القاهرة 20 ديسمبر 2022 الساعة 12:46 م
حوار: سماح عبد السلام
نجح الفنان التشكيلي الكبير جلال الحسيني فى تجسيد المنظر الطبيعي عبر رحلته الفنية التي تجاوزت الستة عقود بصورة متفردة، فجاءت أعماله صادقة تجذب المتلقي بصريًّا كونها تعكس انطباعه ومخزونه الداخلي عن المنظر بمختلف أبعاده وتجلياته وليس المنظر ذاته.. من هنا ترك بصمة خاصة في هذا الاتجاه..
رغم معارضه العديدة والتى بدأها عام 1967 بأتيليه القاهرة، ألا أنه يعترف بأن ممارسته للفن جاءت بمنطق الهاوي وليس المحترف، كونه تمسك بعمله كمهندس معماري ولم يتفرغ للفن بشكل كلي إلا بعد التقاعد..
مع معرضه الأخير طرح "الحسيني" مختارات من رحلته الفنية ليتعرف المتلقي على تجربته ومدى تباينها طوال تلك السنوات، عبر معرضه "60 عامًا مع الفن"، والذي دار حوله هذا الحوار..
• استضاف جاليري سماح بالزمالك معرضك الاستيعادي والذي جاء تحت عنوان "60 عامًا مع الفن".. فهل لك أن تحدثنا عن هذا المعرض وأجوائه؟
تضمن المعرض أعمالًا مختارة من تجربتي الفنية التى بدأتها فى الستينيات، حيث قدمت معرضًا عام 1967 بأتيليه القاهرة، قررت إقامة معرض شامل من هذه الفترة والآزمنة المختلفة والأحاسيس المتباينة فكونت أعمالًا متنوعة لكي أقدم معرضًا تضمن تنوعًا في الخامة والوقت والإحساس الذي رسمت به.
الجميل في المعرض تنوع الفترات والخامات والحالات المختلفة، فهو ينقل الصورة لفترة زمنية تفوق الستين عامًا.
• وكيف تباين أسلوبك الفني على مدار تلك السنوات؟
الأسلوب يختلف كل فترة وإن كنت أرى أن الفنان لا يحدد الأسلوب ولكنه يعمل حسب الزمن الذي يمارس العمل خلاله، يقدم المخزون الذي بداخله بالأسلوب الذي يستسيغه خلال تلك الفترة، فتخرج أساليب مختلفة، ومن يحدد الأسلوب هو من يرى الأعمال، لكني لا أقصد أسلوبًا معينا بل انطلق في التعبير.
• بتأمل تجربتك الفنية نلحظ تنوعًا فى المنظر الطبيعى وبين التشخيص والتجريد والواقعي، فما الباعث على هذا التباين؟
نعم لأني سافرت مناطق مختلفة، وكلما عدت من المكان أرسم مخزون المكان بداخلي، انطباعي عن المنظر وليس المنظر نفسه، رغم الزهور والحمام ولكن انطباعي وخيالي الداخلي يساهم فى تكوين اللوحة، أرسم بمجرد عودتي من المكان وتشبعي به فنيًا.
• ما أبرز الخامات التى تفضل التعامل معها؟
بدأت الرسم خلال دراستي في المدرسة بخامة الجواش، وبصفتي معماري وجدت فى الكلية أقلام المياه إلى جانب الزيت، وعندما رأى النقاد ذلك شجعوني حيث إن معارض الأعمال المائية كانت عزيزة وبالتالي سلكت هذا الاتجاه.
• بعدما خضت رحلة قوامها 60 عاما مع الفن.. كيف تصف هذه الرحلة؟
رحلة جميلة لأني هاوٍ ولست محترفا، فأنا بالأساس مهندس معماري، رغم معارضى الكثيرة، مارست العمل كمعماري حتى أحُلت للتقاعد، لكني كنت أعشق الفن، رغم التحاقي بقسم العمارة بكلية الفنون الجميلة لكن الرسم لعبتي وهوايتي التي أمارسها طوال الوقت، والعمل يأتي بالممارسة، وتعلمت من الممارسة أن لكل خامة طريقتها الخاصة لكشف وسبر أغوارها.
قطعت مشوارًا مع الفن، ومن يشاهد معرضي الأخير يقيم التجربة عبر 60 عامًا، سيجد تنوعًا نتج بمرور الزمن وتقدم العمر لمن يرسم والحالة التي يعيشها، كل هذه عوامل تغير من طبيعة إنتاجه.
|