القاهرة 22 نوفمبر 2022 الساعة 11:00 ص
قلم: إنجي مطاوع
المُرسَل إليه: صديقي الصدوق ساهر، إليكَ مني خمس ياقوتات شكر وامتنان؛ وإليك الأسباب: حضرت بالأمس ندوة أدبية، لا تتعجل وتُذهل، أُدرك أنك مصدوم لمعرفتك كرهي للزحام والصخب المُصاحبين لتك التجمعات..
صديقي.. هي ندوة صغيرة كُنت أعلم مقدَّمًا قلة الحضور فيها، مُقيمتها من معارفي الجديدات، عندما علمت محاولتي أن أكون كاتبة قالت ذاهلة:
- كيف؟! ولماذا؟! هاوية في دنيا الأدب!!
- أتلعبين؟! لا فائدة.. ولا يجوز..
- يا أنتِ أفيقي.. هيا.. تعالي معي..
ما الأدب وشعابه إلا حضور لـندوات وصالونات..
هلمِّي.. واحضري عندي لقاء..
لا تبتئسي.. ولكسرات وجهكِ هذه خبِّئي؛ هذا لصالحكِ أنتِ يا عنيد الأفكار، سيعجبك الوضع (آهٍ منها، كانت تُماكرني)
وذهبت.. ها أنا قد جئتُ (أخبرتُها)
ولهول ما رأيت عندما أخذتني للقاعة..
آهٍ يا رأسي مما أعاني.. شباب وفتيات مبتسمون..
ضحكات متناثرة وجميلة.. بأمل وطموح متشبثون.. وفجأة..
هبط علينا شيوخ أفراح منهية، استولوا على وقتي وساعاتي بشكل مجاني، آهٍ منكم يا حيزبونات القعدة..
يالهولِ مصابي.. زاد صداعي، وقريبًا ستخرج عيناي من أم رأسي؛ أأصرخ، أم أصمت حتى ينفجر دماغي؟!
أدعو ربي يأتيني اتصال في الحالِ..
هل أغمض عيني لأبتهل بقوة إحساس؟!
يا ربِّ.. ائتني بنجدة تخرجني من هذا الحال..
يا الله.. يا الله.. أنجدني؛ أنقذني؛ فأنا على أبواب جنون..
أو قد أصاب بنوبة صرع خلال ثوانٍ..
دقيقة.. اثنتان.. ثلاث.. عشر دقائق..
خمس عشرة دقيقة..
وأخيرًا ها قد جاءتني مكالمة.. اتصال من منقذي وصديقي الغالي، لأرسم سريعًا وبكل براءة ابتسامة معتذرة.. وبالقلب راحة عامرة تغمر أركاني..
خرجت لأقول أشهى وأحلى كلمة:
- ألو.. كيف حالك صديقي الغالي؟
أُحبك صديقي الصدوق.. ها أنت مُجددًا أنقذتني مما ذهبت إليه بقدميَّ، أعلمتَ الآن سبب ياقوتات شكري؟!
|