القاهرة 04 فبراير 2023 الساعة 12:13 م

كتبت: نهاد إسماعيل المدني
ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 54، أقيمت بقاعة صلاح جاهين ندوة بعنوان "كامل كيلاني من الاقتباس إلى التأليف"، أدارها الكاتب محمد عبدالظاهر المطارقي، وشارك بها كل من الكاتبة آلاء الأطرش، والكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، والسيناريست وليد كمال.
واستهلت الندوة بحديث الباحثة آلاء الأطرش عن الجوانب المختلفة التي تضمنتها كتابات رائد أدب الطفل كامل كيلاني، حيث قالت: إن "كيلاني" هو الأب الشرعي لأدب الطفل، فقد قدم للطفل قصصًا دينية وعالمية وجغرافية واقتبس وعرّب عددا من الأساطير المختلفة والقصص العالمية، عبر قصص مؤلفة ومترجمة، حيث شكلها ببصمة عربية ووجهها لمراحل عمرية مختلفة تبدأ من رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية.
وأشارت الأطرش إلى أن كتابات "كيلاني" ضمت جوانب ثلاثة هي الجانب اللغوي، والجانب الخلقي والمعنوي، والجانب الموضوعي:
على مستوى اللغة كان يحاول إدخال الكلمات الفصحى البسيطة إلى القصص لتكون جزءًا من ذخيرة الطفل اللغوية، فضلًا عن أنه كان يستخدم التكرار والإعادة في القصة الواحدة حتى يستوعبها الطفل، ويقوم بتشكيل الكلمات لأنه كان يريد أن يتعلم الطفل النطق الصحيح للكلمات، والتدرج بالثروة اللغوية للطفل.
وتابعت: "كما فتح كيلاني للطفل نافذة على العالم بأسره بعرضه لثقافات الشعوب المختلفة، وهذا هو الجانب الموضوعي في كتاباته التي ضمت القصص الأسطورية والتاريخية والجغرافية، فحرص على تعليم الأطفال التفكير المنظم في إطار قصصي".
أما الجانب الخلقي والمعنوي في كتابة كيلاني للطفل، فقد كان يضع الخير والشر دومًا في صراع بالقصة، ليعرف الطفل على الجوانب المختلفة في الحياة، فضلًا عن أنه كان يحارب الكتابة بالعامية، ويؤمن بأنه ينبغي الكتابة بالفصحى حتى لا تكون الكتابة محلية، ولكي يحقق العمل الخلود.
واستكمل الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف الندوة الحديث قائلا: "إن كاتب الأطفال الراحل كامل كيلاني تميز وظهر في وقت مهم من تاريخ مصر، فحينما كان الكتاب يحلمون بمستقبلهم، كان كامل كيلاني يفكر في التميز بالكتابة للأطفال، وفي عشرينيات القرن الماضي بدأ مشروعًا متكاملًا في ثقافة الطفل، وفي تلك الفترة التي شهدت ازدهارًا ثقافيًا في مصر، أنشأ كيلاني مكتبة في باب اللوق لبيع الكتب الخاصة بالطفل، وكتب أكثر من 200 كتاب لمراحل عمرية متنوعة، فضلًا عن ذلك كان أول مذيع يقدم برنامجًا للأطفال، وهو الذي سبق الكثيرين ممن قدموا عدة برامج للأطفال في الإذاعة المصرية".
وأشار ناصف إلى أن ثمة أسلوب في التعامل مع كتابات الأطفال باعتبارها غير مهمة أو خفيفة، رغم أن كاتب الطفل يشكل وجدان الشعب والوطن، وهذا ما أدركه كامل كيلاني في وقت مبكر الذي كرس حياته لهذه الفكرة وهذا المشروع.
وقدم ناصف الشكر لهيئة الكتاب ودار المعارف لقيامهما بإعادة طباعة أعمال الكاتب الكبير كامل كيلاني، الذي ترجمت كل أعماله إلى لغات أخرى، كما أن دولًا عدة تهتم بأعمال كيلاني بدرجة كبيرة.
وأشار الكاتب وليد كمال أن اختيار رائد أدب الطفل الراحل كامل كيلاني شخصية المعرض يعد إنجازا كبيرا لأدب الأطفال في مصر، لأن هذا النوع من الكتابة لا ينال حقه من الاهتمام أو التقدير؛ وبالتالي فهو اختيار يقدم جائزة لكل من يكتب في هذا المجال، وأضاف أن الكاتب الراحل كان هو المستكشف والمؤسس لأدب الأطفال فلم يسبقه أحد في هذا، ومن ثم فقد مهد الطريق لمن جاء بعده من كتاب أدب الطفل، موضحا: "كان كامل كيلاني يعمل بمنطق تأسيسي وليس فرديا، فقد بدأ من الصفر وبالتالي فقد اعتمد على الاقتباس من مصادر مختلفة ولكن بطريقة مبتكرة.
وأكمل: "نهل كامل كيلاني من مصادر التراث والأساطير والثقافة الأجنبية، فلم يكن الاقتباس عنده استسهالا وإنما ابتكار، ففي اقتباسه من ألف ليلة وليلة التي اعتمد عليها بشكل موسع نجده قد اقتبس منها ولكن بوعي وتكثيف مبتكر وتكيف، كما كانت له نشأة دينية معتدلة، وكان يعقد ندوة بمنزله يحضرها أحمد زكي أبو شادي وأحمد شوقي وبعض علماء الأزهر، وبالتالي فحينما كان يقتبس من أي مصدر فإنه كان ينقحه بما يلائم الطفل والقيم الدينية المعتدلة".
|