القاهرة 01 فبراير 2023 الساعة 09:08 م
حاورته: إيمان السباعي
* المؤلّفات التي كُتبت عن المعري معظمها عن شعره وعن رسالة الغفران.
* اختيار واسيني كان سببه قلة الدراسات الخاصة بأعماله في مصر ورغبتي في تناول الحرب في الرواية الحديثة
*أعمل على روايتس الأولى بعد توقف عن الكتابة الأدبية.
_عرفنا القاص السكندري محمد أبو عوف في مستهل حياته الأدبية بمجموعة قصصية صدرت عام 2011 "شبورة في وسط الطريق".. وانتظرنا كتابه القصصي الثاني لكن مسارات اختياره وِجهتها صارت إلى الدراسة الأكاديمية.. هل هناك تعارض بين المسارين أدى إلى توقف عن الكتابة الأدبية؟
ليس هناك تعارض بين الكتابة الأدبية والأبحاث الأكاديمية لكن المشكلة تكمن دائمًا في الوقت، البحث الأدبي والنقدي يأخذ من الوقت والتفكير بشكل يصعب معه العودة للكتابة الأدبية، لكن بعد الانتهاء من الدكتوراه عدت إلى نصوصي القديمة للنظر فيها مرةً أخرى في محاولة مني للعودة للكتابة الأدبية، فأنا أتمنى ألا أتوقف وأن أعود قريبًا للإبداع.
_تشارك في معرض الكتاب هذا العام بكتابين أولهما "توظيف التراث في رسالة الصاهل والشاحج عند أبي العلاء"، وكتاب "الحرب والسرد رواية رماد الشرق لواسيني الأعرج نموذجًا" عن الهيئة المصرية العامة للكتاب هذا العام.
دعنا نبدأ بأبي العلاء وهو اختيارك لرسالة الماجستير.. لماذا هذا الاختيار وحدثنا باختصار عن رسالته؟
المعري أحببته منذ دراستي له في الكلية في سنة الليسانس، وأعتبره قمة هرم الأدب العربي منذ العصر الجاهلي إلى الآن، فهو في منطقة لم يقترب منها أحد حتى وإن اعتبر هو نفسه تلميذًا للمتنبي.
أعجبتني فلسفته وأسلوبه في الكتابة وقصة حياته الملهمة بما فيها من معاناة وزهد وفكر وتعليم وسفر وريادة وزعامة، فهو شخص وددت الاقتراب منه والتعرف عليه أكثر أكاديميًّا.
درستُ رسالة الغفران ودرّسها لي المشرف بعد ذلك على رسالة الماچستير الأستاذ الدكتور فوزي أمين رحمه الله، وبالطبع في البداية كنت خائفًا من فكرة دراسة المعري نظرًا لصعوبة لغته ولأن الدراسات النثرية ليست كثيرة كالدراسات الشعرية، وهو من اقترح علي الموضوع وحذرني من صعوبة دراسة المعري لكني قررت أن أبدأ الطريق.
_هل يوجد في المكتبة العربية عناوين كثيرة عن أبي العلاء فوجدت صعوبة في اختيار بحثك أم أنها مؤلفات قليلة عنه رغم قيمته وشهرته؟
المؤلّفات التي كُتبت عن المعري معظمها عن شعره: اللزوميات وسقط الزند، أو رسالة الغفران في النثر، لكن باقي المؤلفات الدراسات عنها شحيحة أو غير موجودة لذلك كان الموضوع به بعض الصعوبة في أثناء العمل عليه فحتى الحصول على الأعمال التي درسته أمرٌ صعب لأن الطبعات قديمة وغير متوفرة.
