمية الزرانيق (الفلوسيات) غرب العريش بـ37 كم، ودخلت مصر عن طريق صحراء سيناء من الناحية الشمالية من جهه الفرما (بلوزيوم) الواقعة بين مدينتى العريش وبورسعيد.
ودخلت العائلة المقدسة مدينة تل بسطا "بسطة" بالقرب من مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية التي تبعد عن مدينة القاهرة بنحو 100 كم من الشمال الشرقي، وكانت المدينة مليئة بالأوثان وعند دخول العائلة المقدسة المدينة سقطت الأوثان على الأرض فأساء أهلها معاملة العائلة المقدسة فتركت العائلة المقدسة تلك المدينة وتوجهت نحو الجنوب.
ويذكر أن الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف، هو الذي أشرف على كتاب رحلة مسار العائلة المقدسة وهو أحد الكتب المهمة الذي تم ترجمته إلى أكثر من ثماني لغات عالمية، فضلًا عن كونه صاحب فكرة تسجيل الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، والأثار ذات المرجعية الدينية كافة، أسوة بما تم مع الآثار المصرية القديمة بحضاراتها المختلفة، حفاظًا عليها وحمايتها من محاولات التهريب.
• ثراء الحضارة المصرية:
وكشف عبداللطيف النقاب عن ثراء الحضارة المصرية بكنوز العائلة المقدسة وآل البيت، قائلاً: مصر دولة عظيمة أثرياً وهذه من نعم الله عليها، فهي البلد الوحيد في العالم الغنية بآثار تغطي كل الحقب التاريخية، منذ حضارة ما قبل التاريخ وصولاً للعصر الحديث، كما أن 90% من محافظات مصر علي أرضها آثار من كل العصور، أهمها محافظة المنيا.
كما وصف المسارات الدينية الآثرية بأنها عصا موسى لتنشيط السياحة المصرية، وتلك المسارات شملت رحلة العائلة المقدسة وطريق الحج الإسلامي ومساجد آل البيت، والتجلى الأعظم فى سيناء، ومعجزة جبل الطور حين كلم الله سيدنا موسى.
وأشار عبداللطيف إلى أن المسارات الدينية تمثل مرجعية ثقافية وسياحية يمكن إستغلالها للترويج وتنمية أماكن المسار حضارياً وتطويرها للإستفادة منها في الترويج السياحي.
• الحج المسيحي:
واستفاض بشرح الخطوات المهمة في هذا الأمر وعلى رأسها ما تم في أكتوبر 2017، حيث تم اعتماد المسار من بابا الفاتيكان ضمن مسار الحج المسيحي حول العالم، وهي خطوة مهمة جداً، وأشاد بدور البابا تواضروس في تفهمه لكل نقاط مشروع تطوير مسار العائلة المقدسة وتشجيعه لما تم إنجازه دعماً لهذا المشروع المهم.
• محمل الكسوة الشريفة:
واشار إلى أهمية تاريخ ومسار محمل الكسوة الشريفة، إضافة إلى طريق الحج الإسلامي، موضحاً أن شجرة الدر هي التي بدأت بعمل كسوة الكعبة وجعلت إرسالها كل عام سنة 648 م / 1250 م، وظلت مصر ترسل كسوة الكعبة إلي المملكة العربية السعودية حتي عام 1962م، حيث إحتفال دوران المحمل"موكب محمل الكسوة الشريفة"، منذ عصر الظاهر بيبرس، وكان حدثا مهما ظل موضع إهتمام سلاطين وملوك مصر من أيام المماليك حتي الملك فاروق.
مستطرداً: كثرة ذكر مصر في القرآن والسنة كان من الدوافع الرئيسية لآل البيت للمجيئ إلي مصر، لفظة آل البيت يتم إطلاقها علي كل الأشخاص من نسل فاطمة الزهراء بنت محمد وعلي بن أبي طالب، وهما الحسن والحسين وزينب.
مضيفاً: رحلة آل البيت لمصر واحدة من أكثر الرحلات التي تدعو للفخر، حيث شهدت مصر نورا وبركة لم تشهدها من قبل، حينما هاجر إليها عدد كبير من آل بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كي يأمنوا فيها بعد تعرضهم للمضايقات والاذى، عاشوا بها، وبعضهم دفنت أجسادهم فيها.
جديراً بالملاحظة أن طول المسار حوالي 2 كم في القاهرة، يضم عدة شوارع وعدة مواقع أثرية، منها مسجد السيدة زينب ومسجد أحمد بن طولون وقبة فاطمة خاتون وصولاً لمسجد السيدة نفيسة، وفي هذا الإطار تمت عدة أعمال تطوير وترميم، أبرزها رفع كفاءة شارع الأشراف والإرتقاء به على غرار تطوير شارع المعز، خاصة رفع كفاءة الشارع والترويج للأنشطة السياحية.
• التجلي الأعظم:
عن مشروع مدينة التجلي الأعظم بسانت كاترين بسيناء، قال عبداللطيف: يتسق المشروع مع مكانة البقعة المقدسة الفريدة من أرض مصر، حيث تعمل الدولة على وضع رؤية متكاملة للترويج لسانت كاترين كمقصد للسياحة العالمية، لإنشاء مزار روحاني على الجبال المحيطة بالوادي المقدس، مع مراعاة تحسين البيئة العمرانية بالمدينة، وستوفر العديد من الفرص الإستثمارية وفرص العمل المختلفة.
وكان من أبرز وجوه الحاضرين بالندوة، المستشار عدلي حسين محافظ القليوبية الأسبق ورئيس إئتلاف مسار العائلة المقدسة، والدكتورة منى زكي أستاذ التخطيط الإستراتيجي بالجامعة الأمريكية، والدكتور أحمد الشحات إستشاري الأمن الإقليمي والدولي، وعدد كبير من الكتاب الصحفيين المهتمين بالشأن الأثري والثقافي.
وفي مداخلته ثمن المستشار عدلي حسين جهود الدولة في هذا الصدد، واهتمامها بكافة مناطق المسارات الدينية لوضعها على رأس البرامج السياحية للوفود الأجنبية في إطار السياحة الدينية المصرية، وأثرى المستشار الندوة برؤيته الفارقة نحو الإستفادة القصوى بما تنعم به مصر من مزارات وآثار تمتد لحقب دينية وتاريخية هامة.
|