القاهرة 03 يناير 2023 الساعة 10:19 ص
حوار: صلاح صيام
داخل كل مبدع رحلة قطعها -بحلوها ومرها- ليصل إلى المتلقي الذى غالبا لا يعرف عنه شيئا سوى ما يصل إليه من إنتاجه، وهنا نرصد حياة المبدعين ونخوض في أعماقهم علنا نقدم للأجيال الحالية التي أصابها شيء من الإحباط صورا مشرقة تعينهم على تحمل متاعب الحياة، وتكون نبراسا لهم في قادم الأيام..
اليوم نواصل رحلتنا مع المبدعة السورية ميادة سليمان التي تكمل حديثها:
واصلتُ إبداعي، فبدأتُ كتابةَ أولى قصائدي في الجامعة في المدرّجِ الأوّلِ، حيثُ كان أحدُ أساتذتي يضع ربطة عنق جميلة وملوّنة، جعلتني أنسى درسي، وأكتب قصيدةً ظاهرُ الأمرِ أنّها عن ربطة العنق، وحقيقة الأمر أنّها غزَل بريء بأستاذي رغم عدم حبّي لمادّة النّحو والصّرف الّتي كان يدرّسنا إيّاها، ولمّا أعجبته القصيدة جدًّا، تتالت قصائدي في الجامعة، وكانت من وحي المحاضرات والنّحو وغيرها، وقد جمعتُ باقة من القصائد كلّها أهديتُها لأستاذي زادت على الثّلاثين ربّما، لتكون مشروع كتاب مستقبليّ أطبعهُ لاحقًا بعد إجراء بعض التّعديلات على تلك القصائد.
بعد تخرّجي في الجامعة، وزواجي اضطررت إلى الإقامة في محافظة الحسكة، وهناك حدثَ ما لم أكن أتوقّعه، فقد أُصبتُ بقحطٍ إبداعيٍّ وجدب في مخيّلتي الشّعريّة، لا أستطيع نسيان تلك السّنوات الّتي امتدّت منذ عام 2006 إلى عام 2014 كانت بلا إبداع باستثناء خواطر وقصائد بسيطة لم تكن تروي ظمأي كموهوبة، وكنت أبكي أحيانًا، وأقول:
ظننتُ بأنّني سأصبح شاعرةً، لكن كلّ ما أنتجته هو تلك القصائد لأستاذي، هل يعقل أنّني كنت أتوهّم بأنّني سأكون يومًا ما شاعرة متميّزة يحبّ النّاس قصائدها، أم أنّ قصائدي ستبقى حبيسة أوراقي ولن يقرأها أحد؟!
لكنّ رحمةَ الله جاءت في عام 2015 حيث أنشأت صفحة على موقع فيسبوك، وبدأت أنشر بعض كتاباتي في مجموعة الأديبة (كوليت الخوري) وكنت ألقى تشجيعًا جميلًا أوّلهُ من زوجي الّذي كان يعلّق لي ويدعمني معنويًّا، ثمّ من بعض متذوّقي الأدب فيها، وهكذا إلى أن بداتُ أنشر في عدّة مجموعات، وفي صفحتي وأشارك بمسابقات وأفوز دومًا من فضل الله، فتركت المسابقات وصرت عضو لجنة تحكيم في كثير من المجموعات الأدبيّة، ومن ثمّ تركت بسبب ضيق الوقت وعدم رضايَ عمّا يقدّم من نصوص..
وهكذا من خلال صفحتي ومنشوراتي وحبّ الأصدقاء لأحرفي المكتوبة بأسلوب السّهل الممتنع بدأت كتاباتي تنتشر في صحف الوطن العربيّ، وبعضها صادر في دول أوروبيّة، عدا عن رصيد رائع يربو على الخمسين حوارًا مع أشهر صحف الوطن العربيّ.
أتذكّر ذلك وأبتسم وأحمد الله أن لم يضيّع لي تعبًا، فقد اتّكأت على نفسي وثقتي الكبيرة بموهبتي فقط، أتذكّر وأشعر بالفخر لأنّني صنعت اسمي بجهدي، ولأنّني حلمت يومًا وأنا طالبة جامعيّة أن تنشر صحيفة سوريّة قصيدة لي، أقارن اليوم وأرى عدد الصّحف الّتي نشرت لي ولا أستطيع أن أحصيَها بدقّة!
|