القاهرة 13 ديسمبر 2022 الساعة 11:09 ص
بقلم: إنچي مطاوع
إلى مَن في هواه ضاعت معالمي..
تحية عشق معطرة بنسمات هوى عاشقة حوَّلها عشقك إلى جارية تصدح في ليالٍ بغدادية..
أغني باسمك حبيبي لينتشي السكارى بخمر وجدي إليك، أناديكَ: مارس الغواية حد الاحتراق بمجون معي، أحرق الوعي والإدراك لتجلِّي الغيم عن لؤلؤة مشاعرنا، طهِّر الغياب واطمر الفراق بحرارة اللقاء، ثم اصهرني لنتشكل من جديد تمثالًا للحربة يا أشهى ما رغبت، اقترب وأطفئ هدوئي وترقُّبي بألسنة أنفاسك المشتعلة، اقترب.. اقترب أكثر..
حطِّم الثواني والزمن والتحم بكياني، لا تدع مجالًا للهرب أو التنفس، اخنق المسافات وافْنِها بشهد الاقتراب، دع لهفة العيون تترجمها الشفاه بماجنات القبل، أيقظ لمساتك الحنون المحترقة بأهازيج الرغبة.. وأطفئ جوع الأحاسيس، دعني ألتهم الخيال بضمة عشق تشعل الواقع وتركن الخيال داخل سراديب الأحلام، اشقُقْ ظلام البعد بقيد ذراعيك.. احتضنِّي وأفزع المسافات لتفر ملدوغة الأوصال.
يا من أشتهي قربه بجنون، حوِّلني لقنديل يضيء ليلك، بل شمعة تحول الليل إلى نهار مجلجل الضحكات، أرهف الحس وسأكون كبريتًا يتوالى اشتعاله، ليحترق لأجلك مع كل لمسة صاخبة من محياك الباسم، سيكون الألم الوحيد المسموح به هو ألم لذة القرب.
اقترب وضمني تحت جناحيك فرخًا يبتغي الدفء والأمان، حطِّم كل قيود العادات والتقاليد، ألقِ الأعراف والقوانين في جُبِّ النسيان، مزِّق كل تعاليم الفراق، انزع عني غلالة الهجر، ثم أزل قشرة براءتي وغلِّف مسامي بك وفيك..
سأكون في هواك متمردة بين الأديان، بوذية ترقص طربًا أمام مجوسية سيطرتك، يهودية ترجمها سياط عشقك، راهبة تصلبها مشاعل غرامك، شيعية يجلدها خيزران هواك، سأكون نيرانًا وصقيعًا وأنت الدفء بكل حالاته؛ فظللني بجموحك.
هيا لنكون معًا.. شمسًا تشرق يتبعها قمر يخبل ضوء النهار فيغرب، يفل النهار تاركًا مضمار الغرام لنا، يخبو هاربًا من جحيم الوحدة فيطول ليلنا.. هيا، فأنا سفينة مارقة من الحياة وأنتَ بحر يقرصن أشرعتي؛ لأغرق في جوف فؤادك لاهية بدغدغة الهوى.. سأكون مرقصًا تمارس في أرجائه المجون والتمرد على الحياة، وكُن لعصياني وشغبي سجنًا أرتع فيه بلا أمل في الحرية؛ ففيك أنت الحرية، يا قلب عمري وشغف نهاري الناعس داخل عينيك، لنخلط شوقي على شغف عشقك ونلد لهفة وانتشاء منتعشًا، لتصدح الزلازل وتغمرنا بنكهتها الطاغية، فيفوح رحيق براكين هائجة حُبست لعقود في انتظار ثورة لقاء، لندع الخيال وننطلق وسط النجوم تظللنا الزهرة.
سأخبرك بسر مُغرٍ؛ سيحتضننا المريخ بسمائه صاخبة الريح، سيقيم مأدبة ترحيب أعلى هضابه الأرجوانية، فهيا انسف الواقع، باغتني بلهيب شرارات تلتهم صمتي وسكوني، لتكون حبات عرق تزين جبهتي، رحيق تعب يفوح من ثنايا الجسد المنهك. اقترب لتنطلق موسيقى الطبيعة العاشقة، وتلهمنا الشجاعة لنبدأ لعبةً أركانُها الانسجام، يتبعها تضعضع المقاومة، فالانصهار، هيا لنموت معًا ونُبعث روحين متحدين معًا.
حبيبي.. لا معنى لحبة قمح بلا توأم روح يؤنسها.. لا فائدة لها بلا شريك يحولها إلى قلب تخطى الانتظار ليخترقه سهم العشق.. هيا اقترب؛ فهذه ليلتي الساهرة الصاخبة فجمِّلها بوجودك، هيا لنكتمل ونشدو بترانيم الذوبان، لنشتعل فيسمو الانتحار ويعقب الموت لذة الحياة، لا الصراخ والعويل، هيا ليتمرد نجمك ويدور داخل أحضاني كحصانٍ بري يجاهد ليبيت في بيت الشمس؛ بل كن واديًا يغمرني بواحاته الغنَّاء لا يقلقه برق أو رعد، هيا لنفجر النجوم والكواكب بصخبنا كما ألعاب نارية تخطف الألباب، ثم نتلهى بحالة عشق، تهدهدنا الأرض مهدًا يؤرجحنا؛ وتسترنا السماء بغطاء مخملي وضاء.
|