القاهرة 13 يناير 2023 الساعة 10:00 م
بدعوة كريمة من الارشيف والمكتبة الوطنية بدولة الإمارات العربية المتحدة، تلقيت دعوة لحضور الندوة الثقافية "التراث والهوية العربية فى عصر الرقمنة.. الفرص والتحديات"؛ التى تقام خلال أيام قليلة على هامش فعاليات الدورة 54 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2023؛ والتى يشارك فيها محمد أحمد المر رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، وعبد الله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية، والدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، والدكتورة نيفين موسى رئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق المصرية، والدكتور أحمد عبد الله زايد رئيس مكتبة الإسكندرية.
تأتى الندوة في ظرف دولي وإقليمي ومحلي معاصر بكل تحدياته، يدعو إلى قراءة تراثنا العربي لتعزيز هويتنا بالاستفادة من ما تتيحه ثورة الاتصالات من فرص واعدة تدفع بها عملية الرقمنة لتجاوز التحديات السياسية والاقتصادية والمجتمعية والثقافية التى يمر بها العالم الآن من جائحة "كوفيد 19"، وحرب ألقت تداعياتها بتبعات أثرت على كل مناحي الحياة وستؤثر، وانتقال نشهده من ثورة معلوماتية أتاحتها شبكة الإنترنت الدولية إلى عصر المعرفة بكل ما أدته التقنيات المعاصرة من ازدياد أهمية دور المعرفة؛ وهنا يجب أن نتوقف أمام قضية التراث وهويتنا العربية عند ما يُعرف بالجيل «Z» الذى يضم أطفالًا ومراهقين ويافعين يطرقون باب الشباب ممن وُلدوا خلال الفترة من 1997 حتى عام 2012، أي أن أكبرهم يبلغ الآن 23 عامًا؛ وهي شريحة عمرية تمثل الفئة الأكبر عددًا من سُكان مصر أي فئة المراهقين (من 10 إلى 19 عامًا)، وعددهم نحو 19 مليونًا، أي ما يقترب من خُمس سكان مصر، ومعنى ذلك أن نحو نصف سكان مصر تقريبًا دون العشرين عامًا، خاصة وأن رؤية ومنظور هذا الجيل إلى المجتمع وشعوره بالاغتراب وتشتت الهوية تمثل مأزقا ومشكلة نتلمسها ولها عمقها المجتمعي.
أما بالنسبة إلى المجتمع الإماراتي حيث الجيل زد (الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و25 عامًا)، فالبنظر إلى تقرير شركة "سبوتيفاي" الصادر عام 2021 في تحليل أكبر شريحة من جمهورها، بثّ جيل زد الموسيقى في الإمارات العربية المتحدة أكثر من استخدام أي وسائط أخرى (بما في ذلك مقاطع الفيديو والألعاب والتلفزيون)، وشارك المزيد من قوائم تشغيل سبوتيفاي، كما أجرى جلسات استماع جماعية أكثر من أي جيل آخر، وهو جيل يهتم بالاستماع الى كتب التاريخ والسيرة الذاتية فى المقام الأول وهو ما تكشفه تقارير تطبيقات الكتب الصوتية الدولية والإقليمية والمحلية؛ وهي مؤشرات تشكل مدخلاً معرفيا لكيفية توصيل تراثنا الثقافي والمعرفي لهذا الجيل عن الجيل المعروف باسم جيل الألفية (26 إلى 40) أو جيل "Y" واي من مواليد (1980-1994).
ليس ذلك وحسب؛ حيث تشير التقارير الدولية الى أن صناع المحتوى الرقمي، ومشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، وغيرهم يبحثون عن أنسب الاستراتيجيات الترويجية لجذب اهتمام الملايين من مستخدمي المنصات الرقمية، وتحديدًا من أبناء جيل زد (1995-2010)، وهي فرصة طيبة للبحث في مداخل معرفية للمكتبات الوطنية وأرشيفاتنا العربية لإطلاق استراتيجيات لنشر تراثنا العربي إلى هذه الأجيال عبر التقنيات الرقمية الجديدة مثل تطبيقات الكتب الصوتية، وخدمات البودكاست الصوتية من أجل تعزيز هويتنا العربية في ظل ما نشهده من ثورة معلوماتية ومعرفية صاحبت شبكة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي المفتوحة مثل "فيس بوك، تويتر، انستجرام، تيك توك"، وغيرها، وتطبيقات التواصل الاجتماعي المغلقة مثل "واتس آب، وسيجنل، وتليجرام"، على أن تتضمن تلك الاستراتيجية تعاونا بينيا يجمع المكتبات الوطنية والأرشيفات العربية الإماراتية والمصرية وغيرها من أجل استشراف مستقبل تراثنا العربي خلال العقد الجارى 2020_ 2030، الذى يشهد ثورة تكنولوجية متسارعة ستؤثر بشكل كبير في تراثنا وهويتنا العربية وفي الجيل الافتراضى، جيل "Z" زد.
|