_من أبي العلاء إلى واسيني الأعرج.. تغيّر كبير في منهج بحثك أم في ذائقتك الأدبية؟. لماذا واسيني الأعرج واختيار هذه الرواية خصوصًا؟
بالنسبة لاختلاف المنهج هو ليس اختلافًا في الذائقة فأنا أتعامل مع الأدب باعتباره فنًّا مثله مثل السينما والأغاني والدراما وأنا ذوقي متنوع بشدة في كل ذلك، فأحببت أن أكون متخصصًا في الأدب القديم والجديد وليس في حقبة زمنية معينة أو كاتب معين.
واختيار واسيني كان سببه قلة الدراسات الخاصة بأعماله في مصر، فهو يدرس جيدًا في بلده الجزائر لكن في مصر لا يوجد تناول، وأنا أحبُّ أن أعمل على عمل أدبي أحبّه حتى لا أفقد شغفي تجاه العمل أو أملُّ وإنما يظل فضولي تجاهه مستمرًا حتى أصل لنهاية بحثي.
رواية رماد الشرق وقع الاختيار عليها لأنني كنت أبحث عن رواية أجيال تتناول الحرب لأنني أبحث عن توظيف الحروب في الرواية الحديثة هذه كانت البداية من العنوان ثم تستمر التفضيلات والقراءات إلى أن أصل لأفضل عمل بالنسبة لي.
_هل ترى أن للنقد قراء.. أم أن الكتب النقدية موجهة إلى المتخصصين فالناقد لا يقرأه إلا ناقد أو باحث أكاديمي؟
للأسف النقد ليس له قراء، فالنقد موجه للمتخصصين فقط، فلا أحد يشتري كتابًا عن عمل أدبي ليعرف ماذا قيل عنه، من يفعل ذلك هم من يدرسون الأدب فأنا على علم أن الكتابين لن يحققا مبيعات لكن بإذن الله سيكون لهما وجود في الدراسات النقدية كمراجع مهمة عن المعري والتراث وواسيني والحرب
_مشاركتك في معجم البابطين لم تكن سهلة، فعرفنا بهذا المعجم وحدثنا عن مشاركتك في تحقيقه؟
بالنسبة لمعجم البابطين هذه قصة طويلة لكني سأختصرها قدر المستطاع، لقد عملت في مكتب مؤسسة البابطين بالإسكندرية لسنتين ونصف كنا خلالها كفريق بحثي نعمل على معجم البابطين لشعراء عصر الدول والإمارات وهو معجم ضخم ضم حوالي 10 آلاف شاعر بداية من جاء ذكره في كتب التراجم والتاريخ والأدب شاعرًا وصولا لمن كتبوا دوواين شعرية كاملة، وهي فترة طويلة تمتد ستة قرون من القرن السابع إلى الثالث عشر الهجري.
قضيت هذه المدة أعمل يوميًّا لمدة تسع ساعات أقرأ وأفرغ أمهات الكتب التي كتبت في هذه الفترة سواء أكانت كتب الأدب أو التاريخ أو التراجم، وبالطبع كانت هناك مشكلات ضخمة واجهتنا مثل إيجاد أب له تسعة أولاد كلهم اسمهم محمد وكلهم شعراء لكن الكنية مختلفة لكل واحد والأشعار بها خلط في نسبها ولا يعرف أحد حتى المعاصرين لهم من منهم بالتحديد الذي كتب قصيدة معينة، فكنا نحاول أن نفصل القول في هذه الإشكاليات وكنا نجمع أكبر قدر من المصادر التي تحدثت عن الشاعر حتى نوثق سيرته بالشكل الأفضل، والحمد لله بعد سنتين ونصف عمل متواصل خرج للنور وطبعته المؤسسة.
_هل ننتظر مجموعة قصصية أو رواية جديدة لمحمد أبو عوف؟
أعمل على رواية في الوقت الحالي أتمنى أن تخرج للنور قريبًا فهي مسودة قديمة وبالطبع عندما أخرجتها وقررت إعادة كتابتها فبدأت تقريبًا أكتب رواية جديدة
ستكون الرواية الأولى بإذن الله.
|