القاهرة 17 نوفمبر 2022 الساعة 11:22 ص
بعد شهرين من الآن تنطلق فعاليات الدورة 54 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، على أن تحل الأردن ضيف شرف، وصلاح جاهين شخصية المعرض، وكامل الكيلاني الشخصية الثقافية لمعرض الطفل، وهى دورة تأتي في ظرف بيئي دولي حرج ومحل نظر دولي للدولة المصرية في أعقاب استضافة مؤتمر قمة المنُاخ Cop27 في مدينة شرم الشيخ؛ وهو ما يدفع للتوجه نحو إطلاق دعوة أن تكون دورة "صديقة للبيئة ومستدامة" تعظم من حضور الصناعات الثقافية والإبداعية الصديقة للبيئة.
بالنظر إلى ممارسات وزارة الثقافة المصرية في هذا الصدد؛ نجد أنها تتبع مبدأ عاما وأساسيا بدأت فيه منذ فترة طويلة من خلال مركز الحرف التراثية بالفسطاط، وأظن أن جناح وزارة الثقافة في قمة المُنٌاخ قام بدور كبير وريادي في هذا الأمر، كما تم بيع عدد كبير من منتجاتنا من الحرف البيئية التي تعد صديقة للبيئة فيه لضيوف المؤتمر.
تعتبر الصناعات الثقافية والإبداعية ومن بينها "التراث، والحرف اليدوية والتصميم، والنشر، وفنون الأداء، والفنون التشكيلية وقطاعات الأفلام والتلفزيون، والوسائط المتعددة، والألعاب والرياضات الإلكترونية"، وهي من العناصر الرئيسية لأى معرض كتاب دولي حول العالم من المحفزات الرئيسية للنمو والتنوع الاقتصادي والاجتماعي؛ وهو ما يدعونا للتفكير في آليات جديدة للشراكة مع الوزارات المعنية بتعظيم الصناعات الثقافية والإبداعية البيئية المستدامة في هذه الدورة من المعرض، ومن أهمها وزارة البيئة المصرية للاستفادة من الأفكار النوعية في تقديم تلك الصناعات الثقافية التي تساهم في التوجه نحو نشر الثقافة البيئية، كتقليل الاعتماد على البلاستيك في الصناعات الثقافية والإبداعية في منتجات الناشرين والفاعلين الثقافيين المشاركين في الدورة القادمة من المعرض، إضافة إلى إطلاق محور رئيسي من محاور المعرض لقضايا الثقافة والمُناخ ونشر الثقافة البيئية، وهو ما يساهم بشكل كبير في الاقتراب من دورة ثقافية دولية تعزز من أهمية قضايا الحفاظ على البيئة، والتعاطي مع قضايا التغير المُناخي من مدخل ثقافي.
تعد الصناعات الثقافية والإبداعية من أسرع القطاعات الاقتصادية نموا في العالم، حيث تدرّ إيرادات عالمية تقدر بنحو 2,250 تريليون دولار سنويا، وتوفر 30 مليون وظيفة، ومن المتوقع أن تصل مساهمتها إلى 10% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وللاستفادة من هذا النمو يجب أن نتوجه نحو الاستثمارات الاستراتيجية الكبيرة لتأسيس صناعات ثقافية وإبداعية بيئية مزدهرة تنطلق من الدورة 54 من معرض القاهرة الدولي للكتاب.
ما المطلوب لتفعيل الدعوة الخاصة بالتوجه نحو دورة صديقة للبيئة ومستدامة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 54؟ أولاً يجب إطلاق مسابقة من الهيئة المصرية العامة للكتاب لصناع النشر المشاركين في هذه الدورة باستحداث جائزة جديدة من جوائز المعرض خاصة بأفضل ناشر مشارك يقدم منتجات ثقافية وإبداعية صديقة للبيئة في المعرض، على أن يتم استضافته في لقاء جماهيري مع زوار المعرض للتعرف على تجربته، وتكريمه، وذلك من أجل تعزيز التوجه الخاص بتقديم صناعات ثقافية صديقة للبيئة مستدامة، على أن يتم تعميم تجربته في قطاع النشر، وكذلك استحداث جناح خاص بالكتب البيئية العربية والمترجمة يشارك فيها قطاعات وزارة الثقافة المصرية مثل "هيئة الكتاب، قصور الثقافة، المركز القومي للترجمة، وسلاسل الترجمة في الوزارة"، على أن يستضيف هذا الجناح أبرز الفاعلين فى نشر الثقافة البيئية عبر ندوات تقدم لزوار المعرض فى الدورة القادمة.
في الوقت نفسه، إطلاق تطبيق محدود يتم تفعليه رقميا طوال أيام المعرض خاص بأبرز المنتجات الثقافية البيئية الصديقة للبيئية فى المعرض وأماكن تواجدها على خريطة أجنحة المعرض وقاعاته، وكذلك تفعيل الخدمات الرقمية الخاصة بخرائط الطقس فى أيام المعرض لجمهوره، واستعراض أبرز الابتكارات الثقافية البيئية للمبتكرين والباحثين في فعالياته، وهي أفكار ستساهم بشكل كبير في نشر الثقافة البيئية التي تعد أحد أدوار وزارة الثقافة والوزارات المعنية بالأمر، على أن تكون نواة نحو دورات قادمة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب ترسخ للصناعات الثقافية والإبداعية البيئية المستدامة فى مصر، على أن تكون تجربة فريدة وملهمة لمعارض الكتب كافة حول العالم، وهو ما يعزز من مكانة قوة مصر الناعمة في دعم التوجه نحو الحفاظ على البيئية والاقتصاد الثقافي والإبداعى البيئي المستدام، الأمر الذي يخدم استراتيجية مصر للتنمية المستدامة "رؤية مصر 2030" نحو التحول للأخضر والتقليل من الانبعاثات الكربونية والتوجه نحو الهيدروجين الأخضر.
|