القاهرة 06 نوفمبر 2022 الساعة 11:18 ص
بقلم: أمل زيادة
عزيزي عمر خورشيد..
أَقبَل شهر الحب، شهر الحنين والذكريات، شهر نوفمبر العزيز.
لا أخفي عليك، لهذا الشهر وهذه الأيام مكانة خاصة جدا، لهذه الأوقات وما يليها أرق وأعمق الذكريات التي دام أثرها لسنوات، حفرت في القلب، قبل الذاكرة.
هنا التقينا صدفة، وهنا تحدثنا، تبادلنا الابتسامات بخجل، وهنا راقبني وأنا عائدة من الخارج، وهنا تلاقت النظرات، وارتبطت الأغاني بأجمل ذكرى مرت بحياتي!
في هذا الشهر بدأ كل شيء وكذلك انتهى كل شيء!
وكأن القدر أراد أن تظل ذكرياتنا عالقة في أيام هذا الشهر تحديدًا.. التي تشبه تقلبات أيامه وطقسه، ما بين نعم ولا، وفرحة وحيرة.. ثم فراق لا رجعة فيه..
كذلك من الصدف السعيدة التي لا تزال علامة فارقة بحياتي، هي بداية كتاباتي إليك..
أرأيت أن هناك العديد من الأشياء التي تجمعنا دون ترتيب مسبق؟!
عزيزي عمر خورشيد..
لا أخفي عليك كنت أظن أن أكثر من يتأذى في أي علاقة هي المرأة لتكوينها الهش، وتركيبتها العاطفية! حتى تقابلت بالصدفة مع شاب يافع، غيّر مفهومي، وجدت فيه ما كنت أكتب عنه، وما كفرت بوجوده فيما بعد!
تطرق الحديث مع هذا الشاب عن العلاقات العاطفية وطبيعتها، ليخبرني أنه مر بتجربة حب مريرة، بدأت منذ مرحلة الإعدادية وحتى الجامعة! ابتعدَت عنه بعد أن صدم بها صدمة أفقدته إيمانه بالقلب ودقاته.. تعرض لنوع قاس من الخديعة، أضرَب بعدها عن الخوض في أي علاقة عاطفية!
تعجبت من قصته وتساءلت لماذا حدث هذا؟!
نحن -السيدات- نتمنى أن يكون من معنا مخلصًا، ونتمنى أن تدوم العلاقة، لم يكن في تكويننا الجيني حُب الاستطلاع، والتعرف على هذا وذاك، واتباع الحيل والتسلية بالقلوب!
صدمت مما سمعت، ولمحت عمق الجرح وكم التأثر، إلى حد أن جعلته يحجم عن الدخول في أي علاقة جديدة.. يخبرني أنه يفضل البقاء كونه صديقا على أن يحب وتنتهي العلاقة.. مأساة تجسدت أمامي!
تذكرتني عندما كنت في عمره.. أخذت عهدًا على نفسي أن أحول بين أولادي وبين قلبهم! أن أبذل كل ما في وسعي حتى لا يذوقوا مرارة الفراق!
وجدتني مع مرور الوقت أحرص كل الحرص على ذلك، ودائمة التذكير لهم بألا يحبوا، ألا يقتربوا، ألا ينصتوا لصوت القلب!
ورغم ذلك كنت غارقة في حبي الخاص جدا.. كنت غارقة لأذني في حب الورق، حب أبطال قصصي ورواياتي، كنت أبحث معهم عن حلم أهداه الزمن لي وسلبه في لحظة!
ومرت الأيام وتغيرت القناعات، ووجدت أن تركهم يتذوقون عذاب الحب أفضل من الحرمان منه، والعيش بحثا عنه طيلة العمر!
لذا لم أعد أتدخل، وتوقفت نصائحي، بل توقفت عن سرد قصتي القدرية، لأجدهم يتذكرونها جيدا ويذكرونها لكل من يحبون! يضربون بها المثل! لأكتشف أنهم مثلي يبحثون عن الحب في كل شيء!
عزيزي عمر خورشيد..
عندما يكون الحديث عن الحب، أجدك أمامي بطلًا لكل الأحلام.. لم أكن من هواة مشاهدة الأفلام العربية لاسيما فترة تألقك السينمائية.. عرفتك وعشقتك كملحن فقط.. ارتبط وجودك في حياتي بلحنك الملحمي الذي أعشق، ورصاصتك التي استقرت بقلبي للأبد..
مؤخرا حرصت على مشاهدة أفلامك التي فوتت مشاهدتها في أجمل فترات حياتي، لأجد فيك بطلا جسورا، تماما كما تخيلت أبطال رواياتي.. وجدتك تحرص على بث الأمل والعمل والحلم.. بطلا مجسدا وليس من وحي الخيال..
يقولون إننا نختار من نشبههم، وأنت اخترت أدوارا تشبهك!
ناهيك عن ألحانك التي رسخت في الأذهان، وشاركتنا كل شيء، حتى أصبحت أيقونة تفاؤل وحظ لكل محبيك.
عزيزي عمر خورشيد..
في منتصف الأسبوع القادم تحديدًا، يكون قد مر عام كامل على بداية رسائلنا معا!
هل تراك تحتفل بعامنا الأول أيضا من بين السحاب؟!
لا أخفي عليك أني أرتب لهذا اليوم منذ شهر مضى.. أراه حدثا جللا يستحق الترتيب له جيدًا.. كنت خير الصديق، وخير الرفيق، وخير الجليس..
يكفي ما أهدتني إياه خلال هذا العام.. متابعين، وقراء جدد، ومحبين، ورفاق، صديقة الممر "الدكتورة عبير رمضان"، و"صديقي الفيلسوف" الذي لن أتمكن من ذكر اسمه حاليا! سيظل سرًا حتى أزيح الستار عن هويته قريبا..
لا يمكن أن أعد لعيدنا الأول دون أن أخص بالشكر والمزيد من الامتنان "مجلة مصر المحروسة" التي كانت نافذتها بريد هذا العصر.. استقبلت رسائلنا بكل الحب، لتصل للقلوب، وتلامس الروح بصدق، وعاطفة، وكثير من الود والإخلاص.
أتوجه بالشكر لكل الطاقم الذي أعمل معهم، ممن يشاركونا كل لمة، كل فصلة، كل تصميم، كل ملاحظة قيمة وتوجيه تم بشكل مباشر أو خفية للصالح العام، لكي تظهر رسائلنا بالشكل الذي يليق بك وبنا جميعا..
أشكر مديرتي الرقيقة صاحبة القلم والقلب الذهبي "دكتورة هويدا صالح".. مصممة الجرافيك الفنانة "إنجي عبد المنعم".. والأستاذ الفاضل "مصطفى الهندي"، وكل جندي مجهول آخر قام بمشاركة رسائلنا عبر مواقع السوشيال ميديا، لتصل للمزيد من القراء والمتابعين..
يظل هؤلاء وغيرهم أغلى عطايا هذا العام.. معك وبك اجتمعنا، تشاركنا العديد والعديد من الحكايات، والمواقف، والقناعات، والأفكار.
دعنا نحتفل معا بهم، وبك!
كل عام نحن جميعًا بخير وسعادة..
كل عام أنت الأيقونة الوحيدة للحب التي تلم شملنا..
كل عام أنت تميمة حظي وحبي..
كل عام أنت حبيبي -مع الاعتذار للقيصر.
عزيزي عمر خورشيد..
كن بخير، لنكون كذلك.. وإلى اللقاء.
|