القاهرة 19 يناير 2023 الساعة 01:17 م
ثمة تحرك من وزارة الثقافة المصرية خلال الشهور الماضية تجاه قارتنا الأم أفريقيا؛ فما بين توقيع مذكرة لتعميق التعاون الثقافي مع الصومال، وإصدار المركز القومي للترجمة النشرة الإلكترونية "أفريقيا تحكي"، وجميعها خطوات متقدمة تستكمل ما قدمته وزارة الثقافة من قبل ضمن سياساتها الثقافية تجاه أفريقيا مثل مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية(2012)؛ وذلك بعد فترة انقطاع كبيرة شهدت تراجعا على مستوى التعاون الثقافي؛ وهو ما يستعيد الدور التنويري والثقافي للدولة المصرية.
أبرمت مصر عددا من الاتفاقيات الثقافية مع الدول الأفريقية منذ عام 1952 وحتى وقتنا الراهن، ففي الفترة من 1952 وحتى 1985 عُقدت خمسة وستون اتفاقية ثقافية مع ست وثلاثين دولة أفريقية، وهذه الفترة تشمل فترة حكم جمال عبد الناصر (1952-1970) بإجمالى ست وعشرين اتفاقية في ثماني عشرة سنة، وفترة أنور السادات (1970- 1981) بإجمالي ثمان وعشرين اتفاقية فى إحدى عشرة سنة، وخمس سنوات من فترة مبارك (1982-1985) بإجمالي اثنتي عشرة اتفاقية، أي بمعدل اتفاقيتين كل عام تقريبا، وقد كان نصيب السودان وحدها 2,9% منها تقريبا، أما الفترة من (1986- 2011) أى حتى نهاية حكم مبارك فى يناير 2011، أبرمت مصر أربع وعشرين اتفاقية ثقافية، وبذلك يكون إجمالي الاتفاقيات والبرامج خلال فترة حكم مبارك عبارة عن ست وثلاثين اتفاقية فى ثلاثين سنة، أي بمعدل واحد ونصف اتفاقية كل عام، أما بعد أحداث 25 يناير 2011 فقد عقدت مصر اتفاقيتين بالإضافة إلى واحد وعشرين مشروع برنامج مقترح مع الدول الأفريقية؛ وذلك بحسب ما جاء فى كتاب "سياسات مصر الثقافية في أفريقيا" للكاتب أحمد عجاج، والصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2018.
ويمثل قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، ومكتبة الإسكندرية، والإدارة المركزية للاتفاقيات والبرامج الثقافية، والمركز المصري للتعاون الثقافي الدولي، والإدارة المركزية للمنظمات الدولية والإعلام الخارجي، والمركز القومي للترجمة، وحركة التبادل الثقافي (الوفود والبعوث) من أدوات وزارة الثقافة الفاعلة في رسم السياسات الثقافية لمصر في القارة الأفريقية؛ بالتعاون مع الوزارات المعنية مثل وزارة الخارجية المصرية؛ وهي قطاعات تلعب دورا كبيرا في صياغة السياسات الثقافية في قارتنا الأم؛ وإن كانت تحتاج إلى تنشيط برامجها في القارة الأفريقية بما يتماشى مع استراتيجية الدولة المصرية المستقبلية "2020-2030"؛ وذلك من خلال الاستفادة مما أتاحته ثورة الاتصالات من تقنيات اتصالية تساهم في الاتصال الثقافي والانتشار المعرفي بين مصر والقارة.
في الوقت نفسه، لدى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تسعة وعشرين مكتبا ومركزا ثقافيا (17 مكتبا، 12 مركزا) في القارة الأفريقية، منهم أربعة مراكز فقط بالدول الأفريقية بنسبة 13,8% هي "طرابلس ليبيا، مركز الرباط بالمغرب، مركز نواكشوط بموريتانيا، مركز كانو بنيجيريا"، أما توزيع باقي المكاتب والمراكز على دول العالم، وهي مراكز ومكاتب في حاجة إلى تفعيل دورها خلال الوضع الراهن بالتنسيق بين وزارة الثقافة المصرية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمى؛ بهدف الاستفادة من البعثات التعليمية والخبرات الأكاديمية والفاعلين في الشأن الثقافي؛ كما تعمل على تعزيز أواصر التعاون والوصول إلى صياغة سياسة ثقافية أفريقية تتفق فيها الرؤى والتوجهات والمصالح بين الدول الأفريقية في كل مجالات الإبداع والعمل الثقافي، من سينما، إلى فن تشكيلي ومسرح، وأدب وترجمات، وخبرات تعليمية وتسويق للصناعات الثقافية الي تعبر عن تراث شعوب القارة لاكتشاف المشتركات الثقافية بيننا.
|