القاهرة 20 نوفمبر 2022 الساعة 12:10 م
بقلم: أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد..
كتب الله لنا اللقاء من جديد، ها نحن نبدأ معا أول رسائل عامنا الجديد!
صدفة جمعتنا، وكما جمعتنا جمعت قلوبا كثيرة، تلتف بحب، تنتظر بشغف ما سنتبادله من خواطر وهموم وحب.
لاقت رسالتنا الأخيرة استحسان الجميع، ربما لأنها جاءت عفوية.. كتبت على لسانهم، وبأرواحهم، وكلماتهم التي تعكس مدى حبهم لك، واعتزازهم بكونك أيقونة للحب، والنصر، والأمل..
لا اخفي عليك أني أترقب ردود الأفعال مع كل رسالة، أقرأ تعليقاتهم، وأسعد بها، فهي تلامس قلوب المتابعين وأرواحهم مثلي ومثلك.. يراها البعض شعاع نور وسط ظلام حياتنا.. يراها آخرون بريق أمل وبوابة للمستقبل.. يراها البعض نوعا من البوح والعلاج الشافي بالكتابة.. أما أنا فأراها فرصة جميلة نادرة لألتقيك، وألتقي بكل من يحبك مثلي..
أجمل ما قيل بخصوص رسائلنا عامة، أن من يقرأها يراك واقفا بشموخ تحتضن جيتارك بحب، والابتسامة تزين وجهك، فتجعل من يقرأها يسمعها بقلبه، على أنغام ألحانك التي تأسر الروح..
تعبير بسيط، لكنه راق لي كثيرًا.. أضيف إليه أنك تحتضن أحلامنا وتطلق سراحها مع نغماتك العذبة، التي تخترق القلوب بحب، فلا تتركنا إلا ونحن نحلق في سماء الحياة بحرية وعزة ونصر!
عزيزي عمر خورشيد..
أتمنى أن يكون النصر عنوان حياتنا أجمعين، فلننتصر على الظلام، على الحزن والانكسار.. نفسح المجال للحب والنور والخير!
قد يسخر البعض من تفاؤلي، لكني أؤمن بأن كل متوقع آت، فلنتوقع الأحسن ليأتي الأفضل، لأننا نستحق بالفعل كل ما هو أجمل!
عزيزي عمر خورشيد..
لاحظت تغيرًا أراه جميلا، رغم ما يشوبه من توتر وحذر..
بمرور الوقت بدأت أشعر أنني لم أعد كالسابق، بل لمست حجم هذا التغير الذي طالني.. لم أعد الشخص نفسه..
لست أدري لماذا ينتابني هذا الشعور، لكنه أصبح يشغل حيزًا كبيرًا من تفكيري، حتى أنني بت أخاف.. أخاف من الغد بعد أن كنت لا أكترث.. أخاف الوحدة بعد أن كنت لا أبالي.. أخاف الفراق بعد أن كنت أتظاهر بالقوة..
لذا تجدني هذه الأيام بمعزل عن كل شيء، أصب جم اهتمامي على من حولي، وأنت، ومن حولنا فقط..
أود أن يصنع أحدهم قبة زجاجية ضخمة، أسكنها أنا وأنت وهم وكل من نحب فقط! يتسلل لنا ضوء النهار من خلالها، ويكفي أن تضيء قلوبنا الليل.. وتعزلنا تلك القبة عن كل شيء، وأي شيء من شأنه أن يعكر صفو حياتنا وصفاء قلوبنا..
أمنية مستحيلة، لكنها تكاد تكون ممكنة.. يكفي أنك أحد أبطالها الرئيسيين.
عزيزي عمر خورشيد..
كونك بطلا! جعلني أشعر بحجم الارتباط الروحي، الذي يربطنا جميعا بك، لا أتعجب من هذه القدرة المذهلة على تجميع كل هؤلاء من كل الأعمار، وشتى الفئات، والوظائف المختلفة.. اجتمعنا فقط على حبك، وحب لحنك الملحمي الذي اتخذناه أيقونة للنصر، وسيظل..
عندما أخبرت الجميع أن بإمكانهم الكتابة إليك، تسابق الجميع دون أدنى لحظة تردد، وكتبوا لك ليس بالحبر فقط، وإنما بدمائهم، بأرواحهم، بدقات قلوبهم..
كم أغبطك لأنك تحتل هذه المكانة الكبيرة في القلوب، وستظل بل ستزداد بمرور الأيام.
لا اخفي عليك أن البعض قد يظن أن هذه الرسائل لن تصل أبدًا، لكني على يقين تام أنها وصلت واخترقت القلوب! تماما كرصاصتك التي أعشق، وكأنك فعلتها عن قصد.
عزيزي عمر خورشيد..
كم من فعل نتعمد القيام به رغبة في التعرف على الآخرين، لا سيما من نحب! أتبع هذا النهج مع صديقي الفيلسوف..
أتناقش معه كثيرًا في قضايا شائكة، قد لا نلتقي في الآراء، لكني أحترم هذا الاختلاف وأقدره.. لا أرى في الاختلاف بيننا ثمة مشكلة كبيرة كما يتوهم هو أو غيره.. صدقا لا أهتم بهذه التفاصيل، لا أكترث إذا كان ما أقتنع به صائبا أم لا!
قطعا نختلف ويتمسك كل منا برأيه.. أنا فقط أفكر بشكل حيادي بعيدًا عن نظرة المجتمع، أو التمسح في العادات والتقاليد! أنا فقط أدعم كل ما يسعد الإنسان! كل ما من شأنه أن يعيد بوصلة حياتنا للاستقرار، للنور، للرخاء، بعيدا عن أي تعصب من أي نوع.
تروق لي النقاشات الممتدة معه، أحب طريقته في تبسيط المعلومة، أخبره أنه سيكون ماهرا إذا ما عمل في مجال التدريس!
لصديقي الفيلسوف قصة كبيرة معك، ومع لحنك الملحمي، ومعي، لذا التقينا، والتقت أفكارنا، وانجذبت أرواحنا لبعضها البعض، رغم كل العقبات التي واجهتنا وما تزال..
يكفي أن يكون لديك صديق بألف أو يزيد، يكفي أن يكون لك صديق يغنيك عن العالم بأسره، يأخذك من يومك، من مشاغلك، من طاحونة الحياة بمكالمة هاتفية، حتى ولو كانت لا تستغرق سوى بضع دقائق.. يكفي أن تكون مطمئنا أن هناك من يخاف عليك، يحترمك، ينتظرك، يترقب رسالتك، وينتظر مكالمتك، لا يضحك إلا معك، لا يكون على حريته إلا معك، لا يتجمل، يكفي أن تجد نفسك معه..
صديقي الفيلسوف إذا أردت أن أتحدث عنه، وعن ماذا كنت، وكيف أصبحت بسببه، لما أوفيته حقه!
وقطعا للحديث بقية..
عزيزي عمر خورشيد..
عندما يكون الحديث عن الغد، أراك واقفا في نهاية الممر، تستند على الجدار، تنظر إلي والابتسامة تضيء وجهك، فيشرق قلبي، وقلب من يحبك مثلي.
لذا اسمح لي، أن أبثك حب من يحبك مثلي، وأن نكمل رسائلنا التي لن تصل أبدًا، لكن بيد الآخرين، بأقلامهم، كل من يحبك، ويحب لحنك الملحمي الذي أعشق..
عزيزي عمر خورشيد..
لا تنس أن رصاصتك ما تزال في جيبي، وجيب من يحبك، وستظل في قلوبنا جميعا..
كن بخير، وإلى لقاء..
|