القاهرة 31 يناير 2023 الساعة 08:47 ص

كتبت: سماح ممدوح حسن
ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب وبالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة، عقدت ندوة بعنوان"نص وترجمتان" بحضور الدكتور أنور المغيث أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة حلوان، وسيناقش كتاب الوجودية كمذهب إنساني لجان بول سارتر، والدكتور السيد رشاد أستاذ الدراسات اللغوية واللغة السواحيلية بكلية الدراسات العليا بجامعة القاهرة ويناقش رواية انفصال، والدكتور عاصم العماري أستاذ اللغة الألمانية كلية الألسن جامعة عين شمس ويناقش كتاب شمس الله تسطع على الغرب للكاتبة الألمانية زيجريد هونكه، وأدارت الندوة الدكتورة منى طلبة.
تناول ضيوف الندوة مسألة ترجمة نص واحد من خلال ترجمتين، وقد ذكر الدكور عاصم عز الدين العماري أسباب ترجمة نفس الكتاب ترجمتان أو أكثر، وتناول كتاب"شمس الله تسطع على الغرب، للمؤلفة الألمانية زيجريد هونكه" نموذجا، وقال: "ترجم الكتاب بترجمتين، ترجمة مصرية وترجمة لبنانية، وكانت الترجمة اللبنانية لفاروق بيضون وكمال دسوقى 1964، والترجمة المصرية لفؤاد حسنين 1965، وهو الذى أنشأ بالأساس قسم اللغات الشرقية بجامعة القاهرة، ويتناول الكتاب تاريخ العرب وتأثير الحضارة العربية وعلمائها واختراعاتها على الحضارة الغربية"
وأشار إلى تقسيم الكتاب وقال" قُسّم الكتاب إلى سبعة أبواب1_رفاهية حياتنا اليومية 2_الأرقام العربية 3_السماء والفلك وفضل العرب 4_الأيدي الشافية وفيه تتحدث الكاتبة عن النبي 5_السلاح المعرفي 6_ التواصل بين الشرق والغرب 7_عرب الأندلس".
وأضاف: "عادة ما ترجع ترجمة الكتب عدة مرات لعدة أسباب منها1- الترجمة المباشرة أو الترجمة من لغة وسيطة. 2- قَدم النسخة المترجمة وعدم التواصل أو عدم وصولها لجيل أحدث. 3- التنافسية، خاصة وأن لبنان تشتهر بالريادة فى الترجمة".
ثم أوضح "العماري" الفرق بين ترجمتى الكتاب في الترجمة اللبنانية والترجمة المصرية وقال: "الفروق في الترجمتين تبدأ من العنوان، فعنوان الكتاب في الترجمة المصرية أسماه الدكتور حسنين "شمس الله تشرق على الغرب، فضل العرب على أوروبا"، أما عنوان الترجمة اللبنانية فكان "شمس العرب تسطع على أوروبا، أثر الحياة العربية في أوروبا".
ثم ذكر الدكتور عاصم نبذة قصيرة عن الكاتبة الألمانية "زيجريد هونكه"حيث ولدت 1913، وتوفت 1999، ولدت فى هامبورج وكانت ابنة ناشر معروف، ودرست علم مقارنة الأديان، والتى عرفت منها فضل العرب فى نقل التراث اليوناني إلى اللغات الأخرى، وترجم كتابها إلى سبع عشرة لغة، وبيعت منه حوالي 2 مليون نسخة، وقد تعلمت اللغة العربية ومن أهم كتبها: أبل فى بلاط القصر، وكتاب الله ليس مثله شيء، كما حصلت على جائزة كانط، وشيلر، وجائزة المجلس الأعلى للشؤن الإسلامية".
وبعدها بدأ الدكتور "أنور المغيث" حديثه عن الكتاب الثاني من موضوع الندوة وهو كتاب" الوجودية كمذهب إنساني" من تأليف جان بول لسارتر، وترجمه إلى اللغة العربية عبدالمنعم الحفني من مصر، والترجمة الأخرى لمحمد الزهير من تونس.
وقال "مغيث": "ليس هناك أفضلية لمترجم على آخر، بل هناك اختلاف في السياق من مترجم لآخر، وذلك بسبب أن كتاب سارتر بالأساس هو محاضرة شفاهية ألقاها عام 1946، وكانت فرنسا حينها تتحرر من حكم النازية، وبعدها أصدر كتابه "الغثيان"، الذى عبر فيه عن الوجودية وأن فرنسا تتحضر لعالم جديد، ونقض فيه الفكرة السائدة عن الوجودية وإنها مذهب عدم المبالاة والتكاسل، لكنه ألقى هذه المحاضرة لتوعية الناس بمعنى الوجودية الحقيقية، وليثبت أنها عكس ما هو شائع لا تدعو إلى التقاعس ولا التكاسل أو الانسحاب من الحياة".
أما الكتاب الثالث في الندوة فكان لرواية "انفصال" للكاتب التنزانى سعيد أحمد، وترجمت عن اللغة السواحلية"، وتحدث عن الكتاب الدكتور سيد رشاد الأستاذ مساعد بقسم اللغة السواحلية بجامعة القاهرة، وقال: "يوجد بالقارة الأفريقية تسع دول تضم 150 مليون إنسان يتحدثون اللغة السواحلية، وتُعد رواية انفصال من الأدب التنزاني نموذجا للأدب الأفريقي الذي يعانى من تحديد الهوية، فهل الأدب الأفريقي أصيل خاصة بسكان القارة، أم هو أدب المستعمرين الفرنسيين والإنجليز والعرب وغيرهم.."
وأضاف: "إن الرواية التنزانية وأدب إفريقيا بشكل عام كان فيما مضى يكتب بلغة الاستعمار، لكن بعد زوال هذا الاستعمار تغيرت اللغة والكتّاب، وقد ترجمت رواية انفصال عام 1980 إلى اللغة الإيطالية، وهي الترجمة التي احتوت على 24 صفحة لشرح المصطلحات بالرواية، وقسمت الرواية إلى 13 فصلا وصدر منها 14 طبعة، وتدور أحداثها حول الأسرة التي تتأثر بالصراعات والحروب في تنزانيا".
وأشار "رشاد" إلى الدراسات التي أجريت حول هذه الرواية ومنها دراسة ميريام كينياني 2008، ودراسة إيان ترودي 2011، وخلصت الدراسات إلى أن المترجمة الايطالية لم ترد أن تضفي على الرواية صبغة إيطالية، بل أرادت إيصال النص دون تغييره، فحافظت على بعض المصطلحات كما هي، كأسماء الطعام والشراب والملابس وغيرها، والأمثال الشعبية بالتأكيد".
واختتمت الدكتورة منى طلبة الندوة بآيات من القران الكريم، ومن التوراة بيّنت من خلالها حكمة خلق الله البشر بآلسن مختلفة "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا".
|