القاهرة 28 مايو 2023 الساعة 03:27 م

بقلم: أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد،،
مرت الأيام مجددا وجئتك بلهفة المحبوب للقاء حبيبته!
لا أخفي عليك أني بدأت في التحسن والتعافي، وهذا لو تعلم لأمر عظيم.. ربما رؤية أمي في المنام كان لها أكبر الأثر في تحسن حالتي النفسية، فقد بددت سحب الاشتياق التي اتخذت صفة أبدية.. يكفيني أني لامست جسدها في المنام ليروي شوقي اللا محدود لها.!
أدعو الله ألا تنقطع زيارتها عني، لأني في أمس الحاجة إليها.. رحمها الله، ورحم كل عزيز وغال ترك دنيانا واستقر في رحابه..
عزيزي عمر خورشيد،،
عندما أمعن النظر حولي أجد بقع ضوء، رؤيتها كافية أن تطمئن أي روح هائمة أو حائرة، مجرد وجودها قادر على تبديد ظلام اليأس وسحب الإحباط التي تتصدر المشهد كل لحظة..
مجرد وجود أشخاص، نماذج شبابية سارت خلف شغفها وحققت أحلامها رغم حداثة سنها، أمر جميل قادر أن يمدنا بالأمل، وقادر أن يعطينا جرعة تفاؤل أن ما تربينا عليه من مبادئ وقيم حق، وليس كلاما للاستهلاك المحلي، أو مسكنات وقتيه بلغة الأجيال الجديدة.!
منذ عدة أيام جاءني ابني يخبرني بوجه باسم مشرق: اليوم يوم مميز!
تساءلت: هل لأنك ودعت عاما دراسيا؟!
أجاب: لا.! اليوم يوم مولد أفضل شخص عرفته في حياتي، أكبر موهبة رأيتها في عالم الفروسية، قدوتي "كابتن نور".!
أصابتني عدوى السعادة ليس لأن اليوم مميز فحسب، لكن لكون ابني وزملائه لديهم نموذج مشرف يقاربهم سناً، قدوة بالمعنى الحرفي للكلمة، كل من يعرفه يختتم حديثه انه يتمنى أن يكون ابنه مثله، مثال للرياضي المجد الخلوق المهذب ذو الوجه البشوش.. هذا النور لا يتحدث كثيرًا لكنه يعمل كثيرًا.. أدرك أن الوصول للنجاح سهل، لكن المحافظة عليه هو الأصعب على الإطلاق، كونه بطل دولي، لم يجعله يتفاخر أو يتكبر على هذا وذاك ولا أن ينساق وراء ملهيات الحياة المختلفة، لذا يظل قدوة يستحق مكانته، كما يستحق حب الناس له.. نموذج أثبت وجوده وتأثيره في زمن السوشيال الميديا وعالم التريند.. له تأثير على الأرض وسط المجتمع وليس خلف الشاشة بتكاسل..
أتمنى أن يكون هناك العديد من هؤلاء، ممن بطباعهم وخصالهم الجيدة يتركون نورا في النفوس لا ولن يزول..!!
عزيزي عمر خورشيد،،
أشار إليّ العديد من الأصدقاء في مقطع فيديو كنت أنت بطله، حيث تقف بقامتك الممشوقة تحتضن جيتارك وسط المسرح في إحدى السهرات، يحاورك بخفة ظل الفنان عبد المنعم إبراهيم، يمازحك بلطف، أجدك تضحك بسعادة فتضيء ابتسامك قلوبنا.. ثم تعزف بحرفية مختلف التقسيمات: رومانسي، وشرقي، وغربي، وجاز، وما شابه.!
لا اخفي عليك أني أعدت المقطع مرارًا، وتساءلت ألهذا الحد كانت الموسيقى هي السبب الوحيد في إسعادك؟! من النادر أن أجدك تضحك بهذا الشكل العفوي والصدق الكامل.! ربما لأنك كنت سعيدا حقاً، فالسعادة وحدها تضيء ملامحنا وترمم أرواحنا الحزينة..
عزيزي عمر خورشيد،،
استمتعت لأغنية لكاظم الساهر يقول فيها "سيستدير كخاتم في إصبعي ويشب نارا لو رأى شخصا معي.!
سترونه بيدي أضعف من ضعيف"!
تعجبت إن شئت الحقيقة.. هل يستحق الأمر كل هذا التحدي؟! لسنا في مباراة أو منافسة، لابد أن يخرج أحدنا فائزاً.! أراه تلاعبًا جديدًا، محاولة لكسب تعاطف الآخرين، محاولة لإثبات أنني الأقوى، أنا المتحكم بزمام الأمور وحقيقة الأمر أنني اضعف ما يكون.! أفعل ما أفعل بدافع الخوف.! الخوف من الفشل.! والخوف من المستقبل، والخوف من الفقد، ومن الخذلان.!
كل هذا الخوف، كل هذا التظاهر بالثبات والجمود، يؤدي لمزيد من التخبط، وبالتبعية للكثير من العثرات ثم الفراق..!
فجأة.. يجد الجميع نفسه خاسر.!
راقه دور الضحية، وراقها دور المستبدة، وما بين هذا وذاك نتأرجح ونشعر بالطرب.. حقيقة الأمر أن كل ما نعيشه حالة، تحاول أن تستمر، أن تعيش، أن تدوم، لكن ضعفنا وزيفنا يهدم كل شيء.!
عزيزي عمر خورشيد،،
مازالت أرى أنك رمز الرومانسية الوحيد في هذا الكون والأكوان الموازية..
كن بخير .. لأكتب لك مجددا.
|