القاهرة 24 يناير 2023 الساعة 11:06 ص
قلم: إنچي مطاوع
شرود غريب..
أحكم شباكه حول منافذ إدراكِ، تيه، ضياع، لا شيء، فراغ يتنفس اللاشيء، أشباح تنهش قلبي لتفرغه من أحاسيسه، تحولتُ لمجرد أنبوب زجاجي خاوي، تمثال جرانيت مجوف يحوطه الفراغ، الهواء يهرول داخله متخذ مسارات دائرية غير معبدة، ثقل خفيف يحيطه هواء ثقيل الظل.
أصوات تأتي من بعيد، تخطف السمع وتغرقه أسفل ماء البحر، كيان ملتصق بذاته، النظر كهل ضاعت منه القدرة على فك طلاسم الصور، جسد مصمت باهت الفكر والتفكير، مشاهد تجري بتثاقل مترنحة أمام عيون مسها التعب، أحاسيس مجعدة تنتحب ملتاعة بعدما انبجست أحزان حارة داخل الروح، نفور من الوعي وتمني لحظة فقده، قنوط في اللاوعي من الحياة وجدواها.
إرادة تدغدغ باستياء الجسد ليثور بلا نتيجة، هيكل يبدو رصين، روح تسعى نحو لحظة طيش أو جنون تنقذها، تزدري الهدوء والثبات، خيال دنس بفجاعة الواقع، يتوق لزعزعة الأرض بأفكار تنقذه من براثن مجهول إتخذ دور سفاح كمنهج حياة.
شرود غريب..
تيه يزرع الفراغ داخل شغاف القلب ليلتصق بالموت، يتمناه رفيق، ضياع وجمود سيطر على العقل، سنوات تمر دون بارقة فائدة؛ عبرها تنبثق الحياة كأقحوان يطرد الشرود وينبت الأمل، فقط شرود يُخفي داخل درعه توتر ينشر سيوفه ليثير العداوات والاضطراب بين الأوصال، الأطراف، الانتباه.
رعشة تداهم الجسد، تأخذ بيده لتلقيه داخل بشاعة الشرود من جديد، ليتكاثر ويتكاثر ويتوالد، عقل ضائع يخنقه البرود، نفس نائمة بكسل، روح ثائرة يكبتها الخمول، كيان شتته اللاشيء وسط فراغ مهول، يطوح الأنفاس، عيون زائغة يلتهمها الضجر، قلب يصارع ليدق بلا انتظام.
أنفاس تستجدي تحقق أمنية باتت تسكن المحال، تبكي مساماتها منتظرة لحظة التحقق بلا أمل، شَحُبَتْ الأنفاس والحواس وعادت الروح للشرود، فقدت الرغبة في فعل شيء يكسر حدة وسأم اللاشيء، ليحتل الشرود الروح والجسد.
|