القاهرة 03 يناير 2023 الساعة 10:18 ص
بقلم: د. فايزة حلمي
هل نوبات غضب الأطفال تجعلك تعيسا كوالد؟!
عندما كان طفلي يمر بمرحلة مروعة، يمكن بسهولة أن تستمر نوبات غضبه الحادة لساعات، كان طفلي يبكي على الأشياء الصغيرة طوال اليوم وكل يوم، ثم استمر في التصعيد حتى بدأت بالصراخ معه، عندما صرخت شعرت وكأنني أم سيئة.
لم أكن أعرف ماذا أفعل، شعرت بالعجز الشديد، قرأت كتب الأبوة والأمومة، جربت كل ما قال الخبراء أن أفعله، ومع ذلك، لم ينجح شيء.
لم أستطع اصطحابها لأي مكان، لأنها كانت تتسبب في نوبات غضب صاخبة حين لا تصل لهدفها، دفعني ذلك للجنون، كنت في نهاية تحمّلي، ذلك مرهق وقهري.
ما السبب الحقيقي وراء عدم نجاح أساليب الوالدين هذه؟!
تلقيت الكثير من النصائح من الأصدقاء والعائلة، قالوا لي أن أتجاهل وأعاقب طفلي.
لكني أعلم أن السيارة الجامحة؛ لا يمكن أن تتوقف من تلقاء نفسها بدون فرامل، لن تتجاهل سيارة جامحة وتتمنى أن توُقِف نفسها، أو تعاقب السائق على عدم استخدام فرامل غير موجودة، أليس كذلك؟
ولكن هذا هو بالضبط ما سيفعله التجاهل أو العقاب، لا يولد الأطفال بفرامل عاطفية كاملة.
لن يؤدي التجاهل أو العقاب إلى إنشاء دائرة فرملة مناسبة.
لذلك توصلت إلى حل قائم على بحث علمي ونجح، تمكنت أخيرًا من إيقاف الهروب العاطفي قبل أن يتدحرج أسفل التل.
السبب في عدم نجاح معظم أساليب الوالدين، هو أنها تعمل على سلوك الطفل الخارجي، لكنها تتجاهل ما يسبب ذلك من الداخل، إنه مثل إيقاف سيارة جامحة، من الخارج، بوضع جدار طوب كي تصطدم به، والطريقة الأفضل كثيرا؛ هي فك المحرك وبناء فرامل تعمل من الداخل، وعندما دخل طفلي بنوبة غضب؛ ساعدته على الهدوء وتطوير فرامله العاطفية.
انتقل طفلي الصغير من نوبات غضب متعددة كل يوم؛ إلى تهدئة نفسه حتى عندما لا تسير الأمور كما أرادها، لقد تعلم ابني تهدئة وتنظيم نفسه، نحن الآن كلانا أكثر هدوءًا وسعادة ونحب قضاء الوقت معًا، يمكن لابني الآن أن يخبرني كيف يشعر بدلاً من النوبات والصراخ، نحن الآن أقرب من أي وقت مضى.
في مرحلة ما قبل المدرسة، ظل المعلمون يعلقون على مدى حسن تصرّفه ولطافته، وأنه لم تنتابه نوبة غضب هناك، عندما كان في روضة الأطفال؛ تلقيت رسالة نصية من معلمته تمدح قدرته على التنظيم العاطفي.
إذا كنت تعاني من نوبات غضب طفل صغير، فأنا كنت بالضبط حيث أنت الآن، لقد أحببت طفلي، لكنني كرهت نوبات غضبه، كنت أرغب في قضاء وقت ممتع معه، لكن الانهيارات المستمرة جعلت الأمر صعبًا ومرهِقًا للغاية، لقد جعلتني نوبات غضبه التي لا تنتهي أشعر أنه لا بد أن يكون هناك خطأ ما في تربيتي لها، أو أن هناك شيئًا مُلِمّا به.
إذا كنت تشعر بأي من ذلك ، فأنت لست وحدك، ليس بك ولا بطفلك شيء خاطيء، كل ما تحتاجه هو المعلومات الصحيحة، حتى تتمكن من مساعدة طفلك على تطوير فرامله العاطفية كما ينبغي.
• دليل تهدئة نوبات غضب الأطفال:
- حاول البقاء هادئًا أثناء نوبات الغضب حتى لا تنفجر، مما يعني أنك ستكون نموذجًا جيدًا لطفلك.
- علّم طفلك مهارات تنظيم المشاعر؛ حتى يتمكن من تعَلّم تهدئة نفسه، مما يعني نوبات غضب أقصر وأقل.
- حاول أن تعرِف مُقدّمات نوبات الغضب، لتستطيع منعها قبل بدايتها كوقاية، حتى تتمكن من تقليل الانهيارات والتمتع بمزيد من الهدوء في المنزل.
- اتّبع استراتيجية تناسب طِفلك، كأفضل طريقة لتهدئة نوبات غضبه حتى تتمكن من إيقاف الفوضى، مما يعني أنه يمكنك بكل ثقة تجاوز هذا الوضع المروّع.
هكذا يساعد العِلم في جعل المنازل دافئة بالسعادة، ومُظلّلة بالهدوء والبهجة.
|