القاهرة 06 نوفمبر 2022 الساعة 08:00 ص

وضعت مصر خمس نقاط لخصت فيها رؤيتها الخاصة في قمة المناخ السابعة والعشرين -COP27- التي تنطلق اليوم 6 نوفمبر 2022 من مدينة شرم الشيخ، بحضور ومشاركة قادة ورؤساء حكومات ومنظمات إنمائية، وتمويل دولي حكومي وخاص، هذا بخلاف الخبراء والساسة الاقتصاديين، تلك القمة التي تعول عليها الدول النامية من أجل الدعم المتكافئ في مواجهة آثار تغير المناخ والتخفيف من حدته والتكيف معه.
تسعي مصر بكل جد من أجل عرض رؤيتها وإنجاح المفاوضات التوافقية خلال COP27، وذلك في إطار منهجية التنفيذ للتعهدات والالتزامات والابتعاد عن مزيد من النصوص وصياغة البنود والوعود البراقة، لذا كانت رؤيتها تتضمن:
- العمل من أجل إنجاح المفاوضات بطريقة متوازنة ومنصفة في كل المجالات بالعمل الجماعي للتصدي لتغير المناخ وآثاره، وفقًا لبرنامج للتخفيف والتكيف وخفض الانبعاثات الدفيئة وخاصة التقاط الكربون من الصناعة، ومعالجة عجز الخسائر والأضرار، وإيجاد حل متوازن لمشكلة التمويل من أجل أن تثق الدول النامية في هذا البرنامج وتهدئ مخاوفها.
- الارتكاز على تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ IPCC، وغيرها من التقارير ذات الصلة المشيرة إلى الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات عاجلة لسد ثغرات التخفيف والتكيف وتمويل المناخ.
- التركيز على بناء الثقة والتفاهم المتبادلين وعلى الطبيعة العالمية لتحدي المناخ، مما يضمن عدم تخلف أحد عن ركب العمل الجماعي والتكميلي والتعاوني.
- الالتزام بالقواعد والمبادئ التي تحكم العمل الجماعي للتصدي لتغير المناخ وآثاره. والانتقال من المفاوضات إلى التنفيذ.
تمنيت لو كان بين هذه البنود الخمسة سؤال يوجه إلى قادة العالم مضمونه: لماذا كل هذا التباطئ في اتخاذ خطوات جادة نحو العمل الجماعي للتصدي لتغير المناخ وآثاره؟ تمنيت لو سألت قادة الدول الصناعية العظمى عن الأسباب التي جعلتهم يستمرون في الإضرار بالبيئة ويتسببون في ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية فوق درجتها الطبيعية؟ تمنيت لو حصلت على إجابة تجعلني أشعر -ومعي ملايين البشر- بأن هناك شيئا من الإحساس بالمسئولية سوف يحدث في شكل تعاون دولي لحماية كوكب الأرض من مهدداته الكارثية.
لا خلاف على أنه إذا أردت أن تقنع شخصا بفعل شيء فعليك أن تبدأ بنفسك، وهذا ما فعلت مصر في مجال العمل المناخي، فهناك 13 مبادرة للرئاسة المصرية سيتم إطلاقها خلال COP27، منها: الانتقال العادل والميسر للطاقة لأفريقيا، حياة كريمة لقارة أفريقيا، تكيف المرأة الأفريقية، مبادرة مخلفات أفريقيا 50 لعام 2050، حلول مناخية للحفاظ على السلام، أصدقاء تخضير الموازنات الوطنية للدول الأفريقية والنامية، الانتقال المستدام للغذاء والزراعة، دعم الموارد المائية للتكيف والمرونة، دليل شرم الشيخ للتمويل العادل، النقل المستدام والتنقل الحضري، استدامة ومرونة المجتمعات الحضرية للأجيال المقبلة.
شراكة شرم الشيخ للحلول المستدامة القائمة على الطبيعة. تغير المناخ والغذاء.
هكذا؛ وعلى هذا النهج تضع مصر قادة ورؤساء حكومات العالم والمنظمات الإنمائية والتمويلية أمام خطوات جادة وفعالة للتصدي لتغير المناخ وآثاره، خاصة على مستوى حجم العجز الناتج عن الخسائر والأضرار التي تتعرض وسوف تتعرض لها الدول الأفريقية التي تمثل أقل مساهمة في الانبعاثات الكربونية بنسبة لا تزيد عن 4%، بينما هي القارة الأكثر عرضة للخسائر والأضرار من آثار تغير المناخ.
ولقد سبقت هذه المبادرات العديد من المشروعات والمبادرات على المستوى الوطني التي أطلقتها الحكومة المصرية في سياق التحول إلى الطاقة النظيفة، في مجالات الكهرباء، والنقل، والتطوير العمراني، والطرق، والمياه، والصرف الصحي، وغيرها من المشروعات المستدامة، وجل ما ننتظره من قمة المناخ في شرم الشيخ هو إعلاء صوت الأفارقة أمام تعهدات الدول المتقدمة.
|