القاهرة 14 مايو 2023 الساعة 04:31 م

بقلم: أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد..
مرت الأيام والتقينا، حدث العديد من الأشياء المبهجة خلال الأيام الماضية أتوقف أمامها وأتساءل لماذا حدثت؟!.
قابلت مجموعة من الأصدقاء والصديقات ممن فرقتنا الأيام ولسنوات، جمعتنا الصدفة بعد أن فرقتنا المسافات.. صدف عديدة مختلفة جمعتني برفاق الدراسة والجامعة والجيران.. المدهش أن لقاءاتنا جاءت عفوية تماما، ودون ترتيب، رغم ذلك تظل مبهجة على الأقل من جانبي.. توقعت أن أرى السعادة في أعينهم مثلما رأوها في عيني، لكنه لم يحدث!
لفت نظري سؤال طرحته إحدى الصديقات، سمعت كلماته بنبرة ضيق.. من الجيد أنك وجدت ما تحبين أو حققت حلمك؟!
لم أسألها: وما الذي يعيق تحقيق حلمك ربما لاحقا، أباغتها بالسؤال قطعا لن تكون المرة الأخيرة التي نتقابل بها.. لا أخفى عليك راقني كوني المتميزة فيهم، لم أقف مكاني وعبرت السنوات بجانبي، وإنما عبرت السنوات بجانبي ومازلت أسابقها.. فالأحلام لا نهاية لها إن شئت الحقيقية.
عزيزي عمر خورشيد..
يبدو أن لقاءاتنا الرياضية ستتكرر بفضل الساحرة المستديرة، تابعت مباراة الأهلي والترجي التونسي في نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا.. أجمل ما في المباراة هو وجود اللاعب التونسي الشاب على معلول.. أحبته الأجيال الجديدة جميعها بل كل مشجعي كرة القدم، يروقهم استبساله وحبه وإخلاصه لفريقه، يحبونه كما نحب الخطيب..
أخبرني ابني -المعجب الأول به والمتحيز الأكبر له على طول الخط- أنه جاءته عروض احتراف في نوادي أجنبية لكنه رفضهم جميعا وقبل عرض الانضمام للنادي الأهلي، بناء على رغبة والدته التي تعلم أن حلمه أن يكون شخصًا مؤثرا في المجتمع، وشخص لا ينسى مهما مرت الأيام والسنوات.
نصحته والدته بالانضمام للنادي الأهلي، مؤكدة أنه إذا أراد أن يصبح أسطورة وأن يصنع تاريخًا لا ينسى، وأن يكون مشهورًا فكل ما عليه هو القدوم لمصر.. استمع لنصيحتها وحقق ما طمح إليه..
من الجيد أن يكون لديك هدف، ورسالة، وحلم، والأجمل أن تجد من يدعمك فيه وأن يوجهك للطريق الصحيح..
أخبرني أحدهم أنه يعيش بلا رسالة أو هدف!
مؤسف حقا أن تشعر بذلك رغم أنك ما زالت تتمتع بالصحة، ولديك المزيد من العمر والوقت لاكتشاف ذاتك وما تحب!
عزيزي عمر خورشيد..
عندما أرى كلمة الحب تقفز أمامي ذكرى أيام جميلة مضت.. أيام ترتبط بأغاني ميادة الحناوي.. تأخذني في جولة للماضي، أرى أمي تقف في المطبخ تطهو لنا الطعام، أكاد أشم رائحة ما تطهوه بحب وهي تستمع بحب لأجمل أغاني الحب والمسجل يعيد أغانيها الرائعة المشبعة بالحنين والغارقة في العذوبة.. لا سيما وموسيقاها التي تذيب القلوب.. أسمعها بقلبي وهي تقول "كدبة كدبة حبك أحلى كدبة بعتهالي الزمان".. أتساءل هل يمكن أن يبتلينا الزمان بحب نراه كذبة ورغم ذلك نعتبره أحلى ما مر بحياتنا؟!
لا أظن إن شئت الحقيقة.. فهناك أمور لا مواربة بها، حيث لا مكان للرمادية بها.. أما معك أو لا، ومن هذه الأمور الحب.!! إما حب أو عبث.! إما حب حقيقي، يعيش ويصمد أمام كل شيء، أو تلاعب أو أي كان المسمى فلا مبرر للجفاء والبعد والإهمال والتخلي سوى ذلك..
في كل الأحوال أحدثك عن الحب لأني اكتشفت أنه بدون الحب لا يمكن أن نعيش، لأنه يلون حياتنا.. يشرق ملامحنا..
عبث مؤسس موقع فيسبوك بالإعدادات الخاصة بالموقع، مما أوقع العديد في الفخ! فهناك من يراقب بصمت من يحب، وهناك من اختلف مع من يحب وألغى صداقاته، وهناك من يحب من طرف واحد، وهناك من يحب ويخجل من التصريح بالحب.. جاء التحديث فاضحاً لكل هؤلاء!
كل من اعتاد زيارة هؤلاء أرسل إليهم طلبات صداقة بشكل آلي، رغما عنهم لمجرد أنك زرت صفحته الشخصية! رغم أن الموقف كوميدي وتعاطى معه الجميع بشكل مرح، إلا أنني توقفت أمام هؤلاء وتساءلت: لماذا تقف مكانك أيها المعجب وأيتها المعجبة؟! ماذا تنتظرون؟ العمر يمر والوقت يمر ومن نحب لن ينتظرنا للأبد.. كن شجاعا وتقدم واقبل الهزيمة.. أو النصر.. على الأقل ستعرف الحقيقة.. ستعرف مكانتك، وستوفر وقتك ومشاعرك التي تهدرها هباء دون علم الطرف الآخر.. كن شجاعا وتقدم وواجه، وتحمل النتيجة، كن راضيا حتى لا تظل طيلة حياتك تعيش على أمل كاذب، أو تعيش نادما لأنك لم تكن جريئا.. وقت لا ينفع الندم.
عزيزي عمر خورشيد..
شاهدت الأغنية النادرة "صاحبي يا مسكين".. رأيتك تقف بجوار المطرب على المسرح محتضنا جيتارك وتعزف، لكنك كنت شاردا حزينا..
قرأت التعليقات.. أجمعوا أن داخلك حزن وألم، ربما وجع تحاول إخفاءه خلف نغماتك وأوتار جيتارك دون جدوى..
عزيزي عمر خورشيد،،
يبدو أن اللحن الوحيد السعيد هو لحنك الملحمي، لحن رصاصتك الذي أحب، أراه راقصا مفعما بالحب والحياة والنصر..
أخيرا.. كن بخير لأكتب لك.
|