القاهرة 06 مارس 2023 الساعة 07:20 م

كتبت: نهاد إسماعيل المدني
أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، ضمن إصدارات سلسلة التراث الحضاري، كتاب "تاريخ الرهاوي المجهول" دراسة الدكتور محمد عبد الخالق عبد المولى، حيث يعد تاريخ الرهاوي واحدا من أهم كتب التراث المسيحي العربي والسرياني الذي أغفله معظم الدارسين والباحثين، فلم تُسَلَّط عليه الأضواء ولم يُنظر إلى مؤلفات هذا التراث بعين الاعتبار مع أنها تعد من المصادر المهمة التي لا يمكن الاستغناء عنها في دراسة تاريخنا الإسلامي والمسيحي في مصر وبلاد الشام بل وفي غيرها أيضا، وخاصة دراسة الأحوال الاجتماعية والسياسية والثقافية للمسيحيين في ظل حكم الدولتين البيزنطية والإسلامية، والحملات الصليبية والغزو المغولي للبلاد الإسلامية، وغيرها من الموضوعات المهمة في تاريخنا الإسلامي والمسيحي؛ فكان لابد من نفض الغبار عن هؤلاء المؤرخين المسيحيين وتسليط الأضواء على إسهاماتهم التاريخية ودراستها دراسة موضوعية تكشف ما بها من صدق أو زيف.
وتميل المصادر التاريخية المسيحية في معظم الأحيان إلى أن تخص أخبار الكنيسة والمجتمع المسيحي بأعظم قسط من عنايتها، فإنها تُعَدُّ دائما مصادر عظيمة القيمة لتواريخ العصور التي عنيت بها، وتمتاز هذه المصادر بميزة خاصة، هي أنها تعنى عناية فائقة بتاريخ الدولة البيزنطية، وتفيض في تتبع أخبارها وعلائقها بالأمم الإسلامية إفاضة دقيقة ممتعة، وهذه ناحية لم تخصها الرواية الإسلامية دائما بما يجب من عناية، بل تعتمد غالبًا في تناولها على هذه الروايات المسيحية، ومثال ذلك أن المسعودي وابن خلدون يعتمدان على المنبجي في معظم ما كتباه عن أخبار الدولة الرومانية والدولة الشرقية (البيزنطية).
|