القاهرة 08 نوفمبر 2022 الساعة 10:42 ص
بقلم: د. حسين عبد البصير
يأتي انعقاد قمة المناخ في مصر تقديرًا لمصر وقائدها الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يولي قضية التغير المناخي اهتمامًا كبيرًا من وقته، على الرغم من مشغولياته الداخلية والخارجية الكبيرة. وتعد استضافة مصر للقمة مهمة للغاية، وفي هذا التوقيت بالغ الأهمية من تاريخ البشرية، خصوصًا بعد القمة الأخيرة التي عُقدت في المملكة المتحدة، والتي حذر فيها رئيس وزراء بريطانيا الأسبق بوريس جونسون من غرق مدن عدة في العالم مثل مدينة ميامي الأمريكية، ومدينة شنغهاي الصينية، وخص بالذكر مدينتنا الساحرة الإسكندرية.
وإذا نظرنا إلى مصر القديمة وعلاقة المصريين القدماء بالبيئة والمناخ، فسوف نجد أن مصر القديمة اهتمت اهتمامًا كبيرًا بالبيئة والمناخ.حيث وحافظ المصريون القدماء على البيئة التي كانوا يعيشون فيها بشكل كبير.
وأظهر المصريون القدماء اهتمامًا كبيرًا بالحياة والطبيعة والبيئة من حولهم. ونال نهر النيل، شريان الحياة في مصر الأبدي، الاهتمام الأكبر من نصيب اهتمامهم. وقدسوا النهر الخالد وفيضانه القادم كل عام.
وكان حعبي أو حابي هو إله الفيضان السنوي لنهر النيل في مصر القديمة. وكان الفيضان يؤدي إلى ترسيب الطمي الغني على ضفتي النهر، مما سمح للمصريين بزراعة المحاصيل. وكان يتم الاحتفال بحعبي بشكل كبير بين المصريين.
وكان من بين ألقاب حعبي "رب الأسماك والطيور" و"رب النهر ". وكان حعبي يُصوَّر عادةً ببطن كبير وثديين كبيرين متدليين.
وكان فيضان النيل السنوي يعني وصول حعبي. ونظرًا لأن ذلك الفيضان وفر تربة خصبة في منطقة كانت صحراوية، فإن حعبي كان يرمز إلى الخصوبة. ونظرًا لطبيعته الخصبة، كان يُعد أحيانًا "أبو الآلهة"، وكان يُعد أبًا حنونًا. وكان يساعد في الحفاظ على توازن الكون.
وكان يُنظر إلى العالم أو الكون على أنه نظام منسجم ومنظم. وكان يعتقد أن حعبي يعيش داخل كهف عند مصدر نهر النيل بالقرب من أسوان.
وكانت عبادة حعبي موجودة بشكل أساسي عند الجندل الأول في منطقة إلفنتين في أسوان.
وكان كهنته يقومون بطقوس لضمان ثبات مستويات التدفق المطلوبة من الطوفان السنوي. وفي إلفنتين، كانت تتم مراقبة مقياس النيل الرسمي. ولم يُنظر إلى حعبي على أنه إله النيل نفسه، بل كان يُنظر إليه على أنه إله الفيضان.
وعندما كان يقل مستوى نهر النيل، كان المجتمع كله يتضافر من أجل تجاوز تلك الفترة العصيبة من تاريخ الوطن.
وفي كتاب "الخروج في النهار" أو "كتاب الموتى"، كان يقسم المتوفى على أنه لم يرتكب أية خطيئة من قائمة الذنوب. وكان يتلو نصًا يُعرف باسم "الاعتراف السلبي". وكان من ضمنه أن يقسم قائلاً: "لم ألوث ماء النهر"؛ مما يعني اهتمامهم الكبير بالنيل.
كانت المرأة المصرية القديمة هي رمانة الميزان في الحفاظ على البيئة والمناخ بدورها غير التقليدي في بيتها ومجتمعها.
ولأنها كانت العنصر الحيوي والفعال في البيت والمجتمع، كانت تولي اهتمامًا بالبيئة والأسرة والأبناء والمجتمع.
وكانت تعلم أسرتها احترام الطبيعة وجميع عناصرها.
لقد عاش المصريون القدماء في توافق تام مع الطبيعة والبيئة والمناخ.
|